أرسل عددًا من المعتقلين السياسين بياناً لجريدة "الشعب الجديد" أعلنوا فيه انضمامهم لحزب "الاستقلال" بعد إطلاعهم على رؤيته التى وصفوها بالمتقاربة للجميع، مشيرين أن انضمامهم جاء ليكون لهم صوت واحد داخل المعتقلات وخارجها. وقالوا فى بيانهم أيضًا أنهم لا ينتمون إلى جماعة الإخوان المسلمين ولا الجماعات المسلحة، وأنهم فئة ليست بالقليلة مؤكدين أنهم يمثلون ثلث أو نصف المعتقلين فى سجون العسكر. وأشارو أيضًا أن من ضمن أسباب انضمامهم لحزب "الاستقلال" (العمل والعمل الجديد سابقًا)، هو اجتهادهم فى ضرورة إصلاح مسار الحركة الإسلامية والاستفادة من الدروس القاسية والأخطاء التى وقعت فيها منذ ثورة الخامس والعشرين من يناير وحتى الآن. إلى نص البيان:. نحن مجموعة من السجناء السياسيين غير المنتمين للاخوان المسلمين أو الجماعات المسلحة ، واكتشفنا أن عددنا في السجون ليس قليلاً بل ان الفئة التي ننتمي إليها لا تقل عن ثلث السجناء وربما تتجاوز النصف. و الأهم من ذلك أننا وجدنا أن أفكارنا متقاربة فرأينا أن نصوغها في هذا البيان وأن نعلن فيه إنضمامنا لحزب "الاستقلال" ليكون لنا صوت واحد داخل وخارج السجون وكإجتهاد إسلامي متميز بين التيارين (الاخوان و"الجهاديين") نرى انه ضروري لاصلاح مسار الحركة الاسلامية استفادة من الدروس القاسية والأخطاء التي وقعت فيها منذ ما قبل ثورة 25 يناير وحتى الآن، وهذه هي أهم الأفكار والآراء التي توافقنا عليها: (1) أن مصر كأي مجتمع آخر لابد أن تتوحد حول هدف كبير واحد تلتف حوله الأمة بمجموعها أي بأغلبيتها الساحقة على الأقل، وان ذلك شرطاً أساسياً كي تتعافى البلاد وتنتقل من الصفوف الأخيرة للأمم (وهو أمر غريب على بلد كان مهد الحضارة الانسانية) إلى الصفوف الأولى. (2) ان الحق في تعدد الآراء والأحزاب والاتجاهات لا يتعارض مع الاتفاق الجماعي على هدف قومي استراتيجي كبير يضم الجميع. لأن هذا التعدد ينبغي أن يكون في الفروع لا الأصول، في الوسائل والطرق وليس في الأهداف، وإلا لما قامت المجتمعات ولا توحدت ولا نهضت. والهدف الكبير لا يتحدد بناء على الأهواء والأمزجة ولا على أساس التحيزات الحزبية الضيقة. ولكن يتحدد بناء على التحليل الموضوعي للواقع والتشخيص العلمي لجوهر ما تحتاجه الأمة في لحظة محددة، وحقيقة المرض الذي تعاني منه إذا كانت تعاني من الفشل والنكوص والتراجع كما هو حالنا الآن وخلال الأربعين عاماً الماضية. إن أي رأي منصف وعادل وعلمي لابد أن يصل إلى أن مشكلة مصر بدأت عقب حرب 1973، بإعلان سياسة الانفتاح الاقتصادي على الغرب عام 1975 والارتماء في أحضان أمريكا في إطار إتفاقية كامب ديفيد وما تبعها من معاهدة سلام مع إسرائيل، حيث سقطت مصر تحت الهيمنة الأمريكية- الصهيونية وحيث أصبحت السياسات الخارجية والداخلية خاضعة للتوجيهات الأمريكية وكان هذا أهم ما يميز عهد نظام مبارك، وقد كانت ثورة 25 يناير 2011 ضد جوهر هذا النظام بكل سياساته ولكن أخطاء النخبة السياسية الاسلامية والوطنية والعسكرية أنها لم تقد الشعب إلى تصفية الطابع الصهيوني- الأمريكي لنظام مبارك واكتفت باخراج مبارك وعدد محدود من طاقمه السياسي من السلطة بينما استمر هيكل النظام كما هو واستمرت معظم سياساته خلال حكم المجلس العسكري برئاسة المشير طنطاوي ثم في عهد مرسي وحتى الآن. إننا نرى أن تحرير البلاد من النفوذ الأمريكي- الصهيوني وتأسيس دولة مصر الحرة المستقلة التي لاتمد اليد للمعونات والقروض التي ظل الحكام على مدار 40 سنة يقدمونها باعتبارها من الانجازات. ان التبعية لأمريكا والغرب ومن ثم التبعية لليهود الذين يهيمنون على اقتصاد الغرب ويديرونه من خلال السيطرة على المصارف والبورصات والاعلام، هذه التبعية هي أساس مرض مصر، ولن تنهض مصر من كبوتها إلا بالخلاص من هذه التبعية. وهذه من أبرز الخلافات مع المشروع الاخواني ومع الحكم القصير لمرسي، فهم لم يهتموا بهذا الأمر الجلل، الذي يعد من وجهة نظرنا: جوهر المشروع الاسلامي..أي الاستقلال..أي موالاة المؤمنين بعضهم بعضا وعدم موالاة الأعداء.. فبعد ثلاثة شهور من حكمه أعلن مرسي وافتخر بأنه جلب 20 مليار دولار بين استثمارات أجنبية وقروض ومنح بينما لم تكن سياسات مبارك الاقتصادية إلا القيام بذلك. (خطبة مرسي في استاد القاهرة بمناسبة احتفالات 6 أكتوبر). (3)إننا ندعو الأمة بكتلتها الرئيسية الاسلامية والعسكرية والوطنية إلى التوحد حول مشروع تحرير مصر من الهيمنة الأمريكية الصهيونية. وتوحيد الأمة العربية والاسلامية في إطار نفس المشروع الذي يستهدف البناء والتنمية واللحاق بركب التقدم. بديلاً عن تمزيق البلاد العربية المحيطة بنا بالحروب الأهلية لصالح أمريكا واسرائيل. (4)إننا نهتم بقضية العدالة الاجتماعية وهي من أركان الدين الاسلامي (الزكاة) ونستغرب كيف نحت قيادات الحركة الاسلامية هذه القضية خلال السنوات الماضية وكأن الدين الاسلامي لاييهتم بالقضاء على الظلم وحالة الفاقة والمعاناة التي يعاني منها الشعب المصري. (5)إن الموقعين على هذا البيان لم يسبق لهم أن مارسوا أي عمل من أعمال العنف ولم يسبق لهم أن دعوا إليه وأنهم كانوا مجرد أفراد في التيار الاسلامي العام أو أعضاء في أحزاب لم تمارس العنف ولم تدع له. وإننا نبدي استغرابنا لاستمرار حبسنا طوال هذه السنوات (تتراوح بين عامين وثلاثة أعوام) رغم أن السلطات تأكدت من عدم صلتنا بأي عمل من أعمال العنف.. إن استمرار حبسنا يعني اننا نعاقب على أفكارنا وهذا الأمر يتعارض مع صحيح الدين والقانون. (6)إننا ندعو الشباب المسلم داخل السجون وخارجها للانضمام إلى حزب الاستقلال لتصحيح مسار الحركة الاسلامية، مع ملاحظة أننا سنوالي توضيح مواقفنا وأفكارنا في بيانات تالية .