أكد خبراء ومتخصصون في الصراع العربي الصهيوني أن مصر لها دور كبير ومحوري في تحرير المسجد الأقصى من قبضة الغاصبين، مشيرين إلى أنه على مدار التاريخ كان يتم عقد ألوية التحرير من مصر وتلحق بها بقية الأمة الإسلامية. وأضافوا- خلال الندوة التي تم عقدها بنقابة الأطباء ظهر اليوم، واختتمت بحرق العلم الصهيوني أمام مبنى النقابة بالقصر العيني، تحت عنوان "في الذكرى ال 42 لحريق المسجد الأقصى المبارك.. دورنا في تحرير الأقصى"- أن الثورة المصرية بداية الطريق إلى تحرير الأقصى الذي يتم التجهيز والإعداد له من الآن، فضلاً عن فتح بيت المقدس، مؤكدين أهمية اليقين في قدوم النصر الذي سيأتي قريبًا إن شاء الله. وأكدّ د. صفوت حجازي، أمين عام رابطة علماء أهل السنة وعضو مجلس أمناء الثورة، أن الثورة المصرية هي بداية الطريق لتحرير بيت المقدس، مشددًا على أن جميع المستوطنات التي يتم بناؤها سيرثها المسلمون في القريب العاجل. وأضاف أن ذلك الجيل هو من سيقوم بفتح بيت المقدس ولن يتم الانتظار حتى يقوم بفتحه الجيل القادم، موضحًا أن مشروع الزحف المقدس نحو فلسطين بعد الثورة، تم تأجيله ولكن لن يؤجل طويلاً؛ حيث إن بيت المقدس لن يحرر بالسياسيين ولا بالجنود الرسميين؛ ولكن من خلال الزحف الشعبي المنتظر. وشدّد د. حجازي على ضرورة اليقين بأن النصر قادم لا محالة؛ حيث إن مصر بعد الثورة لا مكان فيها للصهاينة، وأصبحت مصر لفلسطين ولبيت المقدس، داعيًا الجميع إلى الاستعداد والتجهيز لذلك اليوم القريب، واعتباره كأنه سيحدث غدًا. ونوه د. صلاح سلطان، مقرر لجنة القدسوفلسطين بالاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، في الذكرى السنوية لحريق الأقصى إلى أن الأقصى يعاني من ألم الأسر على يد الكيان الصهيوني، داعيًا المسلمين إلى إحياء وإعادة الأمل في قلب الأمة والتي تأتي من قوة الملك الذي لا يقهر وقوة المنهج الذي لا يتغير، مشيرًا إلى أن كتاب الله تعالى يرسم الطريق إلى تحرير بيت المقدس. وأضاف: أما العمل فيجب أن يكون من خلال دراسة القرآن الكريم وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، حيث إنه توجد 50 سورة تتحدث عن بني إسرائيل، فضلاً عن دراسة واقع الصهيونية، والانتقال من الدراسات العشوائية إلى الدراسات الواقعية والمنهجية. وأكدّ د. سلطان أن بيت المقدس في قلب كل مسلم يحمل في قلبه مكانة خاصة أهم من مكانة بيته ومنزله الذي يسكن فيه، موضحًا أن بركة هذا المسجد جمعت له قلوب فتية في العالم أجمع.
وقال السفير محمد صبيح، الأمين العام المساعد لشئون فلسطين والأراضي العربية المحتلة بجامعة الدول العربية، إذا كان حريق الأقصى حادثًا، فإن الأقصى يتم إحراقه كل يوم وكل ساعة، بدايةً من محاولات هدمه المستمرة والأنفاق التي يتم حفرها تحت أساسات المسجد، فضلاً عن حملات التزوير التي يتم التعرض لها يوميًّا من خلال وضع شعارات وأحجار مزيفة وتغيير الأسماء العربية إلى اللغة العبرية ومنع المناهج الدراسية لتستبدل بها مناهج عبرية.
وأضاف قائلاً، إنه على الرغم من تلك المحاولات فإنها جميعًا سوف تبوء بالفشل، حيث يجب على الكيان المغتصب أن يعلم جيدًا أن سياسة البطش والقوة لن تغّير دينًا ولا لغةً ولا ثقافة.
ودعا برلمانات العالم العربي إلى التوجه للكونجرس الأمريكى، من خلال تسجيل المواقف الغاضبة والرافضة لأفعال الكيان الصهيوني، خاصةً بعد أحداث الحدود المصرية، مشيرًا إلى أن العدوان على سيناء هو عدوان مبيَّت من جانب الكيان الصهيوني.
واتفق معه في الرأي د. جمال عمرو، الخبير المختص بشئون القدسالمحتلة وأستاذ التخطيط العمراني، على أن حريق الأقصى منذ أربعين عامًا لم يتوقف ولو للحظة واحدة، لافتًا النظر إلى أن ربيع الثورات العربية، وخاصةً الثورة المصرية أحيت الأمل من جديد في استعادة الأقصى الجريح من يد الصهاينة.
وأضاف قائلاً : ليس للأقصى مكانة في قلوب أحد كما هي في قلوب أهل قاهرة المعز، الذين لبوا نداء فلسطينوالقدس على مدار السنين، مشيرًا إلى أنه إذا لبت مصر النداء وعقدت لواء تحريرها لحقت بها بقية الأمة، مؤكدًا أن من سيقوم بإطفاء نيران الأقصى المشتعلة هي قاهرة المعز، موضحًا أن الأمة الإسلامية لا تكون بخير إلا إذا كان المسجد الأقصى بخير، والتاريخ يثبت ذلك.
وقال د. عمرو إن أهل فلسطين كادوا يفقدون الأمل لولا نجاح الثورة المصرية، وجاء الفرج بأسرع مما تم توقعه، وما من شخصٍ في فلسطين إلا وكان يرنو بعينه إلى أهل مصر في الميادين ويدعو لهم في ساحات الأقصى ولثورة مصر العظيمة بالسداد والنجاح. وأوصل هدية من أهل فلسطين إلى السيدة أم أحمد إحدى الثائرات المصريات التي أصرت على الأخذ بالثأر من مبارك، ويوم جمعة التنحي وجهت النداء إلى شرفاء مصر قائلةً لهم، موعدنا القادم ببيت المقدس. وقالت د. أمل خليفة، المتخصصة في الشأن الفلسطيني، إن ذكرى حريق الأقصى ليست للبكاء على ما حدث، بل هي رسالة لأهل القدس مفادها أنهم على قائمة أولوياتنا، فضلاً عن كونها رسالة أخرى للصهاينة تؤكد أننا لم ولن ننسى القدس ما حيينا.