(وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ - آل عمران 69).. ينعي حزب الاستقلال إلى مصر وثوارها وإلى الأمة العربية والإسلامية أحد قياداته المخلصين الشيخ عبدالرحمن محمد لطفي الداعية الإسلامي وعضو اللجنة التنفيذية للحزب وأمين محافظة المنيا والذي وافته المنية ظهر اليوم الأربعاء 26 صفر 1439 ه الموافق 15 نوفمبر 2017 في سجون النظام وبعد عرضه مباشرة على نيابة أمن الدولة بالمنيا وهو في حالة إغماء. كان قد تم اعتقال الشيخ عبد الرحمن من منزله في ملوي منذ أكثر من شهرين، ومنذ ذلك الحين لم توجه له أية تهمة ، ولكن يتم عرضه فقط على النيابة لتجديد حبسه كل خمسة عشر يوماً، ولقد دخل الشيخ رحمه الله في اضراب عن الطعام منذ حوالي عشرة أيام - والذي يبلغ من العمر اثنان وستون عاما - حتى يعرف من سجانيه ماهي تهمته، إلا ان النظام الحاكم الذي ما فتأ يعاقب كل من شارك في ثورة 25 يناير بالاعتقال أو السجن أو الإعدام أو بالتصفية الجسدية - دون تحقيق - غير آبه بأي حقوق للمواطنين المصريين الذين يرزحون تحت وطأة هذه المظالم منذ 3 يوليو 2013 وحتى الآن. لقد ظل الشيخ عبد الرحمن لطفي مدافعاً عن حقوق كل سجناء مصر وأسرهم دون النظر لأفكارهم أو معتقداتهم – وطوال ربع قرن - حيث شغل موقع الأمين المساعد للجنة سجناء الرأي والتي مارست نشاطها منذ التسعينات مع رفيق كفاحه الأستاذ محمد عبدالقدوس، ولأن هذا النظام لا يأبه بمظالم المصريين ولا بمعاناتهم، فقد استمر في حبس الشيخ رغم معاناته الصحية وتقدمه في السن ورفض أن يودعه في المستشفى رغم أنه قد تم عرضه اليوم أمام النيابة مغشياً عليه، ولم يشفع له كل هذا فأمرت النيابة بمد اعتقاله لخمسة عشر يوماً أخرى إلا أن أجله كان أصدق وأوجب من قرار النيابة ليلقى ربه راضيا مرضيا. إن حزب الاستقلال يتهم النظام الحاكم بالتسبب في وفاة الشيخ عبد الرحمن، ولذا يدعو إلى الإفراج عن جميع المعتقلين والمسجونين السياسيين، وأن يكف عن البطش بالأبرياء من شعب المصري، لأن تلك الأعمال من شأنها أن تزيد من الاحتقان في مصر وتزيد من أعمال العنف المضاد والتي يكتوي منها كل أبناء مصر من مدنيين وشرطة وجيش. إن وفاة الشيخ عبد الرحمن لطفي وهو أحد قيادات حزب سياسي شرعي – منذ أربعين عاما - يتبع الوسائل السلمية في معارضته للنظام الحاكم ووفقا لمواد الدستور وقانون الأحزاب، يصب في خندق جماعات العنف المسلح التي نرفضها جميعا ويضر بصالح مصر. ان حزب الاستقلال يهيب بلجان حقوق الإنسان وجميع منظماتها بالتحقيق في جريمة وفاة الشيخ عبدالرحمن لطفي في سجون النظام الحاكم في مصر. (وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ (154) وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157) البقرة) (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا - 23 الأحزاب). تغمد الله الشيخ عبد الرحمن لطفي برحمته وتقبله في الشهداء وأسكنه فسيح جناته، وحفظ الله مصر وشعبها من كل غدر وظلم، وربط على قلب أبنائه وتلامذته ومحبيه وأنزل عليهم سكينته والله أكبر ويحيا الشعب حزب الاستقلال