جمعة الرحيل، جمعة الصمود، جمعة الانذار الأخير، جمعة الأسرى، صمتكم قلتنا، هي أسماء لأيام ثورية عربية شكلت ولازالت منعطفات تاريخية في مسار الأحداث الدراماتيكية في المنطقة العربية. السبت اليهودي وعلى طريق الجمعة المسلمة يتحول رويدا رويدا في ساحات المدن الصهيونيه إلى يوم ثورة احتجاج اجتماعي وأصبح له اسم دلالة، اليوم هو سبت (الحكومة تركت الشعب) حيث يتوقع وبناء على دعوة قادة حركة الاحتجاج الاسرائيلية ان يتجمع مئات الآلاف من الصهاينه وعلى وجه الخصوص من اليهود في ميدان (بماه) استعدادا لمسيرة ضخمة هي الثالثة منذ اندلاع الاحتجاجات تنتهي وفقا للمخطط بمسيرة تخط طريقها نحو الميدان المقابل لمقر الحكومة الصهيونيه في تل أبيب والمتشكل من تلاقي شارع (كبلان بيغن). وعلى غرار ميدان التحرير المصري يخطط المحتجون لنصب شاشات عرض ضخمة تبث الخطابات والكلمات التي سيردد بعضها آلاف الصهاينه المتوقع حضورهم. وكما انتقلت عدوى الثورات العربية الى الشارع الصهيونى فكرة وأسلوبا لم يبتعد نتنياهو كثيرا عن مقولة زعماء العرب المخلوعين الشهيرة والتي باتت سمة من سمات الثورات (لقد فهمتكم) كما قال زين العابدين التونسي او (لقد وعيت) كما حاول مبارك المصري التلاعب على الألفاظ والصيغ، فقد أطلق نتنياهو عبارة شبيهة حين قال (أني أهتم بكم وأتلمس مشاكلكم) دون ان تسعفه عبارته المنمقة في لجم الاحتجاجات أو التخفيف من حدتها. في غضون ذلك، فرضت شرطة الاحتلال أمس قيودا مشددة على دخول المصلين المسلمين الى المسجد الاقصى المبارك في مدينة القدسالمحتلة . وذكرت الاذاعة الصهيونيه ان قوات معززة من الشرطة انتشرت في ازقة البلدة القديمة والاحياء المجاورة لها في القدس. واوضحت الاذاعة انه سمح للرجال المتزوجين وأصحاب العائلات في سن 45 عاما وما فوق بدخول المسجد الاقصى في حين يسمح للنساء الامهات فقط في سن 30 الى 40 عاما بدخول الاقصى او للنساء في سن 45 عاما وما فوق. ويرفض الفلسطينيون هذه القيود التي يفرضها الاحتلال عليهم حيث يتوجه عشرات الآلاف منهم لاداء صلاة الجمعة في الشوارع والاماكن المحيطة بالمسجد الاقصى. وقالت الاذاعة الصهيونيه ان قوات معززة من الشرطة انتشرت صباح أمس بمحيط الحرم القدسي الشريف وفي أزقة البلدة القديمة من القدس حفاظا على النظام العام خلال صلاة الجمعة الاولى من شهر رمضان المبارك. من جهة أخرى، أصيب اربعة مواطنين فلسطينيين الليلة قبل الماضية وفجر أمس في غارات وقصف مدفعي اسرائيلي على مناطق مختلفة من قطاع غزة. وقال الناطق الاعلامي باسم اللجنة العليا للاسعاف والطوارئ في قطاع غزة ادهم ابوسلمية لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان ثلاثة مواطنين بينهم طفل اصيبوا في قصف الصهيونى على بلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة. وقصفت طائرات حرب الصهيونيه من طراز -اف 16- بصاروخين مزرعة للدواجن شرق بلدة دير البلح وسط قطاع غزة. وقصفت طائرات الاحتلال موقعا عسكريا لكتائب -الشهيد عز الدين القسام- الجناح العسكري لحركة حماس غرب دير البلح. فيما شنت طائرات استطلاع غارة ثالثة استهدفت حاوية قرب مدينة اصداء الاعلامية غرب مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة. وذكر ابو سلمية ان هذه الغارات على وسط وجنوب القطاع لم تسفر عن وقوع اصابات مباشرة، مشيرا الى ان عشرات الاطفال والنساء يصابون بحالات خوف وهلع نتيجة هذه الغارات المستمرة على القطاع. وأدت هذه الغارات الثلاث الى وقوع اضرار مادية جسيمة في الاماكن المستهدفة اضافة الى تضرر العديد من ممتلكات ومنازل المواطنين القريبة منها وذلك من شدة القصف. وذكرت محطات اذاعة محلية ان مجموعة من المقاومين الفلسطينيين نجت ايضا من قصف اسرائيلي استهدفها شرق بلدة جباليا شمال القطاع. واوضحت محطات الاذاعة ان طائرات الاحتلال استهدفت بصاروخ واحد على الاقل هذه المجموعة مشيرة الى اصابة احد المقاومين بجراح طفيفة في يده.