قالت هيئة الإذاعة البريطانية، اليوم الخميس 3 مايو 2018، أن هناك غضب بالشارع المصري، بسبب إعلان وزير التربية والتعليم الفنى، طارق شوقي، عن تعديلات في نظام التعليم، أبرزها تعريب التعليم في المدارس الرسمية للغات، والمعروفة بالمدارس التجريبية، في المرحلة الابتدائية، وذلك بهدف "تقوية اللغة العربية". وقالت BBC إنَّ ذلك يعني تدريس مادتي العلوم والرياضيات باللغة العربية، بدلاً من الإنجليزية، فضلاً عن إلغاء منهج المستوى المتقدم للغة الإنجليزية، على أن تستمر تلك المدارس في نفس مناهجها التعليمية خلال المرحلتين الإعدادية والثانوية، وسيدخل هذا القرار حيز التنفيذ بدءًا من العام الدراسي بعد المقبل . ونقلت BBC عن ولي أمر لثلاثة تلاميذ في مدرسة تجريبية بإحدى القرى في جنوب مصر قوله : "الميزة الأساسية في المدارس التجريبية هي تعليم التلاميذ باللغة الإنجليزية، وهي لغة العلم والتي تؤهلهم للحصول على فرص عمل في المستقبل، فضلاً عن الكثافة المنخفضة نسبيًا في الفصول، وهذا يؤدي بالتبعية إلى تحصيل أفضل من جانب التلاميذ". وأضاف : "في حال إلغاء المدارس التجريبية، لن أتمكن من نقل أولادي إلى مدارس خاصة للغات، نظرا لعدم توفر الإمكانيات المادية، وحتى في حال توفر تلك الإمكانيات لن أستطيع، لأن بلدتي تبعد عن مركز المحافظة أكثر من خمسين كيلومترا حيث توجد المدارس الخاصة". ويقول باحث في المركز القومي للبحوث التربوية والتنمية بالقاهرة، رفض ذكر اسمه : "المدارس التجريبية أدخلت في مصر من أجل تجريب أنظمة تعليمية متنوعة، ومن هنا جاء اسمها، لكن نظرًا لزيادة الإقبال عليها من جانب أولياء الأمور تم التوسع فيها". ويضيف : “قرار مصيري مثل هذا لابد أن يتخذ على أسس موضوعية، هل أجريت بحوث ودراسات كشفت عن أن تلاميذ المدارس التجريبية مستواهم ضعيف في اللغة العربية، مقارنة بنظرائهم في المدارس العربية”؟ وتابع: "المشكلة عندنا ليس في لغة التعليم وإنما في المناهج ذاتها، المناهج كثيفة ومليئة بالحشو، لقد قال لي أحد الخبراء اليابانيين في التعليم إن مناهج الرياضيات، التي تدرس في الصف السادس الابتدائي في مصر، هي ذاتها تدرس في المرحلتين الإعدادية والثانوية في اليابان". وأردف: "في ماليزيا جرى تطبيق التعليم التجريبي باللغة الإنجليزية في مادتي الرياضيات والعلوم، وحين ظهرت فيه بعض المشاكل، نتيجة لعدم إعداد المعلمين بشكل جيد، وعدم إجادة أولياء الأمور للإنجليزية، جرى توفير خيارين لأولياء الأمور: إما تعليم أولادهم باللغة الإنجليزية أو باللغة المحلية". ويقول الدكتور سامي نصار، أستاذ بكلية الدراسات العليا للتربية بجامعة القاهرة: "أنا مع التعليم باللغة العربية خاصة في المراحل الأولى، لكن المدارس التجريبية أصبحت تجربة مستقرة، وتوفر إلى حد كبير نوعية أفضل من التعليم لأبناء الطبقة الفقيرة والمتوسطة". وأضاف: "لماذا لا ينطبق القرار على المدارس الخاصة والدولية ؟ ألا تخضع تلك المدارس لإشراف الحكومة ؟ أم أنَّ هناك نظامًا تعليميًا خارج إشراف الدولة ؟".