خلصت دراسة تحليلية حديثة إلى أن تزايد مستويات استخدام الروبوتات ستلحق أضرارا بالغة بالبلدان الفقيرة في العالم، مشيرة إلى أنها تهدد بفناء 85% من إجمالي عدد الوظائف في إثيوبيا وحدها. وقالت الدراسة التي أجراها كل من مصرف " سيتي بنك" الأمريكي وكلية أكسفورد مارتن، وحدة الأبحاث والسياسة التابعة لجامعة "أكسفورد"، ونشرت نتائجها صحيفة " فاينانشيال تايمز" البريطانية إن نيبال وكمبوديا والصين وبنجلادش وجواتيمالا تعد، من بين بلدان أخرى عديدة، الأكثر عرضة لمخاطر " اختفاء الصناعة المبكر". وقال كارل بينديكت فري، المدير المشارك لبرنامج التكنولوجيا والتوظيف في أكسفورد مارتن:" ثمة علاقة سلبية قوية بالفعل بين مستويات الدخول في الدول ومدى تعرضها ل الأتمتة." وتجيء تلك النتائج بعد أسبوع من تأكيدات المنتدى الاقتصادي العالمي الذي استضافته مدينة دافوس السويسرية على أن أكثر نملايين وظيفة ستختفي في العالم بحلول العام 2020 نتجية التطورات المذهلة في مجال الذكاء الاصطناعي والروبوتات والتغيرات التكنولوجية الأخرى. وركزت المناقشة على تداعيات ما يُعرف ب " الثورة الصناعية الرابعة" على البلدان المتقدمة. وخلصت الدراسة التي أجرتها أكسفورد مارتن في العام 2013 إلى أن الأتمتة تهدد 47% من إجمالي الوظائف بالولاياتالمتحدةالأمريكية في العقدين المقبلين. ومع ذلك، تدل الدراسة الأخيرة على أن تأثير تلك الظاهرة ستكون أكبر في البلدان النامية. وأشارت الدراسة إلى أن البلدان منخفضة الدخول لديها في الوقت الحالي ميزة تنافسية في التكلفة على نظرائها من البلدان عالية الدخول في قطاعات الزراعة والتصنيع. ومع ذلك، أظهرت الدراسة أن تلك الدول ستفقد تلك الميزة في عدد أكبر من القطاعات في الوقت الذي ستحل فيه الروبوتات محل البشر في أداء الوظائف. كان تقرير اقتصادي منفصل قد كشف عن أن الروبوتات تتطور بشكل كبير لدرجة أنها قد تحل مكان الإنسان في العديد من الوظائف، بما فيها المهمات التي تتطلب درجة عالية من الكفاءة، وأن هذه الروبوتات الذكية قد تتولى نصف الوظائف في الولاياتالمتحدةوبريطانيا. ويعتقد "بنك إنجلترا" أن الآلات قد تشغل 80 مليون وظيفة في الولاياتالمتحدة و15 مليونا في بريطانيا على مدى السنوات العشر أو العشرين المقبلة، أو ما نسبته 50% من القوى العاملة في كلتا الدولتين. ووفقا للبنك فإن العمال الإداريين والكتبة وموظفي الإنتاج قد يكونون أول من يُستبدلون بروبوتات في السنوات المقبلة. وغني عن القول أن البطالة سترتفع، وسيوائم البشر مهاراتهم مع المهام بحيث يظل لديهم أفضلية نسبية على الآلات. وذكرت دراسة حديثة لجامعة أوكسفورد أن الوظائف المعرضة لخطر أن تتولاها الروبوتات مستقبلا، تتضمن موظفي القروض والاستقبال والمساعدين القانونيين، ومندوبي المبيعات، والسائقين، وحراس الأمن، وطهاة الوجبات السريعة، والسقاة.