على ما يبدو أن الأبواق الإعلامية للنظام ، بدأت مبكرة في حملة تشوهيه كل ما ينوي أو يفكر في الترشيح لهزلية الانتخابات الرئاسية المقبلة ، حتى وإن كانت من أبناء النظام نفسه ، بل بدأت مبكرًا جدًا وقبل أكثر من عام ، فبعد نحو أسبوع على إذاعته تسريب للفريق الهارب "أحمد شفيق" أخر رئيس وزراء في عهد المخلوع حسني مبارك ، يتحدث فيه عن قائد النظام العسكري عبد الفتاح السيسي بإحتقار شديد ، شككت صحيفة مقربة من النظام العسكري ، ومعروفه بعلاقتها بالأجهزة المخابراتيه ، في القوى الذهنية والعقلية للفريق الهارب "شفيق". حيث أشارت صحيفة "الدستور" المقربة من أجهزة المخابرات ، في عددها الصادر أمس الخميس ، إلى أن الفريق الهارب "أحمد شفيق" ، مصاب بمرض يفقده القدرة على خوض الانتخابات الرئاسية المزمعة في العام المقبل ، مؤكدة أنه مصاب بمرض الزهايمر ، وأنه فقد جزءًا كبيرًا من الذاكرة والقدرة على التركيز فضلًا على كونه يتلقى علاجًا مكثفًا ، لذلك لن يستطيه خوض ما أسموه "السباق الرئاسي". ويأتي هذا الكشف في ظل تأكد الأوساط السياسية المصرية والعالمية ، بأن "شفيق" هو الورقة التي ستستخدمها دول الخليج على رأسهم الإمارات ، وبدعم سعودي كامل ، في حال ازدادت الأزمات التي يتسبب بها السيسي، سواء على مستوى الداخل المصري، أو على مستوى التعاون معهما إقليميًا، أو حتى على مستوى مصالحهما في مصر ، حيث ادعت "الدستور" أن دولًا غربية سعت لعزل السيسي ، وتوافقت على تولي "شفيق" ، مرحلة انتقالية ، لكن تحركات السيسي أفشلت الخطة، مشيرة إلى أن الواقعة جرت منذ شهور. "السيسي" وقع في "شفيق" ! رئيس تحرير الصحيفة ، الكاتب الصحفي "محمد الباز" ، المعروف بولاءه وصلته الوثيقة بالأجهزة الأمنية السيادية ، شكك بدوره في لياقة أحمد شفيق السياسية ، وقدرته على العمل، ومشروعه السياسي الذي يتحدث عنه كثيرًا ، مشيرًا إلى اجتماعاته التي يعقدها في منفاه الاختياري بأبوظبي ، حيث يلتقي مع شخصيات مصرية عديدة، يطرح عليهم نفسه، ويغريهم بمناصب قيادية في نظامه. وطالب "الباز" من الفريق الهارب أن يتقدم للشعب المصري بتقرير عن حالته الصحية ، مشيرًا إلى أنه وبحسب ما حصل عليه "الباز" من شهدات ومستندات ، فلن يكفي النفي ، وقال: "عرفنا حالته من أصدقائه، وليس عليه إلا أن يتقدم للشعب المصري بتقرير عن حالته الصحية، قبل أن نسمع منه حديثا مطولا ومملا ومعادا عن رغبته في خوض المعركة الانتخابية" وأبدى "الباز" تعجبه من الفريق الهارب ومن إصراره "على أن يظهر في الصورة لمرشح رئاسي محتمل في الانتخابات الرئاسية القادمة في 2018" ، مضيفًا أن "شفيف" صاحب ال 76 عامًا "لم يدرك بعد 30 يونيو، أن الصورة تغيرت تمامًا، وأنه أصبح ماضيًا" ، مبينًا غضب قائد النظام عبد الفتاح السيسي من "شفيق" ، بعدما حاول الأخير "شرخ شرعية السيسي" ، بعدما تحدث على تزوير الانتخابات بشكل واضح وصريح وان فوز السيسي لم