أبلغ مدير "مركز الديمقراطية وحقوق الإنسان" في جينيف أنور الغربي، وكالة "قدس برس"، أن عددا من المنظمات الحقوقية في سويسرا، تقدمت بعريضة للأمم المتحدة في جينيف بشأن تصريحات السيسي المتناقضة مع المواثيق الدولية ذات الصلة بحقوق الإنسان. وقال الغربي في تصريحات خاصة ل "قدس برس": "إن عددا من المؤسسات الحقوقية قدمت عريضة للمقررين الخاصين المعنيين بالتعذيب والاختفاء القسري وحرية التعبير في مكتب الأممالمتحدة بجينيف، وكذلك في مكتب المفوضية ومجلس حقوق الانسان والهيئات المنبثقة عن المعاهدات التي وقعت عليها مصر مثل العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية واتفاقية المضاد على كل أشكال التمييز واتفاقية مناهضة التعذيب. وتأتي العريضة لإدانة ورفض تصريحات السيسي التي قال فيها بأن (المنطقة التي نعيش بها منطقة مضطربة للغاية ولا يمكن للمعايير الأوروبية أن يتم قياسها ويتم النظر لها في ظل الظروف التي تمر بها دول المنطقة بما في ذلك مصر)". ورأى الغربي أن "هذه تصريحات خطيرة وغير مسبوقة، وفيها احتقار وازدراء لشعوب المنطقة". وأضاف: "هي بمثابة دعوة للكراهية وتجعل هذه الشعوب عرضة للانتهاكات والمعاملات المهينة وترهيبهم وتشجع الأمن والجيش والقضاء للتمادي في الانتهاكات". وذكر الغربي، أن العريضة تضمنت الإشارة إلى عدد من الانتهاكات الحقوقية في مصر، لجهة توسع ظاهرة الاعتقال التعسفي، والحرمان من الحرية، وطول مدة الإيقاف، وغياب الحقوق الاجتماعية والسياسية، والإيقاف بدون إجراء إداري أو قضائي وتكرر صدور أحكام بالإعدام دون إجراءات قانونية". وأضاف: "اعتمدنا في العريضة على القانون الدولي، الذي يجرم الاعتداء على حقوق الإنسان، وطالبنا بإصدار قرارات واضحة وملزمة بالإفراج عن المعتقلين السياسيين وإنصافهم وتعويضهم ومحاسبة المسؤولين وفتح الباب لممارسة الرقابة والتوعية في صفوف القضاء والأمن". ودعت العريضة إلى "ضرورة ربط الاتفاقات الدولية مع الاتحاد الأوروبي خاصة باحترام حقوق الانسان وهو ما تنص عليه المادة من اتفاقيات الشراكة الأوروبية"، على حد تعبيره. وكان السيسي قد قال تعليقا على تأكيد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن احترام "حقوق الإنسان وسيلة لمكافحة الإرهاب"، قال السيسي: "المنطقة التي نعيش بها منطقة مضطربة للغاية ولا يمكن للمعايير الأوروبية أن يتم قياسها ويتم النظر لها في ظل الظروف التي تمر بها دول المنطقة بما في ذلك مصر"، وفق تعبيره. وكان ملف حقوق الإنسان، واحدا من أهم الملفات التي ركز عليها الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند خلال زيارته الأسبوع الماضي إلى مصر، حيث أكد أن احترام "حقوق الإنسان هو أيضا وسيلة لمكافحة الإرهاب"، ورد عليه السيسي بالقول بأن "المنطقة التي نعيش فيها منطقة مضطربة جدا". وأضاف "لا يمكن للمعايير الأوروبية (وهي) في أعلى مستويات التقدم والحضارة في كافة المناحي أن ينظر لها في الظروف التي تمر بها دول المنطقة ومن ضمنها مصر"، على حد تعبيره. وحذّرت منظمات حقوقية دولية ومنها "الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان" ومنظمتا "العفو الدولية" و"هيومن رايتس ووتش"، من خطورة الصمت الدولي إزاء خطورة القمع الذي تتعرض له منظمات المجتمع المدني، والزيادة الهائلة في ممارسة التعذيب، فضلا عن الاعتقالات التعسفية والاختفاء القسري والعنف (...) غير المسبوق في تاريخ مصر الحديث".