ألغت الكنيسة الأرثوذكسية إفطار الوحدة الوطنية، هذا العام، احتجاجًا على صعود التيارات الإسلامية في مصر في أعقاب ثورة 25 يناير، والتي قالت الكنيسة إنها ترفض فتح حوار معها. ونقلت "الدستور الأصلي" عن مصدر كنسي أن لقاءً جمع بين البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، والأنبا يوأنس السكرتير الشخصي للبابا، والأنبا أرميا، عضو مكتب سكرتارية المقر البابوي، وانتهى الاجتماع إلى إلغاء إفطار الوحدة الوطنية هذا العام. وأرجع المصدر إلغاء الإفطار إلى أن بابا الأقباط يرى أن الوضع الذي تعيشه البلاد غير مستقر وأنه من الصعب تحديد قائمة معينة للمدعويين، في ظل التغيير الوزاري الذي جرى مؤخرا وصعود التيارات الإسلامية، التي ترفض الكنيسة فتح حوار معها. وقال المصدر الذي لم تكشف الصحيفة هويته: "إن ظهور التيار الإسلامي بقوة فى جمعة توحيد الصف، دفع البابا لإصدار قرار بمنع الأساقفة من الظهور في وسائل الاعلام أو التعليق على الشعارات الدينية التي رفعوها في ميدان التحرير". يذكر أن هذه هي المرة الأولى التي تصدر فيها الكنيسة قرارا بإلغاء الإفطار احتجاجا على التيار الإسلامي. وأظهرت جمعة الإرادة الشعبية ووحدة الصف التي دعت إليها التيارات الإسلامية في مصر الثقل الكبير الذي تحظى به هذه التيارات والزخم الشعبي الواسع بين الناس، حيث نجحت في حشد أكثر من ستة ملايين شخص ملأوا ميدان التحرير عن بكرة أبيه، فضلا عن الشوارع الجانبية المتفرعة منه. هذا بالإضافة إلى جماهير الإسلاميين التي احتشدت في ميادين أخرى بمحافظات مصر، وأبرزها ميدان القائد إبراهيم بمدينة الإسكندرية شمال مصر. ووصفت جمعة الإرادة الشعبية بأنها الأضخم منذ تنحي الرئيس المخلوع حسني مبارك في 11 فبراير الماضي، فضلا عن القدرة العالية على تنظيمها والتزام جموع المحتشدين بتوجيهات قادة التيارات الإسلامية بعدم الاحتكاك بالمعتصمين في الميدان من أتباع التيارات الليبرالية. يذكر أن أول مواجهة بين التيارات الإسلامية والكنيسة المصرية ظهرت في استفتاء مارس الماضي، عندما تبنت التيارات الإسلامية تأييد التعديلات الدستورية بهدف الإسراع في الوصول لعملية الاستقرار، بينما تبنت الكنيسة الموقف الرافض لتلك التعديلات وكرست ما تملك من وسائل إعلام مدعومة من رجال أعمال أقباط في الدعوة إلى رفض التعديلات. لكن التيارات الإسلامية التي تحظى بشعبية واسعة لدى جموع المصريين نجحت في حشد الناس لتأييد التعديلات؛ الأمر الذي أحدث صدمة لدى الكنيسة المصرية والتيارات الليبرالية التي تبنت هي أيضًا موقف الكنيسة الرافض للتعديلات.
------------------------------------------------------------------------ التعليقات أبو احمد وعبده الإثنين, 08 أغسطس 2011 - 02:41 am أنا أعارض أنا موجود ما الذى يحزن الكنيسة عندما ترى الناس كلهم عن بكرة أبيهم اجتمعوا من أجل مصلحة الوطن ألم يرى كل عاقل ان لما خرج ابناء التيار الاسلامى معبرين عن انفسهم مريدين للاستقرار رافعين شعارات تدل على وجودهم ضمن طبقات المجتمع يحزن البابا واتباعه ؟ اذن أين الديموقراطية المزعومة