ذكرت تقارير صحافية جزائرية إن مواطنين بولاية سكيكدة، عثروا على منشورات تنصيرية وأقراص مضغوطة (سي دي) تدعو لاعتناق النصرانية، بالإضافة إلى مصاحف محرّفة للقرآن الكريم وعدد من نسخ الإنجيل؛ الأمر الذي دفع الشرطة إلى فتح تحقيقات موسعة لكشف لغز هذه المنشورات. وقالت صحيفة ""الخبر"" في عدد السبت (16 يوليو)، استنادًا إلى مصادر وصفتها ب"العليمة": إن المناشير التحريضية كانت تدعو إلى ترك الديانة الإسلامية واعتناق المسيحية، مع تقديم امتيازات وإغراءات مالية، منها تأشيرة الدخول إلى أوروبا. وتابعت الصحيفة تقول: "الغريب أن هذه المناشير التي عثر عليها المواطنون من حي محمود بولخصايم ببلدية القل غربي سكيكدة تم وضعها داخل مصاحف وتحديدا عند السور القرآنية التي عادة ما يكثر المسلم قراءتها مع شهر رمضان المبارك كسورة الرحمن والملك"، على حد قول الصحيفة. وأضافت الصحيفة أن تلك المناشير التنصيرية المكتوبة باللغة العربية اشتملت أيضًا على "عناوين إلكترونية وبرامج إذاعية تدور حول التعريف بعيسى عليه السلام". وبحسب "الخبر"، فقد تدخّل مجموعة من شباب الحي وقاموا بحرق تلك المنشورات وإخطار المصالح الأمنية التي فتحت تحقيقا في القضية لمعرفة مصدرها. وأكدت الصحيفة أن مصالح الأمن باشرت تحقيقات أمنية معمقة بخصوص القضية التي هزت المدينة. وتتعرض الجزائرة لحملة تنصيرية مسعورة، خاصة في المناطق النائية من البر الجزائري المترامي الأطراف. وتشير بعض الإحصائيات إلى أن التنصير في الجزائر يكاد يبتلع منطقة القبائل في الشمال بالكامل، وهي التي بدأ نشاط المنصرين فيها مبكراً بالتوازي مع احتلال الجزائر عام 1830م، وكذا بعض المناطق في الجنوب الجزائري. وضحايا حملات التنصير في الجزائر هم من الشباب الذين وقعوا في بئر الغواية والوعود ودسّ السم في العسل، وهم الذين يعانون من البطالة وقلة العمل وعدم القدرة على تكاليف الزواج والذين فرقتهم خلافات الفرقاء السياسيين في بلادهم، فأغراهم المنصرون بالعمل والمال كطوق نجاة من جحيم البطالة والفقر والصراعات الداخلية. ويأخذ التنصير في الجزائر بعدًا إثنيا وسياسيا، حيث يلعب المنصرون في شمال الجزائر على وتر الانفصال الذي ترفعه حركات أمازيغية لللتنصير بين الجزائريين هناك، فيما لعبوا في الجنوب على وتر الفقر وتردي الأحوال الاجتماعية والاقتصادية لتنصير الجزائريين، بينما ركزوا في ولايات أخرى تعاني من العنف الأمني والقتال بين أبنائها على تهجير أبنائها لتنصيرهم في الغرب.