بالصور| ثورة الغلابة تفاجئ الأمن وتخرج بعيدًا عن ميدان التحرير ودعوات السياسيين

أهالى رأس غارب يخرجون فى تظاهرات حاشدة وسط قمع أمنى شديد

فى مشهد جديد يُعيد للأذهان مشهد بدايات ثورة الخامس والعشرين من يناير، والتحركات التى تبعت ذلك اليوم لتؤكد على مطالب الثورة من العيش الكريم ومحاسبة "قاتلى" الوطن، فاجأ أهالى مدينة رأس غارب قوات الأمن بتظاهرات حاشدة منذ يوم أمس، مما قابلها الأمن بزيادة القمع واعتقال عدد كبير من الأهالى الذين خرجوا منددين بالكارثة التى حدثت بمدينتهم والتى ألحقت بهم خسائر كبيرة وجعلت بعضهم مشرد.
فالسيول التى تم التحذير منها قد حصدت حياة عشرات المواطنين، وأصابة اضعاف الرقم على الأقل بجانب انقطاع جميع الخدمات الرئيسية فى المدينة وجاء كل ذلك قبل أيام من قرارات تعويم الجنيه ورفع الدعم عن الوقود، وهو ما جعل الجماهير الغاضبة تخرج دون سابق إنذار.
وخرجت تظاهرات حاشدة لم يسلط الإعلام الضوء عليها؛ لكن مشاهد الصور يعيد للأذهان مظهر خروج المواطنين في ثورة 25 يناير، فالجماهير عريضة، وقوات الأمن المركزي تنتشر في كل مكان، وهناك من بعيد تجد الجنود يقبضون على المتظاهرين.
وارتفع عدد ضحايا السيول التي ضربت مدينة رأس غارب في البحر الأحمر، اليوم، إلى 7 غرقى و26 مصابً.
وأغرقت السيول السيارات المتواجدة في الشارع، وكذلك المدارس في بعض المحافظات، وحاصرت الوحدة المحلية لمدينة رأس غالب، فضلاً عن الشلل المرري في حركة المواصلات.
ورغم مناشدة المواطنين للمسئولين بالبحر الأحمر، عبر رسائل استغاثات للاستعداد لهذه الهجمة ومواجهة الأزمات داخل المحافظات، إلا أن ذلك لم يفد وظلت الجهات الحاكمة قعيدة الكرسي، وهو ما فجر غضب الجماهير الذين قرروا النزول في الشوارع والميادين غير عابئين بمصيرهم رغم القبضة الأمنية التي يفرضها النظام.
وخرج أهالي الغردقة، منذ يوم أمس عقب صلاة الجمعة، وصلاة الغائب، علي شهداء سيول مدينة رأس غارب. وانطلقت مسيرة بالنعوش أمس الجمعة من أمام مسجد الميناء الكبير، عقب صلاة الغائب على أرواح ضحايا السيول.
وأكدوا في بيان لهم خلال موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، أنهم سيسيرون على الأقدام حاملين النعوش الفارغة؛ تخليدًا لأرواح هؤلاء الشهداء إلى مبنى ديوان عام المحافظة.
وطالب المتظاهرون بإقالة المسئولين؛ لتقاعسه وتقصيره عن أداء عمله، جراء السيول التي اجتاحت المدينة، وراح ضحيتها الكثير من شهداء المدينة.
ورددوا هتافات منها: "ارحل ارحل"، "نام وارتاح يا شهيد حقك مش هيضيع".
وبدأت المسيرة من مسجد الميناء الكبير بالسقالة مرورًا بمنطقة آكا بالغردقة.
من جهتها قابلت قامت قوات الأمن، الجماهير الغاضبة بقنابل الغاز والقبض العشوائي على المتظاهرين، وحاولت القوات فض المظاهرة بالقوة.
وأكد أحد شهود العيان، أن قوات الأمن ما زالت تلاحق الأهالي وألقت القبض على ثلاثة منهم، بالإضافة إلى أحد الصحفيين.