كشف "المحامي الدولي"، محمود رفعت - رئيس المعهد الأوروبي للقانون الدولي - عبر مجموعة تغريدات نشرها على حسابه الرسمي بموقع التدوينات القصيرة "تويتر" حقيقة قانون جاستا، الذي أصدرته أمريكا لمعاقبة السعودية. وقال "رفعت": "ينظر الكثير ل قانون جاستا من منظور مالي وأنه سيكبد السعودية مليارات هائلة قد تصل لتريليونات لكن جاستا به أبعاد أعمق وأخطر من المال". وأضاف: "استخدام أوباما الفيتو ضد جاستا الذي صدقه الكثير لم تكن إلا أكذوبة فهو ملتزم بأجندة حزبية وحزبه أيد القانون بشبه إجماع وهنا مربط الفرس، غير أن حجم التأييد الذي حظى به قانون جاستا من كلا الحزبين الديمقراطي والجمهوري، مؤشر على أن الأمرإضافة لأخذ مال السعودية، يحمل خبايا أخرى". وتابع "رفعت" بقوله: "لم يتفق الحزبان الرئيسيان في أمريكا عبر التاريخ الا على أمور قليلة أحدها قانون_جاستا مما يحمل معه دلالات تتعدى مجرد أخذ مال السعودية، ويحكم العلاقات الدولية عاملان: أولا: تكافؤ القوى بين الدول، وثانيا مصالح كل دولة: ولم تسع دولة عربية لبناء دولة قوية لتتكافأ مع الخارج". وأكد أن: "العامل الثاني وهو المصالح، أمريكا لم تعد مصالحها رهينة بمنطقة الخليج وترى أن إيران أفضل ليس لمجرد امتلاكها البترول لكن كونها كفء أيضاً، غير أن إيران لا زالت مصنفة كدولة رعية للإرهاب، لكنها استطاعت بما بنت من قوة عسكرية، أن تتكافأ مع الغرب لذا عقد معها صفقات عدة ضحى بها بالعرب". واشار "رفعت" : "من تابع مناظرة هيلاري_كلينتون و ترامب سيجدهم اختلفوا بكل شئ الا بما يخص الخليج ووجوب حلب السعودية تحديدا وان اختلف أسلوب كل منهم، وتوافق كل سياسيي أمريكا على الوقوف ضد السعودية ظهر أيضا بوضوح بتصويت 97 عضو بمجلس النواب لصالح قانون ( جاستا ) مقابل رفض عضو واحد فقط". وأوضح: "كما شرحت سابقا سيفتح قانون جاستا الباب واسعا لتصنيف السعودية كدولة راعية للإرهاب ليس فقط في أمريكا بل في دول آخرى ستتطلع لمال السعودية، و إجماع سياسيي أمريكا ضد السعودية ، رغم ما قدمته من دعم مهول لأمريكا، عبر عقود رسالة لابد من قراءتها بالصورة الصحيحة أن أمريكا تدير ظهرها، ما يصم الكثير أذانهم عنه أن قبول إيران بالغرب قائم على فكرة محاربتها الإسلام السني المتطرف الممثل ب القاعدة و داعش وتموله السعودية". وأردف بقوله: "لم يعد خفي أن أمريكا اختارت إيران كحليف مستقبلي بعدما ورطت العرب وجعلتهم ينفقوا على داعش التي أقنعتهم أنه سيكون ظهير سني لهم، حيث يعيش كثير بحالة انكار بأحد طريقين أولهما أن قانون جاستا استهداف ل السعودية لعقيدتها والعلاقات الدولية لا تعرف عقائد بل مصالح وتكافؤ". وتساءل: "لو أن أمريكا تستهدف السعودية لسبب العقيدة، ما انتظرت حتى اليوم ثم كيف تتحالف السعودية معها لعقود وتضع بها تريليونات وهي تستهدف عقيدتها؟ الصورة الثانية لحالة إنكار الواقع التي يعيشها البعض هي صراخ بأنه سيكسر أنف إيران ولا أعرف (وهو لم يخبرنا) كيف وبماذا سيسحق دولة نووية؟ وأختتم "رفعت" تغريداته بقوله: "حان الوقت أن يبدأ العرب بتشييد بنية تحتية صناعية وزراعية ليأكلوا ويلبسوا من عمل أيديهم والا فإن مال البترول سيضيع بلا طائل". جدير بالذكر أن مجلس النواب الأميركي رفض بأغلبية كاسحة مساء الأربعاء الماضي الفيتو الذي استخدمه الرئيس الأميركي باراك أوباما ضد مشروع قانون يتيح لأقارب ضحايا هجمات 11 سبتمبر2001، بمقاضاة دول ينتمي إليها المهاجمون، وكانت نتيجة التصويت رفض 338 نائباً للفيتو مقابل 74 وهو أكثر من أغلبية الثلثين التي يحتاجها مجلس النواب لإسقاط الفيتو. وكان مجلس الشيوخ قد رفض الفيتو بواقع 97 صوتا معارضاً، مقابل صوت واحد مؤيد، الأمر الذي يعني أن تشريع "العدالة ضد رعاة الإرهاب" أصبح قانوناً.