اتهمت منظمة حقوقية سورية السلطات السورية بأنها (كانت وراء تسريب أخبار غير صحيحة عن اقتتال طائفي في مدينة حمص وسط سورية)، وأكّدت أن (ما جرى في مدينة حمص خلال الثلاثة أيام الأخيرة ما هو إلا هجوم على المدنيين من قِبل الأجهزة الأمنية والجيش وكتيبة المهام الخاصة) حسب قولها ونوّهت المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان بأن أهالي المدينة يستنكرون (ما يحاول تسويقه مقربون من السلطات السورية من إشاعات عن اقتتال طائفي في حمص، وأشاروا إلى أن هذه الأخبار عارية عن الصحة، وأنّ ما يجري هو هجوم على المدنيين من الأجهزة الأمنية والجيش وكتيبة المهام الخاصة وبعضهم بالثياب المدنية) حسب تأكيدها. وأشارت المنظمة أمس الثلاثاء إلى (وقوع هجوم على أحياء القصور والغوطة والخالدية في المدينة، وعملية ترويع وإطلاق الرصاص العشوائي ونهب وسلب للمحلات، تم من قبل رجال الأمن وفرق الموت –الشبيحة- تلاها تمركز مدرعات في أنحاء مختلفة من المدينة)، إلى ذلك نقلت لجان التنسيق المحلية في المدينة أن (عدداً من لجان أحياء المدينة عقدت اجتماعاً طارئاً ضم ممثلين من كافة الطوائف استنكروا فيه الهجمات المسلحة من عناصر الشبيحة والأمن، وحملّوا الرئيس بشار الأسد شخصياً مسؤولية الشهداء والجرحى والأضرار)، وشددوا على أن (السوريين لن ينجرّوا وراء الألاعيب على الوتر الطائفي التي يقوم بها النظام)، كما أشاروا إلى أن الأحياء الموالية للنظام في حمص (تتبرأ من جرائم القتل التي يقوم بها ازلام النظام غير الشرعي، وتؤكد أن تأييدها للنظام كان من باب قيامه بالإصلاحات التي وعد بها، دون أن يعني ذلك الرضا عن جرائمه أو المشاركة بها، وأن سكانها لن يقبلوا بزج النظام بهم في وجه إخوانهم وجيرانهم)، وحذروا النظام من (انقلاب موقفهم من تأييده إذا استمر في سياسة القتل والإجرام) وفق تعبيرهم. مصرع 7 وجرح 40 من مشيعي قتلى حمص في غضون ذلك، أكد نشطاء سوريون مقتل سبعة وجرح 40 على الأقل في إطلاق قوات الأمن والشبيحة النار على مشيعي قتلى سقطوا في وقت سابق في مدينة حمص بوسط سورية. وأفادت التنسيقيات المحلية أن قوات الأمن قتلت بصورة عامة ما مجموعه عشرة أشخاص في حمص وثلاثة في بلدة القصير الحدودية مع لبنان، ولاسيما في ضوء حملة الاعتقالات التي تنفذ في منطقتي الزبداني وقطنا. وأوضح النشطاء أن من بين القتلى في حمص والدة أحد الشهداء المشيعين، كما أصيب شقيق له بإصابات خطيرة. وأشاروا إلى أن نحو 50 ألفا كانوا شاركوا في الجنازة في منطقة الخالدية بالمدينة.. وتم قطع الاتصالات الخليوية عن بعض أحياء حمص. مصادرة الجثث وأضافوا أن (بعض القتلى وضعوا في القبور، ولكن لم يتم ردم التراب عليهم ، إذ وصل رجال الأمن على الفور وهناك معلومات بأنهم أخذوا بعض الجثث، وذلك لمنع إحداث مقبرة عند جامع خالد بن الوليد، لما لها من تأثير معنوي). وكان إطلاق النار في المدينة قد بدأ في ساعة مبكرة من صباح امس، ما تسبب في حالة من الهلع. وكانت أحداث عنف خلفت مقتل ثلاثين شخصا قبل ثلاثة أيام في حمص، في حين حذر ناشطون من محاولة النظام إثارة فتنة طائفية بعد هذه الأحداث. وقال رئيس الرابطة عبد الكريم الريحاوي ان ما حدث السبت في حمص (مؤشر خطير للتفتت) الذي يهدد المجتمع. النزوح إلى لبنان الى ذلك، ذكر مراسلون في لبنان أن أكثر من 500 شخص عبروا الحدود السورية قادمين من مدينة القصير بمحافظة حمص، في حين لا يزال الجيش يتمركز عند أطراف مدينة البوكمال قرب الحدود مع العراق. وأفاد أحد النشطاء ان قوات أمنية وعسكرية ما زالت تنفذ عمليات في منطقتي الزبداني (جنوب) وقطنا (25 كلم جنوبدمشق). واضاف ان القوات عملت على إغلاق الزبداني وفصلها عن بلدتي عين حور وسرغايا الملاصقة للحدود اللبنانية، وقام العسكريون بتفتيش المنازل واعتقلوا أكثر من خمسين شخصا. كما شن الجيش اعتقالات في قطنا، واعتقل في الايام الثلاثة الماضية خمسمائة شخص بينهم الكاتب علي العبدالله وولده عمر. مفاوضات وفي البوكمال على الحدود السورية العراقية، جرت مفاوضات بين وجهاء ومثقفي المدينة وبعض المسؤولين لتجنب دخول الجيش المدينة. وقال رجا الدندل، أحد شيوخ عشيرة العقيدات، إن الوجهاء وبعض الأطباء والمثقفين التقوا بعض المسؤولين والقادة العسكريين الذين طالبوا بتسليم الأسلحة التي تمت سرقتها من مبنى المخفر ومديرية المنطقة، وبعض الأشخاص المطلوبين.