منذ الانقلاب العسكري في يوليو 2013 , و تستمر الاشتباكات العنيفة بين الجماعات المسلحة في شمال سيناء و الجيش المصري, وحتى يومنا هذا لم يضع "الجيش" أي حجر أساس لأي انتصار حقيقي على الأرض , حيث سلطت صحيفة "واشنطن بوست" الضوء على الحرب الدائرة في شمال سيناء , في تقريرًا لمراسلها سودارسان راغفان . وينقل التقرير عن الكاتب في سيناء محمد صبري، قوله: "نرى أن هذا الهجوم حدث في منطقة من المفترض أنها آمنة"، ويضيف: "وهو ما يشير إلى أن الأمور ليست تحت السيطرة". وتنوه الصحيفة إلى أن العنف يحدث في سيناء بشكل أسبوعي، ما يؤكد تصميم المتمردين وقدرتهم على تنفيذ هجمات معقدة ومتعددة الجوانب، لافتة إلى أن المسلحين يستفيدون من معرفتهم بالمناطق المحلية. وأكد راغفان , أن رغم المليارات التي صٌرفت على تجهيز القوات الأمنية التي ضمن قوات محاربة تنظيم الدولة في شمال سيناء , إلا أن المعارك أودت إلى خسارة مئات الضباط المصريين والجنود، بينهم 20 قتلوا في الأسبوع الماضي". ويشير التقرير، إلى حادثة تفجير الرتل العسكري التابع لمديرية أمن شمال سيناء , الذي أسفر عن مقتل 20 شرطيًا , عندما عندما فجر انتحاري سيارته المحملة بالقنابل الموقوتة قرب قافلة من قوات الأمن، وتبعت الهجوم الذي نفذ قرب عاصمة سيناءالعريش مناوشات مع قوات الجيش. ويورد راغفان نقلا عن "معهد التحرير لسياسات الشرق الأوسط" في واشنطن، قوله إن الجيش المصري وقوات الأمن خسرا حوالي ألف من عناصرهم منذ يوليو 2013، في هجمات نفذها الجهاديون في مناطق متفرقة من سيناء، مشيرا إلى أن أكثر من 200 عنصر أمن قتلوا هناك في عام 2017. وينقل التقرير عن مديرة معهد التحرير نانسي أوكيل، قولها إن "ولاية سيناء" أعلنت منذ بيعتها لتنظيم الدولة في نوفمبر 2014، عن 800 هجوم، وتضيف أن قوات الأمن المصرية قتلت 2500 ممن يشبته بعلاقتهم بالتنظيم، مع أن الأرقام التي قدمها الجيش للإعلام المصري أعلى من ذلك. وتعلق أوكيل قائلة إن هذا العام شهد عددا قليلا من الهجمات، إلا أن عدد القتلى ارتفع، ما يشير إلى أن الجهاديين يقومون بالتخطيط لعملياتهم بطريقة استراتيجية وبنية التسبب بقتلى أكثر، وفق "واشنطن بوست". وتبين الصحيفة أنه مع قرب هزيمة التنظيم في معقليه الرئيسيين، وهما العراق وسوريا، فإن الجماعات الموالية له من شمال أفريقيا عبر أفغانستان إلى الفلبين تقوم بتأكيد حضورها، مشيرة إلى أن التنظيم اخترق الجبال في تونس، ولديه حضور قوي في ليبيا، رغم خسارته مدينة سرت العام الماضي. ويذكر الكاتب أن المتمردين المنتظمين في تنظيم الدولة في شمال سيناء يقومون بقيادة التمرد ضد الجيش، بعد انقلاب يوليو 2013 على حكومة محمد مرسي، حيث قاد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، وتهدف العمليات للإطاحة به، لافتا إلى أن التنظيم استهدف الأقباط المصريين، حيث يهدف من خلال عملياته إلى زرع بذور الفتنة بينهم وبين الغالبية المسلمة، وتحريض الجميع ضد حكومة السيسي، من خلال إظهار بأنه فشل في حماية الأقلية المسيحية. وبحسب التقرير، فإن التنظيم أعلن في عام 2015 مسؤوليته عن الهجوم الذي أسقط طائرة ركاب روسية أقلعت من شرم الشيخ، وقتل 224 شخصا كانوا على متنها، مشيرا إلى أن الهجوم أثر في الاقتصاد المصري، حيث قررت روسيا وقف الرحلات السياحية بين البلدين، وفعلت بريطانيا ودول أوروبية الأمر ذاته، بشكل أوقف السياحة في شرم الشيخ تقريبا. وتختم "واشنطن بوست" تقريرها بالإشارة إلى أن هجوم يوم الاثنين يأتي بعد شهرين من قتل التنظيم 23 جنديا عند نقطة عسكرية في رفح، المدينة المصرية التي تقع قرب الحدود مع غزة، الذي اعتبر من أكثر الهجمات دموية ضد الجيش منذ عامين.