سادت حالة من الغضب بين أبناء مؤسسة الأزهر، عقب قرار مختار جمعة، وزير الأوقاف بحكومة العسكر، بتشكيل لجنة علمية لاعداد وصياغة موضوعات خطب الجمعة مع الاستمرار في توحيدها، وتعميمها مكتوبة. وقالوا أن "جمعة" يريد من أبناء الأزهر أن يكونوا ك"البغبغوات"، يرددون ما يرده متغاضيًا علمهم، وأشاروا إلى أنه لا يوجد شئ يدعى الخطبة الموحدة، فأساس الخطبة يجب ان يتوافق مع مشاكل المنطقة التى بها المسجد وليس غير ذلك. عيب كبير فى حق أبناء الأزهر وحسب استطلع آراء لعلماء أزهريين للوقوف على مدى إيجابية وسلبية القرار قال الشيخ عبد الحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوى بالأزهر الأسبق إن توحيد خطبة الجمعة مكتوبة هي عيب كبير في حق علماء الدين بمصر وأبنائها خريجي الازهر الشريف وهو قرار غير مدروس بالمرة ولن يفيد لأنه سيحول الخطيب او الإمام الى ببغاء يردد ما كتب له في الورقة كما ان هذه الخطبه قد تصلح في مكان ولا تصلح في مكان آخر ومهمة المنبر هي معالجة مشاكل الحي او المنطقة. وأضاف "الأطرش" تعليقا على قرار وزراة الأوقاف بتوحيد الخطبة مكتوبة قائلا: إن ثقافة المجتمع تختلف في الصعيد عن المدن والقرى فما يصلح في الصعيد لا يصلح في منطقة أخرى وما يصلح في القرية لا يصلح للمدينة لافتا الى ان توحيد فكرة الموضوع او الخطبة كان أقل ضررا من توحيد نصها مكتوبة لأنه بذلك تكون وزارة الأوقاف قد قتلت الإبداع والابتكار عند الإمام او الخطيب فهو قرار لا فائدة منه على الإطلاق فالخطبة اذ لم تعالج ظاهرة او مشكلة فلا قيمة لها على الإطلاق. وعن ضعف مستوى الخطيب أكد الأطرش أنه كان على وزير الأوقاف من باب أولى إقصاءهم من المنبر ومنحهم دورات تدريبة أو تحويلهم الى أعمال إدارية وتصعيد الأكفاء فقط ووقف المجاملات والمحسوبيات والوسائط في اختبارات الخطابة. مخالفة صريحة للسنه النبوية ومن جانبه قال الدكتور أحمد كريمة استاذ الفقه بجامعة الأزهر: هذا القرار مُهين لبلد الأزهر الشريف لأن المأثور عن سيدنا النبي "صلى الله عليه وسلم" وخلفائه الراشدين رضوان الله عنهم والعلماء والدعاة في كل زمان ومكان ارتجال الخطبة وعدم كتابتها ونقل هذا العمل الرائد عبر الأجيال إلى أن ابتدع الساسة في منطقة الخليج كتابة الخطب لأمور سياسية معينة. بدعة مرزولة وأضاف "كريمة" أن هذه البدعة المرزولة أدت إلى قتل الابتكار ووأد الارتجال فصار الخطباء مجرد قارئي لنشرات إخبارية فلا تواصل ولا تفاعل مع الجمهور وسار الأداء رتيبًا مُملًا.. مشيرًا إلى أن هذا إن صلح في بلاد فيها سياسات استبدادية لنظم الحكم السياسية لا تليق بمصر الأزهر والتاريخ الإسلامي. الخطبة الموحدة تقتل كليات الشريعة بجامعة الأزهر وأشار أستاذ الشريعة إلى أن ما أقدمت عليه وزارة الأوقاف يعد وأدًا لفن الخطابة وهذا يؤدي إلى عدم الحاجة إلى كلية وأقسام الدعوة الإسلامية ولا إلى مهارات الخطابة ويمكن إسنادها إلى أي حامل أي شهادة ولو أصحاب الدبلومات.