أكد عدد كبير من الخبراء، وإعلاميو النظام أن البلاد فى كارثة حقيقية الآن، وأن الاقتصاد المصرى قد تم ضربه فى مقتل، بعد اعتماد قرار رفع سعر الفائدة الذى أصدره البنك المركزى المصرى، يوم الأحد الماضى، مشيرين إلى أنه سوف يرفع من معدل البطالة نظرًا لهروب الاستثمارات، بجانب عن عدم علاجه مشكلة ارتفاع الأسعار الناتجة في الأساس من إعادة تسعير المنتجات بعد تعويم الجنيه. وأكد إعلاميو النظام أيضًا أن قائدهم عبدالفتاح السيسى، تجاهل كل ذلك كعادته. وقال اقتصاديون وإعلاميون إن قرار رفع سعر الفائدة يأتي استجابة لشروط صندوق النقد الدولي، الذي أوصى بذلك ضمن الإجراءات المتبعة للإصلاح الاقتصادي. وكان رئيس بعثة الصندوق لدى مصر، كريس جارفيس، شدَّد في بيان صحفي للصندوق في وقت سابق هذا الشهر، على ضرورة كبح التضخم، قائلا: "أعود وأكرر على ضرورة احتواء التضخم". وشن نجيب ساويرس، هجوماَ حادا على محافظ البنك المركزي، طارق عامر، وقال: "الرجل دا مابيرجعش في قراراته الخاطئة.. الناس مش واقفة طوابير علشان تيجي مصر وتستثمر.. رأس المال الأجنبي مش هييجي مصر بسبب رفع الفائدة، وابقى قابلني". واستنكر ساويرس، في مداخلة هاتفية لبرنامج "90 دقيقة" عبر فضائية "المحور"، قرارات المحافظ، واصفا إياها بأنها تحارب الاقتصاد، ولا تنفعه، مؤكدا أن آليات محاربة التضخم كثيرة، وأن رفع سعر الفائدة بدعوى محاربة التضخم؛ غير منطقي في حجمه ووقته، وسيؤدي إلي هروب الإستثمار من مصر، بحسب وصفه. ومن جهتهم، حذَّر خبراء اقتصاد من أن رفع سعر الفائدة في البنوك المصرية سيؤدي إلى حدوث زيادة كبيرة في معدل التضخم. وقال الخبير الاقتصادي رشاد عبده، في برنامج "العاشرة مساء"، إن نسبة التضخم في أمريكا نصف في المئة أما عندنا فنسبته 33%، بسبب تعويم الجنيه، إذ نقص سعره إلى 120% مما يجعل استيراد الموارد أكثر من الصادرات، فيزيد التضخم. ومعلقا قال الخبير الاقتصادي مصطفي عبد السلام، في صفحته عبر "فيسبوك": "لا حول، ولا قوة إلا بالله.. الناس لن تجد مياه الشرب ناهيك عن الأكل.. آخر واحد خارج يطفئ النور". واستشهد عبد السلام بجزء من تقرير مطول نشرته وكالة رويترز الاثنين، جاء فيه: "مصيبة.. كارثة.. كلمات لا نسمعها عادة من رجال الأعمال لكنها خرجت منهم على نحو عفوي لتسلط الضوء على حالة الصدمة عقب قرار البنك المركزي المصري برفع أسعار الفائدة". وانضم إعلاميون موالون للسلطات إلى موجة الهجوم على القرار. وحذَّر الإعلامي أحمد موسى، من أن قرار زيادة الفائدة سيتبعه إجراءات قاسية عدة، قائلا: "انتظروا ركودا في الاقتصاد الفترة الجاية". وأقرَّ موسى، في برنامجه "على مسؤوليتي"، عبر فضائية "صدى البلد"، بأن صندوق النقد أوصى برفع قيمة الفائدة ضمن الإجراءات المتبعة للإصلاح الاقتصادي. وأشار إلى أن الإجراء يهدف للحد من التضخم، لكنه يعطل، من جهة أخرى، الاستثمار، وسوف يجعل المستثمرين يحملون المواطن البسيط خسائرهم، ورفع الأسعار، مؤكدا أن القرار يضرب الاستثمار في مقتل. وكشف أن البورصة المصرية خسرت، الاثنين، 14 مليار جنيه بسبب رفع سعر الفائدة، مؤكدا:"إحنا كده بنرجع 20 خطوة للوراء". وغير بعيد، قال وائل الإبراشي، إن الحكومة أعلنت عن رفع أسعار الكهرباء والبنزين في شهر يوليو المقبل، معقبا: "شهر يوليو ده شهر الجحيم على المصريين". وتابع، في برنامج "العاشرة مساء"، عبر فضائية "دريم"، أن هناك جامع قمامة قام بالانتحار نتيجة مطالبة زوجته له بالأموال، معقبا: "بياخد 900 جنيه ما يكفهوش أسبوع، الحكومة بتدفع الشعب للانتحار". وكان المتحدث باسم الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي، العميد محي الصيرفي، أكد أنه تم التصديق على الزيادة الجديدة في سعر المياه، التي من المقرر تطبيقها في شهر يوليو المقبل. في المقابل أعرب عدد من المواطنين عن ردود أفعال غاضبة إزاء استمرار تدهور الوضع الاقتصادي، وصبوا جام غضبهم على السيسي نفسه، عبر وسائل إعلامية موالية للسلطات. وفوجئ وائل الابراشي وضيوف برنامجه "العاشرة مساء"، بفضائية "دريم" بمواطنة قالت إن اسمها ابتسام، وإنها من مؤيدي السيسي، لكنها الآن تئن من ارتفاع الأسعار. وفي رسالة موجهة إلى السيسي، قالت: "أنت أمتَ الشعب.. دوَّر لك بقى على شعب تاني احكمه" وتابعت: "أنت عمَّال تلم فلوس من جيوب الناس.. هو ما فيش جهة تانية تجيب منها فلوس غير جيوب الغلابة؟". وفي سياق ردود الأفعال الشعبية أيضا، أشعل فرد أمن خاص، النار في نفسه، لمروره بضائقة مالية، وتم نقله إلى مستشفى "أبو النمرس"؛ لتلقي العلاج، من حروق متفرقة بجسده. وبإجراء التحريات تبين أن المصاب أشعل النار بنفسه، محاولاً الانتحار بسبب مروره بضائقة مالية.