أصبح مستقبل قناة السويس على المحك، على الرغم من تأكيد بعض التقارير إلى عدم تأمين الخط الجنوبى المائى، الذى أعلنت عنه وكالات الأنباء الروسية والذى يحدد مجرى جديد موازى لقناة السويس، بعد أن أعلنت إيرانوروسياوأذربيجان عن إقدامهم على إنشاء مشروع ممر "الشمال ، الجنوب" الذي يعد من أضخم مشاريع النقل الدولية في القرن الحالي، حيث يربط آسيا الجنوبية وأوروبا، ويختصر الوقت بشأن نقل البضائع، ما سيلقي بظلاله على قناة السويس، ويتكون المشروع الجديد من ممر يبلغ طوله 7200 كيلومتر، ويربط شمال أوروبا بالهند، ودول الخليج العربي عبر إيران، وروسياوأذربيجان. وأكد خبراء، أن الممر الجديد سيسحب البساط من مصر، وأنه يعد بديلا واقعيا لقناة السويس، لافتين إلى أن المشروع كان قد طرح عام 2000 لكنه لم يحرز تقدما، بسبب العقوبات التي كانت مفروضة على طهران، وأن القمة الثلاثية في باكو شهدت إعادته إلى الحياة لأسباب سياسية واقتصادية، بسحب موقع "إرم نيوز" الإماراتي. وأضافوا أن الحكومة في أذربيجان أكدت أنها ستتحمل نصف مليار دولار لصالح الممر، حيث تحرص على تأسيس وضعها كمحور عالمي للنقل، وأن المصالح الاقتصادية لأذربيجان تتلاقى بشكل كامل مع المصالح الإيرانية والروسية. وأجمع الخبراء على أن سبب تأييد طهران للمشروع يتعلق بعدائها للمملكة العربية السعودية، وأنه منذ أن أعلنت القاهرة والرياض إقامة جسر يربط بينهما فوق البحر الأحمر، قررت طهران طرح مشروع الممر الشمالي الجنوبي، الذي سيختصر فترة عبور سفن البضائع من الهند إلى أوروبا إلى 14 يوما فقط، بدلا من 40 يوما تستغرقها السفن في المسار الذي يمر عبر قناة السويس، وهو ما يعني أيضا توفير نفقات طائلة. وذهب الخبراء إلى أن هناك دولا أخرى تهتم بالمشروع وربما تعلن عن مشاركتها فيه، وعلى رأسها تركيا، التي يوجه نظامها الحاكم انتقادات عميقة للنظام المصري بقيادة عبد الفتاح السيسي. وأشار الخبراء إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عرض على تركيا ان تنضم للمشروع في إطار التعاون الاقتصادي بين البلدين، كما أنه ما زال لا يعترف بنظام السيسي، وسيسعد بالإضرار بأحد أوجه الدخل الخاصة بحكومته. وتوقعت وكالة "تسنيم" الإيرانيةالجمعة الماضية، أن يؤثر هذا المشروع في حال إنشائه على قناة السويس المصرية، خاصة أن القناة الجديدة توازي قناة السويس من حيث الطبيعة الجغرافية، لكنها تختصر الكثير من الوقت، وتقلص النفقات المادية لنقل البضائع، كما أن مشروع ممر الشمال – الجنوب المتوقع إنشاؤه لا يقتصر على البعد البحري فحسب، بل يتضمن خطوط نقل برية وسكك حديد. واتفق الإثنين الماضي كل من إيرانوروسيا وأذربايجان على تكثيف المحادثات بشأن إقامة ممر الشمال-الجنوب للنقل، الذي سيمر جزء منه على طول الساحل الغربي لبحر قزوين من روسيا إلى إيران عبر الأراضي الأذربايجانية وصولًا إلى الهند. ويصل طول الممر، الذي سيربط بين مدينتي سان بطرسبورغ الروسية ومومباي الهندية، إلى 7200 كيلومتر، ومن المتوقع أن يقلص هذا الممر وقت وصول سفن من الهند إلى منطقة آسيا الوسطى وروسيا. ويهدف مشروع القناة الجديدة إلى نقل الشحنات والبضائع بالترانزيت من الهندوإيران، عبر بحر قزوين، إلى روسيا، ومنها إلى شمال وغرب أوروبا، حيث سيزداد تداول الشحنات بين بلدان الشرقين الأدنى والأوسط وكذلك الهند من جهة وبين أوروبا من الجهة الأخرى.