الحمد لله الذى أنزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا والصلاة والسلام على من خصه الله بيوم الفرقان ففرق به بين الحق والباطل وهو على كل شيء قدير ورضى الله عن آله وأصحابه الأشداء على الكفار الرحماء بينهم وبعد ففى أى شهر نحن إننا فى شهر الجهاد لكل ألوانه ففيه انتصر المسلمون على شهواتهم وشياطينهم نعم إننا فى رمضان انتصرنا على أنفسنا فَحُق لنا أن ننتصر على غيرنا فمن الذى لا يذكر الفرقان يوم بدر إذ كان منحة من الله لتك العصبة المؤمنة نتيجة لجهاد طال كثيرا حيث ارتفعوا فيه من الإنسانية المعروفة فزاحموا الملائكة طهراً وعفة فاستحقوا عناية الله لهم فتولى الله هذه المعركة فأدارها بنفسه كما اخبر القرآن عنهم فى سورة الأنفال فقال جلَّ من قائل "كما أخرجك ربك من بيتم بالحق وإن فريقا من المؤمنين لكارهون يجادلونك فى الحق بعد ما تبين كأنما ساقون إلى الموت وهم ينظرون" إنهم ليسوا كارهين للقاء عدوهم بل كانوا يتمنون هذا اللقاء منذ امد بعيد فقد حسبوها بالعقل البشرى فهم لا يعلمون الغيب لقد كانوا يتمنون أن لو كانوا اعدوا عُدتهم لهذا اللقاء الذى انتظره كثيرا لكن الله تبارك وتعالى لا تلزمه قوانين ولا تعجزه حسابات كحساباتنا فاذا اراد شيئا قال له كن فكان فقد خرجوا لشيء فعلم الله انهم خرجوا لشيء ليس من قيمتهم فاختار لهم ما يناسب جهادهم وما يليق مع مكانتهم نكتفى بهذه الاشارة الى تلك الغزوة اننا نريد من الله ان يحقق لنا ما حقق لهم لكننا تجاهلنا ما قدموه من تضحيات غوالن فكيف نطلب شيئا ما قدمنا ثمنه. فهؤلاء أخلصوا دينهم لله وتجردوا له فى كل أعمالهم لقد نصروا الله فنصرهم هلا تشبهنا بهم عسى أن نكون مثلهم فالله وعد المؤمنين فى كل زمان ومكان ما دامو على النهج السليم.
يوم حاول أن يصدق جنود مصر مع الله رأوا المعجزات المذهلة فى حرب رمضان الموافق لشهر أكتوبر وأخيرا وليس آخرا نقدم لأمتنا هذا النداء الإلهى الكريم.
( يا أيها الذين أمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم )