لأول مرة في تاريخ الصراع العربي الصهيوني ، يعلن مسؤول في حكومة الاحتلال ، عن قصف مواقع داخل سيناء بالتنسيق مع الجيش المصري ، ليعلن بهذه الفعله ، بداية فصل جديد من التطبيع والتنازل عن الأرض والعرض والكرامة. حيث ألمح وزير الحرب الصهيوني ، "أفيجدور ليبرمان" ، ولأول مرة ، إلى أن جيش الاحتلال قصف مواقع في سيناء ، وقتل خمسة ، زعم أنهم من عناصر "تنظيم الدولة". وجاء اعتراف "ليبرمان" في حوار مع إذاعة الجيش الصهيوني العامة ، أمس الثلاثاء ، وبعد يومين من فضح لقاء رئيس وزراء الكيان الصهيوني "بنيامين نتنياهو" مع قائد النظام العسكري ، عبد الفتاح السيسي ، والعاهل الأردني ، الملك عبدالله الثاني ، ووسط العديد من الشواهد والتقارير التى تشير إلى قرب التدخل الصهيوني في سيناء ، بمباركة النظام العسكري. وسألت الإذاعة خلال حوار مع وزير الحرب الصهيوني "ليبرمان" ، عن حقيقة الأنباء عن قصف جيش الاحتلال لما أسمته مواقع تابعة ل"تنظيم الدولة" في سيناء ، وزعم ليبرمان: "إطلاق النار كان من سيناء، ويبدو أن القوات الخاصة، كالعادة، هي من استهدفت ودمرت قوة من المخربين تابعة لداعش في سيناء أمس وأول أمس" ، مضيفًا "نحن لا نترك شيئا بدون رد ، لا أعتقد أن داعش في سيناء هو تهديد جديد ، لكنه مصدر إزعاج بالفعل. جاءت تصريحات "ليبرمان" ، عن قصف جيش الاحتلال لمواقع تنظيم الدولة في سيناء ، ليضع نظام العسكر في موقف محرج مجددًا ، ويكشف عن حقيقة العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش الصهيوني ، في ظل ترحيب من العسكر. بل أن قصف الجيش الصهيوني علي سيناء ، وبحسب اعتراف "ليبرمان" ، لم يكن الأول من نوعه ، في ظل التنسيق الكامل بين الجيش المصري والصهيوني ، ولكنه إعلان صريح من الكيان الصهيوني بحقيقة القصف ، في ظل تساؤلات حول أسباب إعلان حكومة الاحتلال لتدخلها في سيناء ، وتعمد إحراج النظام المصري. التدخل أصبح بشكل علني نقلت إذاعة الجيش الصهيوني ، عن "ليبرمان" قوله: "القوات الخاصة التابعة للختنشتاين هي من نفذت الهجوم على داعش ، ونحن لا نترك أمرا دون رد" ، مضيفًا: "داعش في سيناء لا يعتبر تهديدًا جديًا للأمن الإسرائيلي وأنه يضايق ويشوش فقط ، معتبرًا أنه لا يمكن مقارنته بحركة "حماس أو حزب الله". يأتي ذلك بعد ساعات على إعلان مواقع عبرية أن طائرة صهيونية من دون طيار أغارت على مجموعة من تنظيم أنصار بيت المقدس في سيناء التابع لتنظيم الدولة الإسلامية حاولت إطلاق صواريخ باتجاه مدينة إيلات. وذكرت مواقع عبرية أن 4 من أفراد هذه المجموعة قتلوا في الغارة بقرية شيبانة ، شمال شرق سيناء ، بالرغم من رفض الناطق بلسان جيش الاحتلال التعقيب على الخبر. التدخلات قديمة.. والسيسي عامل مشترك ربما يتسائل أحدهم ، لماذا نحمل عبد الفتاح السيسي ، ذنب ما يحدث في سيناء ، ولما نحمله ذنب المرات السابقة التى اقتحم فيها جيش الاحتلال حدود السيادة المصرية ، فهو منذ الثورة تنصب في العديد من المناصب ، بداية من رئيس المخابرات ، إلى وزير الدفاع ، إلى سدة كرسي الحكم ، فكان من ضمن الشواهد على تدخل الكيان الصهيوني فى سيناء هو ما حدث فى 18 أغسطس عام 2011، عندما اخترقت الطائرات الصهيونية أجواء شمال سيناء وقامت بقصف نقطة حدودية تابعه لقوات حرس الحدود والتى أدت الى مقتل 5 من عناصر القوات المصرية. زعمت حكومة الاحتلال وقتها أن هذا التدخل الجوى جاء كرد فعل على تسلل عناصر من أنصار بيت المقدس "ولاية سيناء " ، وتنفيذهم عملية في إيلات ، والتى قتل فيها 8 جنود صهاينة وأصيب آخرون. وواجه المجلس العسكرى حينها ، بقيادة المشير محمد حسين طنطاوي ، الأمر بالإعراب عن احتجاجه والمطالبة باعتذار، فى حين اندلعت موجات غضب شعبية فى القاهرة وبعض المحافظات واقتحم المتظاهريين للسفارة الاسرائيلية بالقاهرة . في يوم الجمعة التاسع من أغسطس عام 2013، قصفت طائرة بدون طيار مجموعة مسلحة تابعة لأنصار بيت المقدس بصحراء قرية العجراء الحدودية جنوب مدينة رفح، حيث قتل 5 من عناصر التنظيم فى هذه الغارة ، ونفى وقتها المتحدث العسكرى أن تكون الغارة صهيونية ولكن مصادر أهالى وصحفيي سيناء أكدت فى حينها أن الغارة صهيونية. تلا هذه العملية عدة عمليات اغتيال وقصف أخرى فى عمق سيناء ، من قبل جيش الاحتلال الصهيوني ، بواسطة الطائرات بدون طيار، ولكن كان أشد هذه العمليات ما حدث فى قرية المقاطعة جنوب شرق الشيخ زويد وقرية شيبانة جنوب رفح.