بعد أن أصدرت حكومة الاحتلال قرارًا بمصادرة مقبرة "مأمن الله" بالقرب من سور مدينة القدس القديمة ، يخشى المقدسيون من وضع الاحتلال يده على مقبرة الرحمة ، مطالبين دائرة الأوقاف الإسلامية بالتدخل والطلب من الحكومة الأردنية العمل على وقف اعتداء الاحتلال على المقبرة التاريخية. وأعرب سكان القدس القديمة وبلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى ، على وجه الخصوص ، عن خشيتهم من تجسيد سلطات الاحتلال بصورة نهائية بفعل سياسة فرض الأمر الواقع اقتطاع جزء مهم من مقبرة باب الرحمة التاريخية الملاصقة للجدار الشرقي للأقصى ، لصالح مخطط تهويدي حول سور المسجد المبارك. وأكد عدد من شهود العيان الذين تواجدوا خلال منع قوات الاحتلال ، دفن سيدة مقدسية مسنة بالمقبرة ، أن الاحتلال ماضٍ في وضع يده على مساحة هامة وواسعة من المقبرة في إطار استهدافه للمعالم العربية الإسلامية التاريخية في المدينة المقدسة لطمس هذه المعالم التي تؤكد هوية المدينة المقدسة ، كما حصل في مقبرة مأمن الله التاريخية. يعود تاريخ مقبرة باب الرحمة للفترة الإسلامية الأولى ، ودُفن فيها عدد من الصحابة الكرام أبرزهم عبادة بن الصامت وشداد بن الأوس رضي الله عنهما، فضلاً عن رفات آلاف المواطنين من أبناء العائلات المقدسية، وتقع على بعد أمتار عدة من مدخل البلدة القديمة في القدس من جهة باب الأسباط ممتدة بمحاذاة سور المسجد الأقصى الشرقي للوصول إلى مشارف بلدة سلوان جنوبًا.