تنطلق مساء اليوم الجمعة مباراة تجمع بين منتخبي فرنسا ورومانيا على ستاد ستاد دو فرانس ضمن مباريات كاس أوروبا 2016 الحدث الرياضي الثالث من حيث في الأهمية في العالم ، وسط مخاوف من وقوع اعتداء كالتالى شهدتها فرنسا قبل عدة أشهر. وتدور تساؤلات ما اذا كان عشاق كرة القدم سيتمكنون من التوجه دون مشاكل إلى سان دونيه أو الى مداخل باريس بينما لا تزال حركة السكك الحديد تشهد اضطرابات بسبب الاضرابات المستمرة منذ عشرة ايام. وتحول ستاد دو فرانس الذي يتسع لنحو 80 الف مشجع وهو ذو اهمية رمزية كبرى للفرنسيين الى رهان في الازمة الاجتماعية التي تهز البلاد بسبب الاحتجاجات على تعديل قانون العمل. دو فرانس في مساء يوم 12 يوليو من عام 1998 رفع كابتن المنتخب الفرنسي وقتها زين الدين زيدان كأس العالم على نفس الملعب ، وفي عام 2014 تاهل منتخب ديدييه ديشان إلى مونديال 2014 بفوزه 3-صفر على اوكرانيا في 19 نوفمبر 2013. في هذا الملعب ايضا فجر انتحاريون انفسهم ضمن اعتداءات 13 تشرين الثاني/ نوفمبر 2015 التي اوقعت 130 قتيلا في قلب باريس. أحلام وامنيات ويأمل مشجعو كرة القدم الفرنسية رؤية ديدييه ديشان يرفع كاس اوروبا على الملعب بالذات، كما فعل عندما كان لا يزال لاعبا الى جانب زيدان في العام 1998. لكن بغض النظر عن البطل المقبل في كاس اوروبا 2016 فان انطلاق البطولة ال15 يفتقر إلى أجواء الاحتفالات المرجوة والتى اعتاد عليها منظمي "يرور" في كل نسخه لها. ففرنسا تعيش ساعات مضطربة على الجبهة الاجتماعية تعزز صورتها في الخارج بانها بلد يعاني من الاضرابات باستمرار، فيما بهت بريق عاصمتها باريس بسلال مهملاتها الطافحة، احدى التبعات المباشرة للاضطرابات في البلاد. الكرة السياسية وفي سياق متصل اكد الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند أن الدولة ستتخذ كل التدابير اللازمة في مواجهة الاضرابات التي تسبب اضطرابات في البلاد عشية افتتاح مباريات كاس اوروبا لكرة القدم داعيا كل شخص الى تحمل مسؤولياته. ولم يستبعد رئيس الوزراء مانويل فالس أي فرضية لنقل المشجعين إلى ستاد دو فرانس بينما هدد عمال شبكة السكك الحديد بتنفيذ اضراب على الخطوط التي تؤمن حركة النقل إلى الملاعب. الا ان زعيم الكونفدرالية العامة للعمل، راس حربة التعبئة الاجتماعية ضد تعديل قانون العمل، سعى الى التهدئة قائلا أنه ليس واثقا من ان عرقلة المشجعين هي الصورة الافضل التي يمكن اعطاؤها عن الكونفدرالية العامة للعمل. فرنسا.. اضرابات وبطولات وتواصل نقابات الطيارين في شركة اير فرانس ضغوطها، واعلنت اضرابا بين 11 و14 يونيو الحالي كما يصادف 14 منه يوما مقررا لتظاهرة في مختلف انحاء البلاد ضد تعديل قانون العمل، وموعد خوض مبارتي النمسا والمجر في مدينة بوردو جنوب غرب البلاد، والبرتغال وايسلندا في مدينى سانت اتيان . الا ان التنظيم كان جيدا في حفل منسق الموسيقى ديفيد جيتا مساء الخميس عندما احتشد اكثر من 80 الف شخص اسفل برج ايفل في اجواء احتفالية بعد تفتيش امني مطول. مخاوف وقوع اعتداء لكن المخاوف الاكبر لا تتعلق باحتمال البلبلة في وسائل النقل خلال مباريات كاس اوروبا بل من وقوع اعتداء. وهذا القلق ماثل في كل المناقشات وحتى على الهواتف الذكية عبر توفير الحكومة تطبيق انذار اعتداء. وسيتعين على مشاهير الكرة على غرار كريستيانو رونالدو حائز الكرة الذهبية ثلاث مرات التكيف مع الانتشار الامني الكثيف المخصص لضمان امنهم. والامال المعلقة على المنتخب الفرنسي كبيرة اذ عليه مواجهة ارث الماضي والمقارنة التي لا يمكن تفاديها مع زيدان او ميشال بلاتيني الذي فازت تشكيلته بكاس أوروبا 1984 ايضا على أرض ذات الملعب.