يلتقي قادة حركتي حماس وفتح الفلسطينيتين اليوم الثلاثاء لإجراء محادثات في المملكة العربية السعودية تهدف إلى وضع حد للاقتتال الداخلي وتذليل الصعاب أمام تشكيل حكومة وحدة وطنية. ومن المقرر أن يمثل حركة فتح الرئيس الفلسطيني محمود عباس, فيما يكون رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية ممثلا لحركة حماس, إضافة إلى الزعيم السياسي للحركة خالد مشعل, على أن تكون المفاوضات برعاية ولي العهد السعودي عبد الله بن عبد العزيز. وقد أعرب هنية عن أمله في أن يؤدي الاجتماع مع الرئيس محمود عباس إلى تشكيل حكومة وحدة. وقال خلال اجتماع حكومته الأسبوعي في غزة: "ربما تكون هناك عقبات، لكننا نؤكد أننا ذاهبون بنوايا حقيقية للتوصل لاتفاق فلسطيني-فلسطيني ينهي التوترات ويعزز الوحدة الوطنية". وتأتي المحادثات بعد أيام من الاقتتال بين أنصار الحركتين سقط خلالها 23 قتيلا على الأقل وأصيب العشرات, حيث تلقي حماس بالتبعة على من وصفته بتيار انقلابي في فتح يسعي لتأجيج الصراع. وكانت الجهود السابقة الرامية لوقف سفك الدماء بين الجانبين وإيجاد أرضية سياسية مشتركة تتمخض عن اتفاقات لوقف إطلاق النار ما تلبث أن تتهاوى سريعا مع تدهور الأوضاع على الأرض. هذا وقد نقل مراسل BBC عن قيادات فلسطينية في العاصمة السورية توقعاتها بان يسفر لقاء مكة، في أحسن الأحوال، عن هدنة عسكرية طويلة الأجل بين الجانبين. لكن قيادات أخرى تشير إلى أن السعودية لم تكن لتستمر بدعوتها للاجتماع لو لم تكن واثقة من قدرتها على فرض نوع من الحلول التي تؤدي إلى هدنة طويلة الأجل, تكون مرتكزا لحل سياسي دائم بين الجانبين. على نفس السياق أكدت مصادر إعلامية فلسطينية أن "محمد دحلان" القيادي بحركة فتح، وأحد أبرز القياديين في التيار الإنقلابى المنسوب للحركة، سوف يشارك مع وفد حركة فتح، المتجه إلى مدينة "مكة"، للحوار مع وفد حركة "حماس" برعاية خادم الحرمين الشريفين . وأبدى د. "إسماعيل رضوان" المتحدث باسم حركة حماس، استياء حركته من تضمين وفد حركة فتح لشخصية مثل "محمد دحلان"، الذي تعتبره حماس "زعيم الانقلابيين". وقال: كيف سنجلس مع شخص يقود التيار الانقلابي، الذي تسبب في حمام الدم، الذي شهدته الأراضي الفلسطينية مؤخرًا؟".