قال رسول الله _صلي الله عليه وسلم _في الحديث الشريف "إن الله يبعث لهذه الأمة علي رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها" ، فهل يكفي رجل واحد ،وإن توفرت فيه الصفات المقررة ، والشروط المحددة ،للقيام بهذة المهمة العضال ؟!!؛ فهي أشبه بإحياء الموتي ،وإبراء الأكمه ،والأبرص _بإذن الله _ للإجابة علي ذلك السؤال الوجيه عدنا إلي المناوي في "فيض القدير". قال :_" أي مجتهدا واحدا ، أو متعددا قائما بالحجة ،ناصرا للسنة .......قال الحراني _ابن تيمية _"من اسم مبهم يشمل الذوات العاقلة :آحادا، ومجموعا ،واستغراقا....... ولامانع من الجمع ؛فقد يكون المجدد أكثرمن واحد.....، قال الذهبي :_"من هنا للجمع لا المفرد ؛ فنقول مثلاابن شريح في الفقه ،والأشعري في الأصول ،والنسائي في الحديث ......." وبالمثال يتضح المقال ؛فإن المسجد علي عهد النبوة في مدينة صغيرة كمدينة الحبيب _صلوات ربنا وسلامه عليه _لم تكن تحتاج إلا إلي مؤذن واحد بلال الحبشي _رضي الله عنه وأرضاه _، فلما اتسع البناء ،وعظمت المساحة في المسجد الأموي بدمشق كان المؤذنون في صحن المسجد سبعة ؛ يؤذنون بنغمة واحدة ؛يرفعون صوت الإسلام . ومن ثم قال ابن الأثير "لايلزم أن يكون المبعوث علي رأس المائة " المجدد"رجلاواحدا ،وإنما قديكون واحدا،أو أكثر؛ فلفظة(من ) تقع علي الواحد،والجمع ، وكذلك لايلزم أن يكون المراد بالمجدد الفقهاء خاصة _كما ذهب إليه بعض العلماء _؛فإن انتفاع الأمة بغيرهم كثيرمثل أولي الأمر(الحكام) ،وأصحاب الحديث ، والقراء ،والوعاظ ، وأصحاب الطبقات من الزهاد ؛ فإن كل قوم ؛ ينفعون بفن ؛ لاينفع به الآخر ؛إذ الأصل في حفظ الدين حفظ قانون السياسة ،وبث العدل ،والتناصف الذي به تحقن الدماء ،ويتمكن من إقامة قوانين الشرع، وتلك وظيفة أولي الأمر ،وكذلك أصحاب الحديث ينفعون بضبط الأحاديث ، والقراء بحفظ القراءات ،وضبط الروايات ،والزهاد ينفعون بالمواعظ ، ويحثون علي لزوم التقوي ، والزهد في الدنيا.ً......" فإن كان الدين بناء منيفا ؛ إلا أنه تضعضع في نفوس الأمة وأبنائها، وغفلت عن هديه ، وهداه جموعها ،فتجديده يحتاج إلي".........مائة صناعة ، ومهنة ، وفن ، وتخصص ، ................. يصطف الطبيب جنب التاجر ، جنب الفلك جنب الخطاط ،جنب الفيلسوف ،جنب الشاعر ؛ ليؤذنوا معا ، ويقولوا :_ حي علي الفلاح حي علي الفلاح " وهنا يزيد العلامة القرضاوي الأمر شرحا ،وتفصيلا:_ "نحن نحتاج إلي طائفة من الأمة قائمة علي هذا الأمر تمسك بأطراف الحديث من السياسة ، وتحيط به من الفقه ، والعلم ، وتتنبه لما يدس في صفحات الأدب ،والقصص ، وما يلقي للناس علي لسان مذيع ، وسيم ، أنيق ؛ لا يفقه ما يقول إلا أن حملوه معاني ،هو أقل من فهمها " وما واقعة (السنجل مازر)، وترهات البحيري منا ببعيد!!! إذن ما علاقة التجديد بالاجتهاد ؟ وما الفرق بينهما ؟! نكمل إن كان في العمر بقية. تابعونا . **الأمين العام لرابطة علماء ودعاة الاسكندرية