كشفت ندوة "استخدام مياه الصرف الصحي في إنتاج الوقود الحيوي" ، التي عقدت بنادي هيئة تدريس جامعة الأزهر، عن أسباب إصابة بعض المصريين بالسرطان والفشل الكلوي وأمراض فيرس سي. إذ أكد الدكتور محمد ابوهاشم، نائب رئيس جامعة الأزهر، إن 50 % من الفاكهة والخضراوات التي تورد لسوق العبور تروي بمياه الصرف الصحي ببحر البقر دون معالجة. وقال إيليا ثروت باسيلى، عضو لجنة الصحة بمجلس نواب العسكر، تعليقا على تصريحات أبو هاشم بحضور وزير الرى، "دى تصريحات كارثية وأن ذلك يمثل أثار وخيمة على صحة المواطن وموازنة وزارة الصحة، وكده بنقتل الناس بالبطىء". وأضاف "باسيلى" فى تصريحات ل"برلمانى"، أن استخدام مياه الصرف الصحى فى رى الخضار والفاكهة، يجب أن يخضع إلى معالجة ويجب إخضاعها إلى اختبارات وتجارب دقيقة، قائلا: "إحنا بنتسائل ليه عن كثرة مرضى السرطان وفيروس c ومرض الفشل الكلوى مع وجود خضار وفاكهة يتم ريها بمياه الصرف الصحى". أما الدكتور محمود محمد عمرو، أستاذ الأمراض المهنية بكلية الطب ومؤسس المركز القومي للسموم الإكلينيكية، فيؤكد أن "هذه المياه الملوثة تحتوي على النيتروجين الذائب الذي يتأكسد إلى نترات وهو ما يسبب مشاكل صحية كبيرة للإنسان؛ حيث يصل أيون النترات والنتريت مع مياه الري أو الصرف وتختزنه بعض النباتات في أنسجتها بنسبة عالية مثل "الكرنب والسبانخ والفاصوليا والخيار والخس والجرجير والفجل والكرفس والبنجر والجزر"، ما يفقدها الطعم وتغير لونها ورائحتها، وتنتقل النترات عبر السلاسل الغذائية للإنسان فتسبب فقر الدم عند الأطفال وسرطان البلعوم والمثانة عند الكبار". وتابع: "العناصر الثقيلة الموجودة فى هذه المياه مثل النيكل والرصاص والمنجنيز والكوبالت والزئبق والكادميوم والسلينيوم والفلورايد، تؤثر على المخ والأعصاب والغدة الدرقية والقلب وأمراض الصدر والدم والفشل الكلوي والأسنان واللثة". مياه الصرف الصحي تحوي اكثر من 15 مرضا خطيرا مميتا واثبتت الابحاث على ان مياه الصرف الصحي تحتوى على ميكروبات عديدة ( خصوصا المسببة لامراض التيفود والباراتيفود والكوليرا والدوسنتاريا والنزلات المعوية وكذا فيليام الممرضة ( مثل الاسكارس وغيره بالاضافة الى الفيروسات المسببة للامراض الخطيرة ويتراوح عدد الميكروبات الممرضة فى المياه قبل معالجتها الى 510 – 710 خلية ميكروبية فى كل سنتيمتر مكعب مياه وبعد المعالجة ينخفض عددها بنسبة 90 – 99% كما ان العديد من المسببات المرضية والموجودة بالمياه يستمر نشاطها ومدة بقاتها بالتربة الى عدة اسابيع او شهور كما تنتقل تلك الميكروبات الى المحاصيل المزروعة مما يزيد انتشارها واصابة الانسان والحيوان بها . ويتوقف ذلك على عوامل كثيرة مثل : نوع التربة والمحتوى الروبي بها وحموضة التربة ونوع المحصول المزروع ودرجة حرارة الموسم الزراعي وكميات الاسمدة المضافة. وتصنف المياه الى ثلاثة اقسام هي: المياه البيضاء (وهي المياه الصالحة للاستخدام الادمي) والمياه الرمادية(وهي المياه المعالجة والتي تستخدم للري) و المياه السوداء (وهي مياه الصرف الصحي). ومياه الصرف الصحي تحوي اكثر من 15 مرضا خطيرا مميتا نتيجة لاحتوائها على أنواع كثيرة من الكائنات الحية الدقيقة كالبكتيريا والطفيليات والفيروسات بالاضافة للمعادن الثقيلة والمواد السامة المستخدمة في الغسيل والنظافة مما يهدد بكارثة صحية وبيئية لا علاج