"الشهيد الحي يعود للحياة"، جملة غريبة قد لا يفهمها من لا يتابع موضوع المصري معوض عادل، الذي أصيب منذ 20 نوفمبر 2011، خلال أحداث محمد محمود الأولى، بطلقين ناريين، أديا لدخوله في غيبوبة، ما جعل الناشطين يطلقون عليه لقب "الشهيد الحي"، وهو الذي حاول إسعاف المصابين من الثوار في هذه الواقعة. وبعد تظاهرات رفقائه في الثورة وقتها أمام القضاء العالي، أمر القضاء الإداري صندوق شهداء ومصابي الثورة بعلاجه على نفقة الصندوق، فتم إيداعه في مركز رافيال الطبي، والذي يبعد ساعة ونصف الساعة من لندن، حسب العربي الجديد. مكث معوض هناك لمدة خمس سنين، يجمع بين لقبي الشهادة والحياة. وأثناء زيارة الناشط والحقوقي مالك عدلي له، فوجئ ببداية إفاقة معوض من غيبوبته، ليزف بشرى استعادته لحواسه رويدًا لمن لا زال يؤمن بالثورة، وكأنه تحول لأيقونة أمل بأن ثورة يناير التي دخلت الغيبوبة قد تخرج منها، بعد كل ما حدث لها من إصابات. لكن بعد أن ذهبت سكرة الفرحة بمعوض، بقيت الحسرة "طب هنقوله إيه اللي حصل للثورة بعد خمس سنين من غيبوبته؟"، "انتخابات ورئيس مدني، ثم انقسامات واشتباكات ومجازر، وعسكر يحكمون وثوار في السجون"، هكذا تساءل ناشطون كيف سيستوعب معوض كل هذا، "فالعسكر الذي دخل في الغيبوبة وهو يهتف بسقوط حكمهم، وزيرهم أصبح رئيساً، ولواءاتهم محافظين، وكل المناصب تعسكرت، كيف سنواجه معوض بذلك؟". ولم يملك عدلي الذي زاره إلا تقبيل يديه ومخاطبته "مستنينك تقوم بالسلامة علشان نكمل اللي بدأناه"، وذلك حسب تدوينة على حسابه الخاص على فيسبوك، لكنه فوجئ بالحقيقة المرة "يا ربي هاقوله إيه؟ إننا تحت إيدين عالم مبهدلينا؟ وإن مافيش حاجة اتغيرت، ورقدته هنا ببلاش؟ احكيله على اللي حصل وبيحصللنا وفينا؟"، ورغم الجدل الذي أثير حول إفاقة معوض وهل هي إفاقة كاملة أم عودة لبعض حواسه أم نسبة من وعيه، فكلها أسئلة لم تمنع السؤال الحاسم "طب لو فاق فعلا هنقوله إيه ونواجهه إزاي؟"، فقد تكون صدمته في الواقع أشد من آلام الغيبوبة، كما علق ناشطون، حسب العربي الجديد. صفحة "كلنا معوض عادل" على فيسبوك، التي يديرها عدد من أقاربه وأصدقائه طمأنت المتابعين على حالته الصحية، وأكدت أنه استعاد وعيه بنسبة 80 بالمئة، حسب الأطباء المشرفين على علاجه، وهو ما أكدته والدته في تصريحات صحافية لجريدة "الوطن" المصرية.