إذا نظرنا إلى تأريخ أسباب سرنكبات مصرالمتلاحقة، نجد كثيرها يكمن فى تعيينات المسئولين من خلال الصداقات، والمجاملات ، والوساطات، والقرابات - التوريث - والتى جاءت أخيراً، ب على عبد العال رئيساً لمجلس النواب، سوف يزول هذا العجب على الفور. على عبد العال، وأحمد البرعى، كانا مع عبد الأحد جمال الدين فى فرنسا فى بداية الثمانيات ، وكان وقتها عبد ألاحدجمال الدين، يشغل منصب المستشار الثقافى المصرى هناك ، بينما كان عبد العال والبرعى، ومعهما فاروق حسنى، من المقربين منه ومن أنجب تلاميذه ! ، كان فاروق موظفا بالسفارة، بينما كان عبد العال يدرس الدكتوراه .. ويلاحظ أن جميعهم بعد أن عادوا إلى مصر تولوا المناصب الوزارية. عبد الأحد تولى وزير شئون مجلس الشعب، كما تولى وزير الشباب والرياضة ، وفاروق حسنى تولى وزير الثقافة ، ومن بعدهما تولى أحمد البرعى وزارة القوى العاملة ، وهو بالمناسبة مهندس عقود بيع عاطف عبيد للقطاع العام ، وأخيرًا عبد العال رئيسا لمجلس الشعب. ولأن الشىء بالشىء يذكر ، ووزارة الثقافة أحتفلت بذكرى الفنانة الكبيرة أنجى أفلاطون ، نذكر هذه الواقعة التى تشير إلى التأثير الصهيونى على بعض المسئولين. ففى عام 1981، كانت إنجى أفلاطون تقيم معرضا فنيا فى باريس ، إلا أنها فوجئت بأن موقع معرضها الفني بباريس في وجود تخصيص جناحين في منتصف القاعة الكبرى "بالجران باليه" : أحدهما لمصر وآخرلإسرائيل يكادا أن يكونا متلاصقين تماماً مع تركيز معروضات إسرائيل وأفلام دعائية، عن عظمتها والقدس العاصمة الأبدية لها : وبيع "كتالوج" المعرض في ركن حافل بالملصقات والدعاية الصهيونية بينما المفروض أن يكون هذا الركن عاماً للمعرض وليس لأحد الدول العارضة!.. وثارت الفنانة انجى أفلاطون، وقدمت مذكرة احتجاج ضد فاروق حسنى الذى كان يشغل الملحق الثقافى المصرى، وذكرت في مذكرة احتجاجها : أنني أؤكد أن هذه الجمعية الفرنسية الصهيونية، قد استطاعت أن تحقق أغراضها السياسية من إبراز تعاون مصري إسرائيلي .. وأضافت لقد اتصلت عقب ذلك بالملحق الثقافي المصري فاروق حسنى، لأسجل احتجاجي على اشتراك مصر في هذا المعرض بالشكل المهين لكرامة التشكيليين المصريين، خاصة وأنني علمت أن المستشار الإعلامي الإسرائيلي، كان قد أقام مأدبة عشاء باسمه وباسم مصر– وبدون علمها – احتفالاً بهذا المعرض "المشترك"، مما أدى إلى احتجاج المسئولين المصريين على هذا التصرف .. وطالبت بالتحقيق، ومحاسبة سفارتنا بباريس، وعلى وجه الدقة الملحق الثقافي والمستشار الثقافي المصري آنذاك الدكتور عبد الأحد جمال الدين. وأرسلت لجنة الفنون التشكيلية مذكرة للسفارة المصرية بباريس، معبرة عن استيائها لموقف المسئولين المصريين عن النشاط الثقافي، والملابسات التي صاحبت اشتراك مصر في هذا المعرض. وبعد سنوات عاد كل من فاروق حسنى، وعبد الأحد جمال الدين ، ليشغلا مناصب "وزارية"!!.. ومرت السنوات وتولى أحمد البرعى أيضا موقع الوزير، والمعروف أنه صاحب ظاهرة تفتيت النقابات العمالية، والتصريح بنقابات مستقلة ، و منها نقابة الصحافة والإعلام " لصاحبها " السيد الشاذلى ، والذى يمنح كارنيه يحمل صفة صحفى واعلامى، دون التقيد بمؤهل أو كفاءة، أو أى شرط سوى دفع مبلغ على كل رأس ، وهو الذى يستضيفه أحمد موسى للحديث عن شئون الصحافة !. وتولى عبد العال رئيسا لمجلس النواب، وهو الذى فتح مزاد الهجوم على الصحافة والصحفيين، وأيد اقتحام النقابة .. ومن النكبات أنه تولى المنصب الهام، وذلك بعد اعتذار المستشار سرى صيام .. وابحثوا عن أسباب اعتذار صيام هتعرفوا من هو عبد العال؟.