كشف بيان صادر عن رئيس أركان قوات الانقلابى خليفة حفتر، عن انقلاب تم من داخل إحدى أكبر قبائل ليبيا ضد "حفتر" ورجاله، مهددًا إياهم فى البيان بالحرب دون رحمة، مع حملة اعتقالات لنشطاء مدنيين من أبنائها، فضلا عن اتساع التهديد ليشمل قبائل برقة في حال وقع تمرد على قادة "عملية الكرامة" دون استثناء مهما كان حجمها. وهو ما اعتبره مراقبون ردا من حفتر على البيان الذي أصدرته قبيلة العواقير، كبرى قبائل بنغازي، التي مكنت حفتر من احتلال المدينة، التي اتهمته في بيان لها باغتيال شيخها، وقالت "نطالب بفتح تحقيق حقيقي في مقتل الشيخ "أبريك اللواطي". وأكدت القبيلة وقوفها بقوة أمام تصرفات صدام حفتر، نجل خليفة حفتر، وقالت: "لن نقبل بإعادة زمن كنا قد خرجنا عليه وهو زمن المقبور". وقال "العواقير"، في البيان الصادر عنها، إنها "لن تقبل بعودة المليشيات والتي كانت تعتقد أن ذلك قد انتهى من شرق ليبيا، ولكن للأسف لا يزال موجودا وبقوة". وأضاف البيان "لن نسمح أن يكون شخص مدني يترأس كتيبة عسكرية، ويقوم بخطف واعتقال الناس لحسابات شخصية سياسية. وحددت القبيلة أسماء بعينها من قادة العسكريين الموالين لحفتر من البقاء بمناطقهم، وقالت: "نحذر المدعو "سليم الفرجاني"، رئيس جهاز الأمن الداخلي، من البقاء في مناطق قبيلة "العواقير". واستغرب أغلب الثوار من تصريحات القبيلة وبيانها، لاسيما اتهامها لحفتر بممارسته الاعتقالات والتعذيب بعيدا عن إجراءات القضاء، وتنفيذا لأجندات سياسية وشخصية!. وقال محللون ونشطاء ليبيون، إن حفتر بدأ يفقد الحلفاء ودعم القبائل- وعلى رأسهم العبيدات والبراعصة والعواقير بعد الخلاف مع عقيلة صالح واغتيال اللواطي - ولم يعد له القدرة على بسط السيطرة، ومخاوف من انقلاب يحاك له في برقة بقيادة عبدالرزاق الناظوري وعقيلة صالح رئيس برلمان طبرق. وقال الناشط الليبي حمزة الدرناوي، إن الوضع الآن في بنغازي هو سيطرة مجلس شورى ثوار بنغازي وكتائب العواقير على الأوضاع، وخروج بنغازي من سيطرة حفتر تماما؛ مما سيضطر حفتر لسحب كتائبه من الجفرة التي استولى عليها مؤخرا لاسترداد بنغازي من "العواقير"، فضلا عن سحب الكتيبة "21"، من الجنوب بشكل عاجل. من جانب آخر، أعلنت صفحات موالية لخليفة حفتر عن خروج مظاهرات– دون صور- داعمة لحفتر تقول إن "القيادة العامة خط أحمر أمام الجميع". أما المجلس الرئاسي الليبي فأصدر قرارًا، قبل قليل، بإنشاء سبع مناطق عسكرية بينها بنغازي، وهو ما يؤشر بحسب تحليل سابق إلى أن حرق محمد بن زايد لخليفة حفتر كان لديه بدائل عنه. ولهذا يقول حمزة الدرناوي: إن أي حراك عسكري ضد حفتر في برقة سوف يعيد الحسابات الدولية، ويعطي مؤشرا بأن حفتر ورقة فاشلة، وليس له القدرة على إتقان العمالة، وأن حفتر أراد القفز إلى الأمام، تاركا خلفه مكونات قبلية في برقة بدأت تعلن عن نفسها، وتظهر العداء الصريح له مما جعله يتخبط بالمشهد.