تزداد أزمة الأدوية سوء يومًا بعد يوم، نظرًا لغياب الشفافية والفساد والقرارات الإقتصادية الأخيرة الخاصة بتعويم الجنيه، حيث أن الآلاف من مرضى السرطان فى خطر، بسبب نقص الأدوية الخاصة بهم، هذا بجانب ارتفاع سعر المتاح فى الأسواق بدرجات غير مسبوقة. صحيفة وول ستريت جورنال، ألقت الضوء على تلك العملية، وأكدت أن الخفض الحاد للعملة المصرية واصفة ذلك القرار بغير المدروس، قد تسبب فى نقص شديد بالأدوية المستوردة، مما جعل الأمر مستحيل بالنسبة للمرضى ويزيد من آلامهم. وقالت الصحيفة فى تقريرها، نقلاً عن مسئول بوزارة الصحة، أن أكثر من 40 نوع دواء لم يعد متاحًا بالأسواق بينهم ادوية للسرطان، مضيفا أن زهاء 200 نوعا أخر من الدواء قد نفدت بالفعل، لكن ثمة بدائل أخرى لها في السوق. وأضافت أن "مصر تواجه نقصا حادا في الأدوية، لكن الأدوية الفردية لم تختفي بالكلية من السوق. ففي الماضي تدخلت الحكومة لتخصيص الدولارات لشركات الأدوية كي تتمكن من مستلزماتها الدوائية. لكن خفض الجنيه المصري الذي أقدمت عليه السلطات الشهر الماضي، في إطار التدابير الرامية لإنقاذ الاقتصاد المأزوم، قد ضاعف تكلفة شراء العملة الصعبة". وتابعت "تتخوف شركات توزيع الأدوية من استيراد الدواء من الخارج بعد توجيهات الحكومة بخفض أسعار الأدوية، من خسارة أموالها عند طرحها للبيع في الأسواق". ونقلت الصحيفة عن بعض المواطنين شكواهم من نقص الدواء تارة وارتفاع أسعاره تارة أخرى، واضعة ضغوطا مكثفة على المستشفيات والصيدليات وكذلك الأسر. وعلى الرغم من تصريحات المسئولين فى هذا الشأن إلا أن الأزمة تتفاقم يومًا بعد يوم، فآلاف المرضى المصابين بالسرطان محرومون بالعلاج بأمر الفساد وارتفاع سعر الدولار أمام الجنيه. وبحسب الرقم الرسمي وتصريح بتحدث عن زيادة عدد مرضى السرطان منذ 2013، بمعدل 34% فإن العدد الكلي يقارب 290 ألف حالة إصابة. ومن أبرز الأدوية المختفية ويتسبب اختفاؤها في موت المرضى، دواء "PURI-NETHOL"، وهو من الأدوية الموصوفة طبيا للاطفال المضابين يأخوا منه مع الكيماوي وعدم وجوده بيتسبب بموت الاطفال وبالفعل حصل حالات وفاه وحاليا مفيش ولا علبه منه في مصر كلها. وشهدت مستشفيات أبوالريش والميري في الإسكندرية حالت وفاة بسبب نقص ذلك الدواء. وكشف نشطاء على الفيس بوك أن شركة "مالتى فارما" تستورد اندوكسان للبيع بسعر 75 جنيه بس بيروح للسوق السوده بسعر 500 جنيه؟ وأن شركة "جلاكسو" تستورد "البيورنثول" ب47 جنيها بس بيروح السوق السوده بسعر 250 جنيها. ودشن رواد موقع "تويتر" هاشتاج بعنوان "أنقذوا مرضى السرطان"، ليطالبوا من خلاله بضرورة تتدخل الحكومة لحل الأزمة، وطالب النشطاء "حكومة" السيسي، برفع الحظر عن استيراد الأدوية، وذلك عبر هاشتاج #ارفعوا_الحظر_عن_استيراد_الدواء، بعد تفاقم أزمة الأدوية التي تضرب مصر حاليا، خاصة بعد تعويم الجنيه ودخول مصر في العديد من الأزمات مثل السكر والدولار. وتعاني مصر منذ أشهر من نقص في الأدوية المستوردة، لكن الأزمة تفاقمت بشكل مؤلم مع قرار البنك المركزي مطلع شهر نوفمبر المنصرم تحرير سعر صرف الجنيه المصري، ما أدى إلى انخفاض قيمته فعليا أكثر من 50% مقابل الدولار. وفي أكتوبر الماضي ندد نشطاء على مواقع التواصل، بحملة أخرى بعنوان "#فين_البيورنثول"، للتحذير من نقص الدواء الذي يهدد حياة الأطفال ولا علبة في مصر. ومن الأدوية المهمة المختفية (جلافيك 100) ويصل سعر العلبة إلى نحو 11 ألف جنيه، وينشط كثير من أهل الخير في تقديمه مجانا لمن يحتاج.