على الرغم من استغلال الحوادث فى غير موضعها، إلا أن حقيقتها تؤكد أنها فقط البداية، فحالات الانتحار بين الأعمار المختلفة انتشرت فى بعض المحافظات بالفعل، والسبب غلاء وندرة فرص العمل، وهى الأمور المترتبه على السياسات التى ينتهجها الانقلاب العسكرى، ويزعم أنهم يراعوا المواطن البسيط. وحسب تقارير إعلامية ونشرات عن وصف تلك الحالات بالحوادث، نحاول جمعها أمام القارئ ليرى ما وصلت إليه البلاد، أو ربما تكون تلك شرارة لتفصح عن المرحلة التى نُقبل عليها بسبب قرارات العسكر. فطريقة الانتحار "حرقًا" لم تكن موجودة بتلك الكثافة التى هى عليه اليوم فى البلاد، فبعد أن قام مواطنين بإشعال النيران فى أجسادهم منذ أسابيع، امتدت النيران إلى محافظات آخرى، أو إنها محاولات كانت من الممكن أن تتم وتضيف مآساة جديدة فى بيت مصرى لا يجد قوت يومه. نيران الغربية فقد هدد المواطن إبراهيم عبد المنجي إبراهيم الزناري، الكائن بمنطقة الجمهورية التابعة لحي ثانٍ المحلة، بإضرام النيران في نفسه بميدان الشون بالمحلة، لعدم قدرته على مواكبة غلاء الأسعار، وتحمل مشقات الحياة وصعوبة تدبير قوت أسرته اليومي، وتوفير تكاليف أدوية زوجته المريضة، ومطالب أبنائه. وأكد أنه يعاني أمراض الشيخوخة، ومصاب بعاهة بالعين اليمنى ولديه زوجة مريضة يعيش برفقتها في منزل عائلتها، ولديه 3 أبناء وهم "محمد ومحمود وهبة"، حيث تتراوح أعمارهم ما بين 19 و25 عامًا، ولم يتقاضَ معاشًا من الحكومة إلا خمسة جنيهات تم منحها له من الرئيس أنور السادات معاشًا استثنائيًا، في عام 1975. وأضاف أنه كان يعمل في شركة النصر للغزل والنسيج في أوائل السبعينات إلا أنه تعرض لإصابة عمل داخل مصانع الشركة، وفُصل بدعوى إصابته وتخصص له هذا المعاش، الذي لا يكفى لمواجهة مشقات الحياة، ودفع فواتير كهرباء أو مياه دون زيادة كباقي المعاشات منذ 39 عامًا. كما أوضح أنه سعى للحصول على معاش الإعاقة من خلال العرض على لجان "القومسيون" الطبي بعيادات ابن سينا في المحلة الكبرى، إلا أنه قُوبل بحالة من التعسف والتعنت من جهة مشرفي اللجنة، ورفضوا السماح له بصرف المعاش الاستثنائي؛ بدعوى عدم وجود أي إعاقة له، وأنه قادر على العمل . نيران بنى سويف كما تكرر المشهد في بني سويف، حيث قام بائع متجول بسكب البنزين على نفسه في محاولة لإحراق جسده أمام مستشفى بني سويف العام، اعتراضًا على عدم عمل المستشفى أشعة على أسنانه. ونجح مواطنون وأفراد أمن نقطة المستشفى العام، في السيطرة على المواطن، ومنعه من إشعال النيران في جسده. وكان اللواء محمد الخليصي، مدير أمن الانقلاب ببني سويف، تلقى إخطارًا من نقطة شرطة المستشفى العام، بمحاولة بائع متجول يدعى "آدم الأمين عكاشة"، 28 سنة، مقيم شارع السوق، إشعال النيران في جسده. وتبين من التحريات، أن البائع المتجول أكد تضرره من العاملين بالمستشفى العام؛ لرفضهم إجراء أشعة على أسنانه، وحرر محضرًا بالواقعة، وأخطرت النيابة للتحقيق. حبال قنا وفي قنا ظهر أقدم مواطن علي التخلص من الحياة بطريقته حيث قام بشنق نفسه داخل حجز قسم شرطة قنا، بعد مروره بضائقة نفسية بسبب رفض أهله دفع كفالة براءته عن قضية مخدرات. وتلقى اللواء صلاح حسان، مدير أمن الانقلاب بقنا، إخطارًا من العميد عصام جلال، مأمور قسم شرطة قنا، بقيام عاطل يدعى ن.ع (19 سنة)، بشنق نفسه بملابسه داخل الحجز، لرفض أسرته دفع كفالة الخروج من قضية مخدرات، حيث كان قد ألقي القبض عليه، في شهر سبتمبر الماضي. تحرر محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة التي باشرت التحقيقات، والتي أمرت بنقل الجثة لمشرحة مستشفى قنا العام، حسب ما نشره موقع "المصريون".