مازل إعلام النظام ومسئوليه يحتفون بليلة سقوط الدولار أمام الجنيه، على الرغم من أنه مرتفع للغاية بالمقارنة بسعره فى ذات الوقت من العام الماضى، ولو تمت مقارنته بمرحله ما قبل الانقلاب العسكرى، سنجد أنه زاد أكثر من ضعف ونصف، ومع ذلك تم تهيئة الرأى العام أنه تم خفضه. وفى هذا السياق، يكشف عدد من الخبراء الاقتصاديين، أسباب الانخفاض والارتفاع، وما وراء كلايهما، حيث أن أحدهم ذهب إلى أن البنك المركزى، قام بتلك الخدعة، من أجل أن يقوم الجميع ببيع الدولار، مشيرة إلى أن أخبار انخفاضه هى وهمية لأنها مؤقتة وتمت على حساب احتياطى النقدى الأجنبى. وفى السياق ذاته ذهب آخرون إلى أن تلك اللعبة من أجل لعبة الأموال الساخنة ليس أكثر. لعبة تُمارس على حائزى الدولار وقالت الدكتورة "عليا المهدي" - عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية سابقًا - إنها تعتقد بأن هناك "لعبة" ما وراء انخفاض الدولار غير المتوقع الذي حدث خلال الأيام السابقة، على حد وصفها. ونشرت في تدوينة عبر حسابها الشخصي ب"فيس بوك" ما نصه: "أنا بيتهيألي إن البنك المركزي بيلعب لعبة علي حائزي الدولارات؛ بيوجه القطاع المصرفي و ال dealing rooms إنهم يخفضوا سعر الدولار بصورة تحكمية علشان الناس يجروا بسرعة يبيعوا الدولارات للقطاع المصرفي، ويقود هذا التوجه البنوك الكبري وتتبعها البنوك الأصغر" حسب قولها. وأضافت: "الهدف هو جمع أكبر قدر من العملات الأجنبية .. زي ما حصل اليوم الأول لتحرير الجنيه لما الإشاعات طلعت أن الدولار بقي بعشرة جنيه و الناس باعت و بعدين السعر ارتفع بصورة مجنونة". لعبة لخدمة أصحاب الأموال الساخنة ومن جانبه كشف الخبير الاقتصادي هاني توفيق، الأسباب الحالية لانخفاض سعر الدولار خلال الأيام الحالية. وقال "توفيق" في تدوينة عبر حسابه ب"فيس بوك" تحت عنوان "المسكوت عنه فى مسألة إنخفاض سعر الدولار". وأوضح :"فى مزاد البنك المركزى لطرح أذون خزانة بقيمة 12 مليار جنيه الاسبوع الماضى، 97٪ من المكتتبين فيها كانو صناديق إستثمار أجنبية ، أى انه حوالى 650 مليون دولار دخلت إحتياطى البلد الاسبوع الماضى وحده ليس مقابل إنتاج و تصدير، أو إستثمار، أو سياحة ، و إنما اموال ساخنة ( Hot Money ) دخلت تقعد معانا شوية ، و تاخد 16٪ فوائد، وبعدين تخرج كسبانة كمان فرق سعر بيع الدولار وقت بيعه للمركزى الشهر الماضى ( 19 جنيه) و سعره الحالى (16 جنيه)". وأضاف: "احذر مرة عاشرة : هذا التمويل الاجنبى حميد و مطلوب لسد فجوة تمويلية قصيرة الاجل ، أما إستخدام هذه الاموال و إستسهال الحصول عليها، بل واستخدامها لفرد عضلات المركزى و تخفيض سعر الدولار فهو أمر فى منتهى الخطورة لأنه ببساطة الدولارات دى مش بتاعتنا ، وبتخرج من البلد فى اى لحظة ( ولذلك اسمها اموال ساخنة) ، و الاجانب المحترفين و كل مضاربى العملات فى العالم واخدين مصر ركوبة يعملوا فيها فلوس فى صورة هدية مجانية ، فى وقت العالم كله متباطئ إقتصاديا و الفايدة على الدولار تقريباً صفر". وأختتم الخبير الاقتصادى قوله: "أكاد ارى غلطة فاروق العقدة تتكرر حرفياً عندما ثبت سعر الدولار لاصحاب الاموال الساخنة ، و خرج من البلد 20 مليار دولار أموال ساخنة ( برضه !!) خلال عدة ايام بعد ثورة 2011". ومنذ تعويم الجنيه ظهرت بعض الأزمات المرتبطة بأسعار السلع وتوفرها، أبرزها نقص عدد كبير من الأدوية في الصيدليات، بما في ذلك أدوية علاج أمراض السرطان، إضافة إلى أدوية أساسية مثل الأنسولين والتيتانوس وحبوب منع الحمل. وارتهن مستوى معيشة المصريين بقيمة الدولار، حيث جاء بعد القفزات الكُبرى التي حققها مقابل الجنيه المصري، والتي انعكست بدورها على موجة غلاء في أسعار السلع الأساسية، فضلًا عن إجراءات الإصلاح الاقتصادي التي اتخذتها الحكومة، مثل زيادة أسعار الوقود، وإقرار قانون القيمة المضافة.