ما أشبه اليوم بالأمس فدائماً الأيام متشابهة والاحداث كذلك . كان أحمد حسين مناضلا حقيقيا قبل قيام ثورة 1952م وهو من الشخصيات التى قامت على اكتافهم , وكان دائم التردد على السجون لانه لاحيلة للملك الا ايداعه السجن كى يرتاح من الصداع الذى يسببه له , فكان خطيبا مفوها الى جانب انه كاتبا صحفيا مميزا , وهجومه على الملك كان لاذعا بلا مواربة كما كان يفعل بعض الصحفيين . كان أحمد حسين لايخشى فى الله لومة لائم , ولم يعبىء يوما بسجن او تعذيب , بل اعتبر كل ذلك فى سبيل الله , المهم ان يطهر البلاد من دنس الانجليز والملك الفاسد . ولكن بعد ثورة يوليو52 لم يسمح النظام الجمهورى بالعمل السياسي الا من خلاله ( الاتحاد الاشتراكي ) , فلزم أحمد حسين كتاباته التى كان ينصح فيها رئيس الجمهورية ( جمال عبدالناصر) بما يراه خطأ , وايضا تفرغ لكتاباته الخاصة , وتفسير القران الكريم . وها هى الايام تعيد نفسها مع اختلاف الشخصيات , فالشبل مجدى أحمد حسين بن المناضل الكبير أحمد حسين لايهدأ له بال حتى يسقط مبارك فيقوم بعمل مظاهرات ضده ووقفات واعتصامات ومقالات تتهمه بالصهيونية والعمالة والخيانة وهو (أى مبارك ) فى عز عنفوانه وجبروته وقوته الى درجة ان كثير من المشتغلين بالسياسة اتهموا مجدى حسين بالجنون لجرأته المتناهية والمستحيلة . فقام النظام البائد بتجميد حزب العمل وغلق صحيفته الشعب , لكن لم يكسر ذلك الشبل المناضل / مجدى حسين واخذ يجوب البلاد شمالا وجنوبا وشرقا وغربا مناذيا بافكاره التى يؤمن بها وهى افكار الشجعان وليس الجبناء لذلك لم يجد مجدى حسين كثر ا يؤيدونه , فدعوته كانت اسقاط الفرعون . اذكر ذات مرة تقريبا عام2004 كان مجدى حسين يزورنا فى مدينتنا القنطرة شرق , واننى خجلت جدا من زيارته تلك التى كانت فى منزل اخونا الراحل الشيخ ضياء , وسبب خجلى ان عدد مستقبليه لم يتعدى اصابع اليدين , فاذا به يشجعنى بقوله ( لودعوتنى لاتكلم امام شخص واحد سوف احضر اليك ) لم يعرف اليأس طريقا الى هذا الرجل , يظل ماشيا على قدميه طيلة يومه حتى يلقى رجل يبلغه دعوته , ولم تثنيه السجون , او الاغراءات , بل الدنيا كلها لم تؤثر فيه او تزحزحه عن معتقده قيد انملة . اما بعد الثورة المباركة (ثورة 25 يناير ) وخروج الاسد من محبسه الى ميدان التحريريوم التاسع والعشرين بملابس السجن اثبت انه اكثر الناس حقا عشقا لتراب مصر . اما التشابه الذى هو ما بعد الثورتين 52 , 25 , فهو حب العسكر للسلطة , ففى ثورة يوليو 52 قال المجلس العسكرى للشعب : اننا لم نطمع فى حكم البلاد وسوف نسلمها للمدنيين فى غضون اسابيع حتى نطئن على استقرار البلاد , وظل يحكم مصر ستون عاما . اما بعد ثورتنا الحديثة (تورة 25 يناير )قال المجلس العسكرى : اننا لم نطمع فى حكم البلاد وسوف نقوم بتسليم السلطة للمدنيين خلال ستة اشهر حتى نطمئن على استقرارالبلاد , فكم سيحكم المجلس العسكرى مصر . لذلك اننى اقول لمن يتكالبون على الساحة السياسية الان يرغبون لانفسهم دورا , أقول لهم لقد طويت صفحة الزعامات من التاريخ حتى اشعارا آ خر , من كان يريد ان يكون زعيما فكان لزاما عليه ان يعمل بالسياسة فى عهد المخلوع وليس الان , فالحكام الجبابرة يظهرون الزعماء رغما عنهم . اما المرحلة القادمة فهى مرحلة تنظيمات وعمل جماعى بحت . والسؤال الاخير اسأله ايضا للمتكالبين على العمل السياسي : ترى لو ان المجلس العسكرى رفض ترك السلطة فهل سيظهر نسخا عديدة من المناضل مجدى احمد حسين ام سنعود الى مخابئنا ؟!