ارتفاعات تلو الآخرى يدفعها المواطن الذى أصبح فى عمومه معدوم الدخل أمام موجة الغلاء الفاحش التى تضرب البلاد، منذ قرار العسكر، بتعويم الجنيه ورفع الدعم عن معظم المنتجات التى يستعملها المواطنون، وكفلها لهم الدستور، فحتى التعليم الحكومى أصبح باهظ الثمن. ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل تشهد أسعار اليونيفورم "الزي المدرسي" ارتفاعات مماثلة، ما يضاعف معاناة الأسر المصرية بصورة لم يسبق لها مثيل. وكشف مراقبون عن أن الزى المدرسى تحوّل إلى "سبوبة" و"بيزنس"، خاصة فى المدارس الخاصة والتجريبية واللغات، وتحولت العملية التعليمية إلى "تجارة" يحاول الجميع تحقيق المكاسب من ورائها، ومصّ دماء المواطنين، وذلك بتغيير الزي كل عام، ما يجبر الأسرة على شراء زي جديد كل عام. ويعقد أصحاب المدارس صفقات، معظمها مشبوه، مع أصحاب محالٍ معينة لبيع الزى الجديد وبالثمن الذى يريدونه، وتقسيم العمولات بينهم دون أى رقابة، وإجبار الأهالى على شرائه من داخل المدرسة نفسها. وأكدت سناء السيد، مسئولة بإحدى المدارس، أن المدارس تقوم بعمل مناقصة بين مصانع الملابس، كما أن هناك مدارس أخرى تذهب للمصانع وتطلب منها ألوانًا وخامات معينة وتشتريها منها وتبيعها فى المدارس، وهذا يحدث بشكل أكبر فى المدارس الخاصة، ويكون سعرها رخيصا إلى حد ما من الشراء من المحال، حيث يكون هناك فائض فى المصانع من قماش ولون وخامة معينة، مع جودة أقل. ويشير فتحى "ولي أمر"، إلى أن أسعار الزى المدرسى تتراوح حسب نوع المدرسة، فالمدارس الحكومية تختلف عن المدارس الخاصة العربى، وتختلف عن المدارس التجريبية، فى كون المدارس الخاصة تشترط على أولياء الأمور شراء الزى المدرسى من محال معينة، وتتراوح بين 300 و400 جنيه، حيث تتعاقد معها المدرسة على تصميم الزى مقابل نسبة مالية معينة، أو شراء الزى من المدارس نفسها، موضحًا أن إجبار أولياء الأمور على شراء الزى المدرسى من محل معين شىء مرفوض، ويهدف إلى حصول المدارس على المزيد من المكاسب المادية على حساب أولياء الأمور. وأضاف أن المدارس الحكومية تتراوح أسعار الزى المدرسى بها بين 60 و100 جنيه، كما أن الزى الواحد لا يكفى طوال العام، خاصة مع سوء جودة الخامات، الأمر الذى تضطر معه الأسرة إلى شراء زي آخر. وقال "يحيى زنانيرى"، نائب رئيس شعبة الملابس الجاهزة فى اتحاد الغرف التجارية، إن الأسباب التى تساعد فى ارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه، تحديد المدارس الخاصة والحكومية زيًا موحدًا، ولكن يختلف لونه فى كل مرحلة، إضافة إلى تغيير اللون كل عام، ما أدى إلى ظهور بيزنس جديد فى جميع المدارس الحكومية والخاصة. وأضاف- فى تصريحات صحفية أمس الجمعة- أن أصحاب المدارس الخاصة واللغات كل عام يتفقون مع أصحاب مصانع الملابس لإنتاج الزى الذى يتم تغييره سنويًا، لإجبار أولياء الأمور على شراء الزى الجديد، وهو ما يزيد حجم المبيعات، وتحتفظ إدارة المدرسة بنسبتها. وتابع "مع غلاء الأسعار تلجأ بعض المصانع إلى خامات رديئة لتقليل سعر التكلفة، وبالتالى البيع بأسعار منخفضة، مؤكدا أن سعر الزى المدرسى يتراوح بين 500 و800 جنيه للمرحلة ما قبل الابتدائية، ويزيد ليصل إلى 1000 جنيه فى المرحلة الابتدائية، ويرتفع إلى 1500 فى المرحلة الإعدادية، و2000 فى المرحلة الثانوية، ليصل إلى 8 آلاف جنيه فى بعض المدارس.