أعلن سياسيون ووسائل إعلام إيطالية عن تشككهم بالرواية المصرية الأخيرة حول مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني. وكانت السلطات المصرية قد أعلنت أنها عثرت على قتلة ريجيني، الذي عثر على جثته في القاهرة الشهر الماضي. وأوضحت الشرطة المصرية أنها عثرت على متعلقات تعود للطالب الإيطالي القتيل لدى أحد أعضاء عصابة إجرامية قتل في حادث اطلاق نار في وقت سابق أول أمس الخميس بحسب ما ذكرت وكالة البى بى سى. وأضافت أن العصابة كانت متخصصة في عمليات اختطاف الاجانب متنكرة بأزياء رجال الشرطة. ولم يصدر رد فعل إيطالي رسمي على التصريحات المصرية، لكن سياسيين سابقين ووسائل إعلام شككوا بها، وطالبوا بالكشف عن الحقيقة. وقال متحدث باسم رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي "الحكومة الإيطالية تطالب بان يكشف التحقيق ملابسات مقتل ريجيني بدون شك او غموض". وكتب النائب أليساندرو دي باتيستا موجها حديثه إلى وزير الخارجية باولو جانتيلوني "هل تريد أن تقول شيئا عن الروايات المصرية المتتابعة أم أن النفط أهم من مقتل مواطن إيطالي؟" ومن جانبه ،قال رئيس الوزراء الإيطالي السابق إنريكو ليتا "أنا آسف، لست مقتنعا بالرواية المصرية. لا تتوقفواعن المطالبة بكشف الحقيقة". وعقب النائب فرانسيسكو فيرارا، عضو لجنة الأمن في البرلمان الإيطالي قائلا، إنه لا يفهم، إذا كانت العصابة تستهدف الضحايا لسرقة متعلقاتهم، لماذا قامت بتعذيب ريجيني بهذه البشاعة. ونسبت وكالة أنباء ANSA للنائب قوله "يجب أن لا تصدق الحكومة الإيطالية هذه القصة التي تبدو مفتعلة". من جانبهم، وصف اكاديميون بريطانيون الرواية المصرية حول مقتل ريجيني بأنها "غير قابلة للتصديق." وطالب الاكاديميون باجراء تحقيق في مقتل طالب الدراسات العليا في جامعة كمبريدج. وقال الدكتور اندريا تيتي، المحاضر في جامعة ابردين الاسكتلندية إن الرواية الرسمية القائلة إن ريجيني قتل على ايدي عصابة اجرامية "تعد احدث واكثر رواية غير قابلة للتصديق في سلسلة طويلة من الروايات المصرية الرسمية المثيرة للاستخفاف." اما الدكتور جون تشالكرافت، الاستاذ المساعد في قسم الحاكمية التابع لكلية لندن للاقتصاد فقال "إن الادعاء القائل إن عصابة اجرامية اختطفت وعذبت وقتلت جوليو غير قابل للتصديق من اساسه وغير محتمل." وكتب 6 من اساتذة جامعة كمبريدج الى السفارة المصرية في القاهرة مطالبين باجابات حول مقتل ريجيني. ولم يقتصر التشكيك على الإيطاليين والبريطانيين فقط، فقد وصف الناشط المصري وائل غنيم الرواية الأخيرة للشرطة المصرية بأنها "خفيفة الدم" وتابع "بعد أن عذبوه وقتلوه احتفظوا بجواز سفره وهويته كتذكار". وقالت رباب المهدي وهي مدرسة جامعية وصديقة لرجيني إنها حزينة بسبب مقتل 4 أشخاص بذريعة قتلهم لريجيني. وصرح أحمد ناجي، النائب العام في قضية ريجيني لوكالة أسوشييتد برس إن النيابة تحقق في ادعاءات الشرطة. وقد اختفى ريجيني في الخامس والعشرين من يناير الماضي ثم عثر عليه بعد تسعة أيام مقتولا وعلى جثته آثار تعذيب في أحد الطرق الصحراوية بالقرب من العاصمة المصرية. وأعلنت السلطات المصرية أنها تلقت بلاغات سابقة بسرقة مبالغ نقدية ومتعلقات شخصية لعدد من الأجانب المقيمين في مصر ومصريين على يد أفراد هذه العصابة من خلال انتحال صفة ضباط شرطة.