- لماذا يحاول الكيان الصهيوني بناء كم كبير من المستوطنات فى الضفة الغربية ؟. - كيف ساهمت معاهدة كامب ديفيد فى توحش الاستيطان ؟!. - ماذا قال رئيس القيادة القطرية لعصابات "الهاجاناة" عن الاستيطان ؟!. تعتبر إقامة المستوطنات في القانون الدولي بفروعه ، بالإضافة إلى نقل سكان الدول المحتلة إلى الإقليم المحتل ، مناقضة لكل المبادئ الدولية وميثاق الأممالمتحدة ، وجوهر الميثاق في هذه الحالة "يحظر على المحتل توطين سكانه في الأراضي المحتلة"، وهو ما أعادت التأكيد عليه العديد من قرارات الشرعية الدولية سواء في ذلك قرارات مجلس الأمن الدولي أو الجمعية وقد صدرت مجموعة من القرارات الشرعية الدولية بتأكيد ذلك وإنكار أي صفة قانونية للاستيطان أو الضم، وتطالب بإلغائه وتفكيك المستوطنات بما في ذلك الاستيطان بالقدس. وبالرغم من هذا ، فإن الكيان الصهيوني يصمم على إقامة المستوطنات في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة على الرغم من مخالفتها للقانون الدولي وللشرعية الدولية، حيث أن الفكر الصهيوني الاستيطاني قد اعتبر الأرض أحد أركانه الأساسية لمشروعه السياسي، وذلك من خلال استجلاب اليهود من بلدانهم الأصلية وإحلالهم محل الفلسطينيين في الأرض الفلسطينية وذلك بإتباعها كافة الأساليب في سبيل تحقيق غايتها بالسيطرة على الأرض وإفراغ سكانها منها. فقضية القدس تعتبر من أهم القضايا التي تم تأجيلها إلى مفاوضات الوضع النهائي حسب إعلان المبادئ في سبتمبر 1993، إضافة إلى مجموعة قضايا شائكة مثل المستوطنات واللاجئين، والحدود، والمياه، وجميعها قضايا نتجت عن حرب عام 1948، وإنشاء الكيان الصهيوني على 78% من مساحة فلسطين التاريخية، وحرب عام 1967 التي نتج عنها احتلال ما تبقى من أراضي فلسطين في - القدسالشرقية - والضفة الغربية وقطاع غزة، ومنذ عام 1948 ، وقضية القدس تتبوأ مكانة هامة في إطار القضية الفلسطينية و الصراع على الأرض. وتتعرض "الشعب" فى هذا التقرير للأثر السياسي و الأمني للاستيطان خاصة في مدينة القدس، ومدى شرعيته في ضوء القانون الدولي وبما تنطوي عليه من احتمالات ومخاطر. الاستيطان.. حجر الزاوية في الفكر الصهيوني قبل البدء في الحديث عن الاستيطان والمستوطنات، لا بد أن نوضح ما معنى الاستيطان والمستوطنات؟ ، الاستيطان هو اتخاذ بلد ما وطنًا يسعى إلى القضاء على وطن الغير ودخول عنصر أجنبي جديد بهدف الاستيلاء على جزء أو كل الأرض كما هو الحال في فلسطين. وعليه، فإن الاستيطان والمستوطنات الصهيونية يمثل ويجسد في نظر الفلسطينيين شرًا مستطيرًا وأنواعًا عديدة من التهديدات الخطيرة لهم ، وتمثل لليهود هدفاً لتحقيق السيطرة في فلسطين وإقامة دولة يهودية بدل الكيان الفلسطيني. وانطلاقًا من ذلك، يشكل الاستيطان حجر الزاوية في الفكر الصهيوني وهو الأساس التي تعتمده سلطات الاحتلال لإضفاء الأمر الواقع السكاني على توسعاتها العسكرية المتتالية ، ليصبح جوهر الصراع العربي الصهيوني. ويعتبر الاستيطان، الوسيلة والهدف للصهيونية ، حيث لم يقتصر على عملية البناء الصهيوني بل تلازم مع عملية هدم للمجتمع العربي الفلسطيني القائم، فإن الأخطار ليست مرحلية فقط، بل إنها تظل كامنة في المستقبل. فالصراع العربي الصهيوني من القضايا الشائكة التي احتلت مكانة واهتمامًا محليًا وإقليميًا ودوليًا كبيرًا منذ ظهور الكيان الغاصب على الخريطة السياسية في منطقة الشرق الأوسط نتيجة للحروب التي استمرت لسنوات طويلة أدت لاستيلاء الكيان الصهيوني على الأرض العربية. سياسة