انتقد المستشار أحمد سليمان -وزير العدل السابق- تعامل نظام العسكر مع الأزهر ككل، وذلك فى الحملة التى تقاد ضده الآن، على الرغم من دعم "الطيب" نفسه وبشخصه للانقلاب العسكرى، حتى انقلب عليه النظام، وتأكد أن الأمر أكبر خطورة مما كان يعتقد. واستنكر "سليمان" الحرب الإعلامية الشرسه ومحاولة السلطة وأبواقها تحميله مسئولية التفجيرات التي ضربت كنيستي "مارى جرجس والمرقسية" بمدينتي طنطا والإسكندرية وخلفت مايقرب من 45قتيلا علي الأقل.
وقال سليمان الذي يعد من أبرز منظري تيار الاستقلال القضائي :لم يكن شيخ الأزهر جنرالا تحت يده جنود وضباط يأمرهم فيأتمروا ، وينشرهم فينتشروا .ولم يكن لديه سلاح وعتاد أنفقت المليارات من ميزانية البلد الفقير قوى لشرائه وليس لديه كتائب لجمع المعلومات ، والتحرى عن الأشخاص ، وتعقب المشتبه فيهم .
ومضي وزير العدل الأسبق رافضا اتهامات السلطة لشيخ الأزهر بتحمل المسئولية عن العنف الذي يضرب المجتمع قائلا: ليس لدي الشيخ الطيب أجهزة لجمع الاستدلالات ، وتحليل المعلومات .وليس لديه أجهزة لمراقبة الشوارع وحماية المنشآت .
وتابعا مدافعا عن شيخ الأزهر وعلمائه بالقول :شيخ الأزهر وعلماؤه لم يكونوا مكلفين بحماية الكنائس فأهملوا الحراسة حتى دخل المفجًر والمتفجر للكنائس ، أو تواطئوا مع المجرمين حتى يرتكبوا جريمتهم وشيخ الأزهر وعلماؤه لم يحرضوا على سفك الدماء ، أو قتل الأبرياء ، أو مجرد الإيذاء ، فعقيدتهم الإسلام الذي عصم الدماء .
وأضاف في الأثر الإسلامي نجد الحرص علي حرمة الدماء وفقا لقوله تعالي " من قتل نفسا بغير نفس أو فساد فى الأرض فكأنما قتل الناس جميعا "، ويأمر الإسلام بالعدل مع كل أحد فيقول الله تعالى : "ولايجرمنًكم شنئان قوم على ألا تعدلوا أعدلوا هو أقرب للتقوى ويقول الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ما يزال المرء فى فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما ، ويقول أيضا من آذى ذميا فأنا خصمه يوم القيامة .- مجرد الإيذاء مهما صغر حجمه -
ولفت إلي أن الهجوم الإعلامي والسياسي والتشريعي على الأزهر وشيخه – الداعم لهذه السلطة منذ الثالث من يوليو 2013 - فى حقيقته هجوم على الأزهر ذاته كمعقل من معاقل العلم الإسلامي ، وعقبة مقاومة للأطماع الصهيونية والأمريكية فى مصر والمنطقة مهما كان ضعف هذه المقاومة حاليا فالمراد محو مصدر هذه المقاومة ، والضعيف اليوم قد يقوى غدا .
ودلل وزير العدل الأسبق علي ما ذهب أليه من عداء الغرب للإسلام وتعاليمه بما قاله وما قاله قادة الصهاينة أننا يجب أن نمحو كلمة الجهاد من مناهجكم ..ولاتنسوا مقاومة الأزهر للاستعمار الفرنسي الذي أرهق جيوش الاحتلال حتى اضطروا لإغلاقه بالجنازير ، وقد أدرك المستعمر الفرنسى أنه ما لم يتم القضاء على مقاومة الأزهر فلن يقر للمستعمر الغربى قرار على ضفاف النيل .
واستدرك قائلا ومن أسف انه في الوقت الذي فشل الاستعمار في حملته لإقصاء الأزهر نجد اليوم يسعى أبناء جلدتنا لإغلاقه بالقوانين ، بعد تشويهه بالشائعات والأكاذيب لصالح الغرب والصهاينة ووكلائهم .
وانتقد سعي إعلام النظام لتغطية سوءة النظام التي تعرت حتى من ورقة التوت ليوارى عجزه وفشله فى مكافحة الإرهاب بأجهزته ، ومؤسساته ، وجنوده وضباطه ، وميزانياته ، وأسلحته وخبرائه ، فإنه يسعى كى يمسح يده الملوثة بدماء الأبرياء فى الأزهر وشيخه
وخلص سليمان إلي ان الأزهر بريء من حوادث الإرهاب براءة الذئب من دم أبن يعقوب ، ولكن معسكر الخداع والتضليل يعمل على قدم وساق لتجييش الرأى العام ضد الأزهر لتمرير مخطًطاته ، ولكن لايلدغ المؤمن من جحر مرتين ، وكفانا ما جري في السابق من خداع وشؤم .. ونبه إلي ان حملة اذرع السلطة الإعلامية ضد الأزهر تسعي لتحقيق هدفين : الأول غسل يد النظام وأجهزته من جرائم التفجيرات ، والتغطية على التقصير الأمني الفادح فى تأمين الكنائس ، حتى أن كنيسة طنطا كانت قد جرت محاولة تفجيرها قبل عشرة أيام فقط من الحادث وتم إبطال مفعول هذه التفجيرات ، ثم يجرى تفجيرها بعد ذلك وبمتفجرات داخل الكنيسة .
وأشار إلي ان الحملة تهدف كذلك لاتخاذ هذه التفجيرات ذريعة لإلغاء كليات الأزهر ، وتعديل مناهجه على طريقة الأنبا أرميا ، أو إلغائه بالكلية بزعم أنه فشل فى مقاومة الإرهاب ، بينما الفاشل الحقيقي معروف وبعيد تماما عن الأزهر .
ووجه وزبر العدل الأسبق خطابه إلي إعلام السلطة قائلا كفاكم دجلا وتغريرا ، وضعوا مصلحة مصر أمام أعينكم ولو مرة واحدة ..اللهم من أراد بالإسلام وبمصر والمصريين خيرا فوفقه لكل خير ، ومن أرادهم بسوء وشر فخذه أخذ عزيز مقتدر ، وأرنا فيهم عجائب قدرتك .