قالت وكالة "أسوشيتد برس" إن مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني في القاهرة أفسد العلاقات بين مصر وإيطاليا، حيث تزايدت الشكوك إزاء قيام الشرطة المصرية – التي طالما اتهمت باستخدام التعذيب والاعتقالات السرية – باختطاف الطالب البالغ من العمر 28 عاما وقتله. وأضافت الوكالة، في تقرير لها، ترجمه "بوابة القاهرة"، إن المسؤولين المصريين وعلى رأسهم عبد الفتاح السيسي نفوا تورط الشرطة في قتل الطالب، لكن في الأشهر التي تلت عملية القتل، كثفت الحكومة الإيطالية ضغوطها للحصول على إجابات. وتابع التقرير: إن الشهر الماضي شهد تحولا مفاجئا في القضية حين أعلنت الشرطة المصرية انها قتلت عصابة من خمسة رجال مصريين قالت إنهم متخصصين في خطف وسرقة الأجانب، والعثور على جواز سفر ريجيني في منزل شقيقة زعيم العصابة، وبذلك أعلنت وسائل الإعلام الحكومية العثور قتلة ريجيني. لكن على الفور قوبلت تلك المزاعم بالرفض من قبل المسؤولين الايطاليين لافتقادها المصداقية، وقال التقرير إن روايات شهود وأفراد العائلة الذين قابلتهم وكالة "أسوشيتد برس" تثير مزيدا من الشكوك حول الرواية الرسمية لوزارة الداخلية التي قالت إن قوات الأمن قتلت 5 من أفراد العصابة كانوا داخل حافلة صغيرة في اشتباك بالأسلحة النارية. واعتبرت أن إطلاق النار عليهم وقتلهم يضيف طبقة جديدة من الغموض الذي يحيط بقتل ريجيني. لكن شهود عيان يقولون إن الرجال كانوا غير مسلحين وحاولوا الفرار بعد أن أطلقت الشرطة النار عليهم، وبعدها صادرت الشرطة لقطات من الكاميرات الأمنية بالقرب من الحادث. ويقول أقارب الرجال إنهم كانوا عمال طلاء منازل كانوا يتوجهون إلى عملهم في التجمع الخامس. ونقل التقرير عن رشا طارق سعد، التي كان زوجها وشقيقها ووالدها من بين القتلى، قولها: "أنا أتهم وزارة الداخلية بمحاولة التستر على جرائمهم بقتل عائلتي. أريد حقوق عائلتي". وتحدثت وكالة أسوشييتد برس" مع 6 شهود في التجمع الخامس، فضلا عن ستة من أقارب القتلى والمحامين. ولم تظهر أي لقطات فيديو لإطلاق النار، لذلك لم يتسن التحقق من رواياتهم بشكل مستقل. وتم إلقاء القبض على عدد من أفراد الأسرة الآخرين، ويقول محاموهم إنه لم يسمح لهم برؤية تقارير المحققين حول إطلاق النار. وقال اثنان من الشهود لوكالة أسوشيتد برس إن الرجال الخمسة لم يكونوا مسلحين، وأن 7 سيارات شرطة حاصرت حافلة صغيرة كانوا يستقلونها وأطلقوا النار عليها في حوالي الساعة السادسة صباحا. وقال أحد الشهود إنه بينما كانت الشرطة تمطر السيارة بوابل من الرصاص قفز عدد من الرجال للخارج وهموا بالفرار قبل أن يتم قتلهم بالرصاص بدم بارد. بعد ذلك، صادرت الشرطة لقطات من كاميرات المراقبة من المنازل المجاورة، حسب قول اثنين من شهود فضلا عن أربعة آخرين شاهدوا ما حدث في أعقاب النار. وأضافوا إن الجثث تركت في الشارع لنحو 10 ساعات.