الضم الزاحف للأراضي العربية لم تبدأ خطة الاستيطان الصهيوني وتهجير الفلسطينيين مع عدوان 1967 أو مع الحكومات التي تعاقبت في حكم الكيان الصهيوني منذ عام 1948، إذ هما أساس الفكرة الصهيونية من أجل الاستيلاء على فلسطين بمثابة مستوطنات صهيونية ما لبثت أن تحولت إلى دولة بالقوة عام 1948. وأصبح الاستيطان أهم مهامها وأخذ زعماؤها استكمالًا للتوسع البشري يخططون لتحقيق التوسع الجغرافي وبعد عدوان 1967 تمسكت سلطات الاحتلال بمبدأ عدم العودة إلى حدود ما قبل النكسة وامتزجت الحجج الأمنية بادعاءات اقتصادية ودينية. ولتثبت التوسع الإقليمي شرعت في خلق حقائق استيطانية بشكل مكثف وذلك لإزالة حدود ما قبل 1967 ووصفت سياسة الزرع هذه بسياسة الضم الزاحف للأراضي العربية، وخاصة في مدينة القدس، حيث عملت حركة الاستيطان الصهيونية بها على حل مشكلتين رئيسيتين هما: "العمل على خلخلة الكثافة السكانية ، حفاظا على الأمن ، بتخفيفها عبر عدم السماح لهم بإعادة ترميم وتوسيع وبناء بيوتهم وإجبارهم على الرحيل إلى مناطق أخرى" و "الاستيطان على الأراضي الزراعية وإبعاد المزارعين عنها وإقامة المستوطنات والبؤر الاستيطانية عليها والطرق الالتفافية بغرض فرض الطوق الأمني وإجبار السكان الفلسطينيين على الرحيل" بالإضافة إلى مصادرة الأراضي بهدف بناء المستوطنات. الاستيطان.. تجمع سياسي لليهود من الشتات شكل الاستيطان الأداة الرئيسية للحركة الصهيونية في فرض سيطرتها السياسية بالتدريج على فلسطين منذ أواخر القرن التاسع عشر و لقد كانت حدود الاستيطان إضافة للقوة المسلحة تقرر إلى حد ما الحدود السياسية المقترحة للكيان الصهيوني. حيث قال "موشيه سنيه" رئيس القيادة القطرية لعصابات "الهاجاناة" في العام 1943 أن "الاستيطان ليس هدفًا في حد ذاته فحسب، بل أيضًا وسيلة الاستيلاء السياسي على فلسطين ، ولذلك يجب أن نسعى في آن واحد لإقامة مستوطنات عبرية سواء وسط المراكز السياسية والاقتصادية لفلسطين أو بالقرب منها أو حولها ، أو في تلك النقاط التي يمكن استخدامها مواقع طبوجرافية مشرفة أو مواقع رئيسية من ناحية السيطرة العسكرية على البلد والقدرة على الدفاع الفعال عنه، وإن كانت أهميتها الاقتصادية قليلة". وعليه إن بناء شبكة من المستوطنات في الأراضي الفلسطينية وفي القدس على وجه الخصوص، أمر له أهميته في الصراع العربي الصهيوني لأنها تتيح للكيان السيطرة على الأرض وتثبيت شرعية النظام السياسي لسلطات الاحتلال وتثبيت حدودها بالإضافة إلى جمع اليهود وتحييد الفكر السياسي لجماعات عاشت طويلا في الشتات. كما أنها تعتبرها ورقة لها وزنها في حالة التسوية، وخير مثال مستوطنة ياميت في مفاوضات الاستستلام "كامب ديفيد" وخطة الانفصال من جانب الكيان الصهيوني الخاصة بقطاع غزة التي هدمت جميع مستوطناته، بهدف إنهاء النزاع الفلسطيني الصهيوني، وبحيث يكون لكل مستوطنة معنى عندما يحين الوقت. هذا وقد ظل الاعتبار الاستراتيجي السياسي دائماً هو الاعتبار الرئيسي والاعتبارات الباقية كانت في فترة زمنية على قدر من الأهمية والآخر تقل أهميته وتختلف درجة الأهمية باختلاف الزمان والمعطيات، إضافة إلى تبنى الاستيطان قاعدة الوصلوالفصل أي وصل المستعمرات مع بعضها البعض وفصل المدن والقرى والتجمعات الفلسطينية عن بعضها البعض. ولاشك أن للقدس اعتبارًا سياسيًا مهما كما يدعي الصهاينة, هذا ما سوف يتضح في التقارير القادمة من خلال اطلاعنا على عدد من المشاريع و الأفكار التي طرحت من قبل زعماء من الحزبين الكبيرين في.