للمرة الأولى منذ توليه منصب "ولي العهد" بالمملكة العربية السعودية، نقل الملك سلمان بن عبد العزيز، مهام إدارة شؤون البلاد إلى نجله، محمد بن سلمان ولي العهد في غيابه، وغادر البلاد في إجازة خاصة. وقال الملك سلمان في وكالته لنجله: "نظراً لعزمنا على السفر خارج المملكة هذا اليوم (الإثنين)... فقد أنبنا بموجب أمرنا هذا، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد، في إدارة شؤون الدولة ورعاية مصالح الشعب خلال فترة غيابنا عن المملكة".
ولم تحدد الوكالة وجهة الملك أو مدة غيابه، لكن دبلوماسياً عربياً قال إنه من المتوقع أن يقضي عطلته في المغرب.
وقالت مصادر سعودية لصحيفة " رأي اليوم " القريبة من الإمارات، إن سلمان سيتنازل عن العرش قريبا والبحث جار عن ولي العهد الجديد. وأضافت أن مصادر مطلعة أكدت أن الملك سلمان سيتنازل عن العرش لصالح نجله ولي العهد محمد بن سلمان في وقت زمني لن يتعدى الخمسة أشهر، مشيرة إلى أن رحلة الملك الخاصة للمغرب والتي ستستغرق شهرين ستكون بمثابة امتحان فعلي لولي العهد الذي سيدير المملكة نيابة عن والده بمساعدة مستشاريه الذين تم تعيينهم مؤخرا.
وأكدت المصادر على أن العد العكسي للتنازل سيبدأ من أكتوبر، غير مستبعدين أن يقوم الملك بالتنازل قبل هذه المدة مبررا القرار بالمصلحة العليا للسعودية.
وقالت المصادر إن الملك سلمان قد هيأ الرأي العام السعودي لفرضية التنازل التي سوف لن تكون مفاجئة بل أصبح السعوديون يتقبلونها كإجراء قد يقع في أي وقت.
وتابعت أن الملك سلمان، هيأ أيضا الدول الكبرى وبالخصوص الولاياتالمتحدة وبريطانيا لهذه الخطوة، مشيرة إلى أنه لا يمكن للرياض الإقدام على خطوة من هذا الحجم بدون استشارة دقيقة للبيت الأبيض لأن الولاياتالمتحدة تبقى في آخر المطاف هي الضامن لأمن السعودية في مواجهة إيران.
وأشارت إلى أن الأمراء النافذون لم يحسموا حتى الآن من سيكون ولي العهد في عهد الملك محمد بن سلمان مستقبلا، مشيرة إلى أن الأمراء لم يستقروا على رأي، ويطالبون بانفتاح أكبر على أمراء الجيل الثالث، أحفاد المؤسس، لكن الهندسة العائلية لم تقدم جوابا شافيا حتى الآن.
وأكدت المصادر السعودية أن الشغل الشاغل حاليا للأمير محمد بن سلمان، ولي العهد هو اختيار وليا لولي العهد في اسرع وقت ممكن، يصبح وليا للعهد في حال تنحي والده عن السلطة، موضحين بأنه يجري حاليا مشاورات مكثفة مع بعض المقربين منه من الاسرة الحاكمة، وقالت هذه المصادر نقلا عن مقربين منه انه لا يريد توسيع دائرة الغضب الحالية التي نجمت عن اطاحته بابن عمه محمد بن نايف من ولاية العهد بطريقة صادمة.
تحذير من بن زايد
ونشر نشطاء وثيقة –لم يتسن التأكد من صحتها - كتبها ولي العهد المقال محمد بن نايف في 12 رمضان الماضي، وقد سربت بعد الإطاحة به، عن مكتب وزير الداخلية الذي كان يشغله محمد بن نايف موجهة إلى الملك سلمان، يحذره فيها من سعي ولي عهد أبو ظبي؛ لخلق فتنة في المملكة مستغلا علاقته بالرئيس الامريكي دونالد ترامب.
ووفقا للوثيقة التي نشرها غير صفحة على التواصل الاجتماعي فإن ولي العهد السعودي السابق، محمد بن نايف أكد كشفه الخدعة الإماراتية لتوسيع دائرة الخلاف في الديوان الملكي السعودي، مؤكدا بان محمد بن زايد يصب الزيت على النار ويصطاد في الماء العكر، في إشارة لعلاقته مع ولي ولي العهد في حينها محمد بن سلمان.
وحذر ابن نايف في رسالته للملك سلمان، مؤكدا وجود خلافات حقيقية بين السعودية و البحرينوالإمارات من جهة وقطر من جهة أخرى، مؤكدا في الوقت نفسه إلى وجود ضغائن بين آل زايد وآل ثاني، وان من الحكمة عدم السماح للإمارات باستخدام السعودية كألعوبة في تنفيذ سياستها المعادية للعالم العربي ولصالح امريكا.
وتجدر الاشارة ان وثائق ويكليكس كشفت عن شتائم وجهها ابن زايد لوزير الداخلية الراحل محمد بن نايف حيث وصفه أمام مسؤول أمريكي بالقرد.
وأنهى صعوده إلى ولاية العهد بدلاً من ابن عمه الأمير محمد بن نايف، (57 عاماً)، عامين من التكهنات حول تنافس يجري خلف الكواليس عند قمة هرم السلطة.