"السيسى" يحاول التقرب إلى وزير دفاعه بدلاً من الخالق.. والشهيد كان من يدافع عن وطنه ضد المحتل وفى عهد "السيسى" الشهيد هو من يقتل أو يُقتل على أرض مصر محاربًا الشعب. مشاهد عديدة بثتها الفضائيات يوم أمس الجمعة أثناء أداء عبدالفتاح السيسى، لصلاة الجمعة فى مسجد المشير طنطاوى، الذى يُعد ثكنه عسكرية وخاص بهم، رغم تابعيته للأوقاف المصرية، خاصًة عند زيارته يتحول المسجد إلى كتيبة حرب، تنتشر خارج المسجد وداخله، وتقوم بعزل رجاله الموصوفين بالأوفياء من قادة القوات المسلحة، الذين لا يعترضون على مثل تلك الإهانة. لكن صورة الأمس حملت الكثير من الأحداث والمعانى، التى لن يلحظها سوى المتابع، حيث قام حرس "السيسى" الشخصى، بإهانة شيخ الأزهر، وهى خطوة غير معتادة ولا تحدث سوى برضا قائدهم فقط، بجانب تهميش وزيرة المخبر، وكان الحدث الأبرز مع وزير دفاعه ورفيق الانقلاب الفريق صدقى صبحى، حيث قربه "السيسى" منه، رغم اختفائهم مجتمعين فى الآوانه الأخيرة. إهانة شيخ الأزهر.. فضائح التأمين داخل بيت الله بدأ المشهد الذى تعرض فيه أحمد طيب، شيخ الأزهر، وحامل راية شرعنه الانقلاب العسكرى، لإحراج شديد بعد إهانته من أحد الحرس الشخصي ل"السيسى"، وعند أداء قائده ركعتى تحية المسجد، سارع الحراس بالانتشار حول قائدهم، وخالفوا البروتوكول المتبع فى تلك الحالات، وقاموا أمام المصلين بمطالبة "الطيب" بالتنحى جانبًا، إلا أن الأخير ثار لذلك ورفض، لكن الحرس الشخصى أصر على إبعادة، فاضطر الأخير إلى الابتعاد عن "السيسى" بعدما تم عزل الوزير المخبر (مختار جمعة وزير الأوقاف) أيضًا، ليكون قائده قد تسبب له فى إهانة شديدة أمام الحضور والكاميرات. الحادثه التى قد يراها البعض عادية ونظام تأمين عادى يتبع فى تلك الحالات، تؤكد على الصراع المتواجد بين رفقاء الانقلاب العسكرى، وأن الغضب أصبح من نصيب الجميع، الوزير المخبر وشيخ الأزهر، الذى تشهد العلاقات بينهم توتراً غير مسبوق. بجانب أن نظام التأمين داخل بيت من بيوت الله هو واقعة غير مشهودة على الساحة المصرية قد انتشرت عقب الانقلاب العسكرى، بجانب أن المسئولين كانوا يتسارعون للجلوس بجوار شيخ الأزهر، الذى يعتبر أكبر شخصية فى ذلك المكان إلا أن خوف "السيسى" ورعبه من الانقلاب عليه أو قتله حتى وهو داخل بيوت الله حال دون استمرار ذلك. إهانة الوزير المخبر وحامى الثورة الدينية وزير الأوقاف محمد مختار جمعة الشهير ب"الوزير المخبر"، لتقربه من الأجهزة الأمنية قبل اعتلائه المنصب، فرض سيطرة غير مسبوقة على المساجد ويحاول بشتى الطرق تسييس كل ما يحدث فيها بل وجعله يخدم قائده عبدالفتاح السيسى بأى شكل من الأشكال، دون سند شرعى أو قانونى، فى رؤية منه لتقديم المساجد لقمة سائغه بيد العسكر حتى يتحكموا بمصائر المصريين من هناك وتغيير معتقداتهم. لكن الوزير وقائده لم يدركوا لحظة أن مسمى المساجد هى "بيوت الله"، لا حق ولا حاجة لأحد فيه سوى للخالق عز وجل، وهو ما جعل غضب "السيسى" يشتعل من وزيره، الذى يرى أنه فشل فى ترسيخ أسس ثورته الدينية التى تحرص على هدم ثوابت الدين، ونسى أن ل"البيت ربّ يحميه"، وأعلن حالة النفور من "جمعة" وقام حرسه بعزله هو أيضًا على غرار شيخ الأزهر أحمد الطيب، وهو شئ على غير العادة أيضًا، ليكون رفيق الانقلاب ووزير الدفاع الفريق صدقى صبحى هو الشخص المقرب من "السيسى". التقرب إلى وزير الدفاع بدلاً من الخالق رغم أن عنوان تلك الفقرة غير محبب بالمرة، لكن للأسف هذه هى الحالة التى وصل إليها عبدالفتاح السيسى، الذى يعتبر نفسه إلهًا يامر وينهى ويتحكم بالمصائر، لكن أعماله قد تسلطت عليه، وجعل من رفيقه فى الدم، خنجر مسلط على رقبته، ليبث الرعب فى قلبه كما فعلها مع آلاف المصريين السلميين. ورغم تهيئ صورة أن أركان الانقلاب ثابتة إلا أن التقارير المسربه تثبت أن هناك صراع قوى للغاية دائر بينهم، ودليل ذلك عدم اصطحاب "السيسى" لوزير دفاعه الذى قربه فى الصلاة دون غيره، بزيارة المملكة العربية السعودية، التى يرجح أنه لم يوفق بها فى نزع الخلاف مع سعودية "سلمان"، واصطحب رئيس أركان الجيش الفريق محمود حجازى، وعلم أن أمله فى "صبحى" الذى يقود الصراع المكتوم معه. ورغم بعدهم كثيرًا الفترة الماضية، قام حرس "السيسى" بتقريب صدقى صبحى واجلاسه مباشرًا مع قائدهم، وهو ما يظهر فى الفيديو المتواجد بالموضوع، وعند إلقاء الشيخ أسامة الأزهرى (خطيب السيسى المفضل)، قام الأول بالتقرب لصدقى صبحى، ومحاولة اظهار التأثير على ملامحه، عند ذكر الشهداء الذين يعتبرون شوكة فى ظهر "السيسى" وتغضب صدقى صبحى. فى عهد "السيسى".. عندما يكون الشهيد هو من يقتل المصريين وليس غيره ودارت خطبة الجمعة التي ألقاها، المستشار الديني للسيسي، والخطيب المفضل له، أسامة الأزهري، حول مكانة الشهيد في الإسلام، وذلك بعد أن عممت وزارة الأوقاف هذا الموضوع على خطبة الجمعة في سائر المساجد، في ذكريى إحياء "يوم الشهيد"، الذي قُتل فيه رئيس الأركان الأسبق الفريق عبدالمنعم رياض، في أثناء حرب الاستنزاف. ورأى مراقبون أن عنوان الخطبة ومعالجتها، يعكس المدى الذي اخترق به السيسي العقيدة العسكرية للجيش المصري، ففي حين أنه قُصد ب"الشهادة" طيلة العقود السابقة، شهداء الجيش في المعارك والمواجهات مع أعداء الأمة، وأبرزهم "إسرائيل"، فقد صار وصف "الشهيد" يطلق في الجيش المصري، تحت حكم السيسي، على من قتل من الجيش في مواجهات داخلية مع مصريين من بني جلدته، في إطار الحرب التي دشنها السيسي على ما أسماه "الإرهاب المحتمل".