كانوا يلقبونه بجيش الأمة العربية، هذه هي أبسط الألقاب التي كانت تصاحب الجيش المصري، الذي كان يهب لنجدة الأمة العربية قديمًا، عندما يتم ذكره، والتاريخ شاهد علي ذلك، بالأخص بطولاته ضد المحتل والعدو الصهيوني، التي كانت تسبقها مساندة شعبية سجلها التاريخ بأحرف من نور. ولكن ما نجده على الساحة اليوم، يدعو للتحرك بدلاً من الحزن الذي اكتسي وجه الجميع، فجنرالات العسكر، بقيادة السيسي، ومن سبقه حولوا عقيدة الجيش المصري، إلي أن العدو الصهيوني أصبح صديقًا، وما زاد الأزمة تعقيدًا، هو الافتتاح الأخير لمزرعة الأسماك، بكفر الشيخ، ورؤية الضباط المقاتلين وهم يربطون مناصبهم بخطوط السمك والجمبري، وهذه أمور لم تكن واردة فى عقيدة جيش يحمي حدوده. فلم يتصور المصريون أن يأتي اليوم الذي يستمعون فيه لأحد ضباط الجيش يقف منتشيا أمام السيسي ليعلن أمامه أنه "قائد مقاتل خط الجمبري". وهي إهانة للجيش المصري لم يسبق لها مثيل. وما بين ضابط يقف منتشيا بإنزال العلم المصري من على الأرض المصرية في تيران وصنافير، وضابط آخر يعلن أنه قائد مقاتل خط الجمبري، تتكشف حقيقة التدريبات التي تداولها نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، لضباط من القوات المسلحة، وهم يتدربون في الماء على أغنية "في البحر سمكة". ومع مشاهدة الفيديو المتداول تشعر أن السيسي كان منذ ذلك التوقيت يجهز لما بعد الانقلاب، في تحويل عقيدة الجيش المصري من التكبير والتهليل باسم "الله" في التدريب والقتال، إلى عقيدة أخرى أثارت سخرية العالم والمصريين أنفسهم من جيش قائد الانقلاب. وكشف الفيديو -الذي تم تداوله مرة أخرى بالتزامن مع حملة السخرية من جيش "الجمبري"- أن التدريبات التي يتلقاها الجنود والضباط ليست من أجل القتال، ولكن لتنفيذ أوامر الجنرالات. ولم يتوقف النشطاء عند ذلك، بل أكدوا أيضًا أنهم لا يهينو جيش بلادهم الذين هم جزء منه، بل إنهم يفضحون قادته الذين خانوا القسم والوطن. وأكدوا أنهم لا يقصدون السخرية من جيش بلادهم الحقيقي الذي يحمي الأرض والعرض، وأن سخريتهم من جيش السيسي الذي سخره لمشروعاته الاستثمارية وتعمد إهانته. وقال النشطاء خلال "منشور ثورة" للرد على الاتهامات التي توجه إليهم بأنهم يسخرون من الجيش المصري، اليوم الأربعاء، "نحن لا نسخر من جيش بلادنا نحن نفضح من أهان جيش بلادنا، الجيش المصري عظيم وجيش الخسيس مش جيشنا". وتساءل المنشور: "هل يأتي وقت على جيش مصر ضابط منه يقف يقول أنا قائد مقاتل رئيس خط الجمبري يا فندم؟؟".