لها. وتزداد خطورتها إذا كانت هناك نسبة عالية من المرضى في المجتمع الذي خرجت منه مياه الصرف الصحي كالمستشفيات مثلاً.. والميكروبات في مياه الصرف الصحي كثيرة كما اسلفنا ومنها أنواع من البكتريا المرضية وتتواجد بتركيزات عالية ومنها الهوائية واللاهوائية، وعلى سبيل المثال بكتيريا السالمونيلا المسببة لمرض التيفود والباراتيفويد والنزلات الحصوية الحادة وبمعدل قد يصل إلي 8 آلاف خلية في كل مائة ملليتر مياه، حيث ثبت أن نحو واحد في الألف من السكان يخرجون السالمونيلا مع فضلاتهم، وهناك أيضا "الشيجلا" المسببة للدوسنتاريا والدوسنتاريا الباسيلية والإسهال ويسهل انتشارها بسرعة بين المعرضين لمياه الصرف الصحي وهي بكتيريا طويلة العمر. وهناك أيضا مايسمي بالبكتيريا الانتهازية، وهي عدة مجموعات وتصيب بشكل خاص الأطفال وكبار السن والضعاف، وتنتشر من خلال فضلات الإنسان مما يصعب السيطرة عليها، كما أن هناك الفيروسات المرضية التي تتكاثر في القناة الهضمية وتصيب الجهازين التنفسي والهضمي وتسبب الالتهابات والشلل. ومن امثلة الطفيليات طفيل "جيارديا" الذي ينتشر بالصرف الصحي وهذه الطفيليات تهاجم خلايا الأمعاء وتتكاثر بها. وتعتبر الدراسات مياه الصرف الصحي أحد مصادر التلوث المائي، وأحد المصادر الخطرة ففضلاً عن احتواءها على كميات هائلة من الميكروبات فهي تحتوي على المركبات العضوية والكيميائية كالنترات وسوائل التنظيف والزيوت بأنواعها والأدوية والمطهرات.. إن تأثير تلك المياه خطير جداً لما تحتويه من مواد خطرة.. فالنتروجين الذائب يتأكسد إلى نترات ويسبب الأمراض للإنسان حيث يصل أيون النترات والنيتريت مع مياه الري أو الصرف، أو تخزينه في بعض النباتات من أنسجتها بنسبة عالية مما يفقدها الطعم وتغير لونها ورائحتها، وتنتقل النترات عبر السلاسل الغذائية للإنسان فتسبب فقر الدم عند الأطفال وسرطان البلعوم والمثانة، وأوضحت الدراسات أن التربة الملوثة بمياه الصرف الصحي تختلف عن التربة الطبيعية، لاحتوائها على نسبة عالية من تركيزات الملوثات مثل النترات والفوسفات والكبريتات، علاوة على وجود تراكيز عالية من العناصر الثقيلة الضارة ذات الخطورة مثل الماغنيزيوم والنحاس والنيكل والزرنيج، والتي تؤدي إلى تلوث المياه الجوفية والسطحية أثناء مواسم الأمطار، وكذلك تلوث النباتات والمزروعات . وقد تؤدي إلى الأمراض التي تصيب كل الأجهزة بالجسم، فهي تؤدي إلى إسهالات وآلام في البطن وجفاف في الجسم خاصة الأطفال، والتهاب في عضلة القلب وأمراض بالجهاز التنفسي تؤدي إلى ضيق في التنفس وكحة، وقد تؤدي إلى فشل في التنفس وإصابة بالدرن.. كما أنها تسبب التهاب بالجلد والحلق واتضح من عمليات الاستقصاء الوبائي أن النساء والأطفال والمسنين أكثر الفئات عرضة لهذه الأمراض. مياه الصرف الصحي تقتل الأسماك كما شهدت بحيرة مريوط غرب الإسكندرية، نفوقا للأسماك وخروجها على الشاطئ بمنطقة القباري ومينا البصل، بسبب تسرب مياه الصرف الصحي إلى البحيرة. جاء ذلك عقب عثور صيادي البحيرة على نفوق جماعي للأسماك، وخروجها على الشاطئ بسبب اختلاط مياه البحيرة بالصرف الصحي ومياه الأمطار. يأتى هذا فى الوقت الذى أصاب الصيادين والمنطقة المحيطة بالبحيرة، بحالة من الذعر والهلع الشديدين جراء الكارثة البيئية التى حلت بالبحيرة والتى تعد المتنفس الطبيعى الوحيد من المياه العذبة والأسماك ل5 محافظات.