يكن حقيقًا. "شفيق" قائد المؤامرة.. على صاحب المؤامرة ! وكشفت "الدستور" أن الفريق الهارب يقود مؤامرات لإسقاط السيسي ، وأنه يتواصل حاليًا مع تيارات سياسية وشخصيات مصرية في أبوظبي لتقديم نفسه كبديل للنظام ، واتهمه "الباز" ، بأنه متورط في "تخطيط واضح للعودة مرة أخرى، ولو على جناح خصومه السابقين". وزعم "الباز" ، أن توافقًا قد تم خارج مصر ، اجتمعت عليه دول عربية وأوروبية ، وبدعم أمريكي ، على أنه "لا استقرار في مصر ، إلا بإخراج عبدالفتاح السيسي ومحمد مرسي من المعادلة السياسية ، وأن تجري انتخابات مبكرة ، ويأتي رئيس جديد من خارج طرفي المواجهة ، يكون قادرًا ومقبولًا منه أن يتصالح مع الإخوان المسلمين ، وبذلك يعود الهدوء والاستقرار إلى مصر مرة أخرى". وتابع: "الذين اجتمعوا على هذا التوافق وجدوا أن أحمد شفيق هو الوحيد الذى يمكن أن يكون مؤهلًا للعب دور الرئيس الانتقالي ، لأنه ينتمي إلى المؤسسة العسكرية، ما يعنى أن الجيش سيظل في الصورة، ولن يكون بعيدًا عنها" ، مدعيًا أن "المخطط كان أن يتم إرهاق السيسي إلى أقصى درجة، وتأليب الناس ضده، من خلال الحرب الاقتصادية والإعلامية، حيث أرادوا له أن يفشل حتى يكون هناك مبرر للمطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة". "شفيق" يصف "السيسي" بالجاهل والوضع بالمهزلة بثت إحدى القنوات المناهضة للنظام ، منذ أسبوع ، تسريبًا جديدًا للفريق الهارب أحمد شفيق ، وهو يتحدث على السيسي باحتقار شديد ، واصفًا كلام السيسي عن ترشيح المجلس العسكري له بأنه جهل شديد وقلة خبرة ، معتبرًا الأمر في غاية الغرابة ، حيث أنه كشف عن مخطط العسكر للاستيلاء عن السلطة بتضليل الشعب ، مستنكرًا أن يتولى المجلس العسكري الذي يدير البلاد عميلة ترشيح رئيسًا مدنيًا للجمهورية. في التسريب الجديد الذي بثته فضائية "الشرق" المناهضة للنظام العسكري ، للفريق "أحمد شفيق" ، ظهر المرشح الرئاسي السابق وأخر رئيس حكومة في عصر المخلوع حسني مبارك وهو يتحدث مع شخصية مجهولة ، ويتناول في المكالمة ، قضية ترشح السيسي وقتها للرئاسة بالنقد والتحليل ، واصفًا الأخير بالجهل. وتحدث "شفيق" عن التناقض الكبير في خطابات السيسي قبل وبعد ترشيحة للرئاسة "هو ذات نفسه وقف في مؤتمر كده وقال انا مش هترشح إلا لو الشعب رشحني ، وبعديها طلع وقال الجيش رشحني ، برضو كلام غريب جدًا ، يعنى الكلام صادر منه من الأول غلط ، هو في حاجه اسمها الجيش ، دا جهل وقلة خبرة". وتابع أخر رئيس حكومة في عصر المخلوع "والمصيبة كمان إعلاء المجلس العسكري ، أنا عن نفسي طلعت نفسي من الدايرة دى لأنها هتبقي مهزلة شوية". كما استبعد شفيق فكرة خوضه غمار الانتخابات أمام السيسي معتبرًا إياها مضيعة للوقت ، لأن الجيش سيضمن للمرشح العسكري عبد الفتاح السيسي ، كافة الأمور لضمان نجاحه ، في إشارة منه -لأنه يعلم- بعملية تزوير الانتخابات لصالح مرشح المؤسسة العسكرية.