أعد موقع "إسرائيل ديفينس" المتخصص في التحليلات الأمنية والعسكرية تقريرا مفصلا عن البرنامج النووي الباكستاني منذ إنطلاقه، وتحت عنوان "باكستان..الخطر النووي الهادئ" تتبع الموقع النووي الإيراني منذ انطلاقه، ومحاولات إسرائيل في الماضي لضرب منشآت باكستانية. ورأى "تال عنبر" رئيس مركز أبحاث الفضاء الإسرائيلي بمعهد"فيشر" أن على إسرائيل أن تصبح أكثر يقظة في تتبع ما يحدث في إسلام آباد، في ظل مخاوف من أن يؤدي عدم استقرار النظام إلى سيطرة عناصر متشددة على الحكم، أو حصولها على قذائف نووية، أو تسرب التكنولوجيا النووية الباكستانية إلى دول اخرى. البرنامج النووي الباكستاني إشكالي وينمو بسرعة، مع مشكلة غير مسبوقة: باكستان ليست دولة مارقة يمكن أن تصبح نووية، بل دولة نووية يمكن ان تصبح مارقة. هذا الوضع يعرض تيار لانهائي من السيناريوهات المرعبة بالنسبة لمحددي السياسات بالولاياتالمتحدة". هذا ما كتبه كيفين هولبرت المدير السابق لمحطة في الاستخبارات المركزية الأمريكية في مقال بموقع hecipherbrief مطلع اكتوبر. “باكستان ليست أخطر دولة في العالم، لكنها على ما يبدو أخطر دولة على العالم، وعلى هذا النحو، فإنه يجب أن ترتبط الولاياتالمتحدة مع باكستان بعلاقات وطيدة. وكدولة نضج فيها مثلث التهديدات- الإرهاب، والاقتصاد الفاشل، وترسانة نووية تزدهر بشكل سريع- فإن لدى باكستان إمكانية لخلق سيناريوهات رعب لمحددي السياسات بالولاياتالمتحدة أكثر من أية دولة اخرى بالعالم". باكستان دولة نووية، لديها الترسانة الأكبر بالعالم الإسلامي، مع نحو 120 قذيفة متعددة الرؤوس وقدرة على إنتاج 20 قذيفة متعددة الرؤوس سنويا، وفق مصر العربية. ووفقا ل washingtonpost يقول خبراء آخرون إن هذا العدد من القذائف مبالغ فيه، وأن الحديث يدور فعليا عن عدد من رقمين، أصغر بكثير. أجرت باكستان التجربة النووية الأولى في عام 1998 (Chagai-I)، ولم تنضم لمعاهدة الحد من انتشار الاسلحة النووية. بدأ التاريخ النووي لباكستان في 1965 مع مفاعل زودته بها الولاياتالمتحدة في إطار برنامج "الذرة من أجل السلام"، فيما تم تشغيل المفاعل PARR-I في 1974. وبجانب البرنامج الرسمي، بدأ برنامج نووي عسكري في باكستان في 1972 على يد ذو الفقار علي بوتو الذي أصبح فيما بعد رئيسا للبلاد. السبب في ذلك تمثل في خسارة شرق باكستان (بنجلاديش اليوم) في الحرب مع الهند قبل ذلك. في عام 1974 اختبرت المعيار الأول، لكنها لم تصنع القنبلة بعد. في عام 1975 دخل للصورة دكتور عبد القادر خان الذي تم تدريبه في ألمانيا، وجلب معه خبرة في أجهزة الطرد المركزي للغاز، حصل عليها في مصنع شركة URENCO بهولندا. كذلك جاء بتكنولوجيا تخصيب اليورانيوم مسروقة من أوروبا. تحمل خان عام 1976 المسئولية عن إقامة منشأة لتخصيب اليورانيوم باسم Kahuta، أقامت باكستان ورائها شبكة عالمية للتهريب، وحصلت بواسطتها على المواد والتكنولوجيا اللازمة. في 1986 أنتجت باكستان كمية كافية من المادة النووية لانتاج قنبلة. بعد ذلك بعام حصلت على الخبرة المطلوبة لتنفيذ إنفجار نووي، حسب مصر العربية. كما هو معروف، في مايو 1998 أجريت اول تجربة نووية، وخلال التجربة نفذت ستة انفجارات. قالت مختبرات لوس ألاموس في الولاياتالمتحدة أنه في إحدى الانفجارات كان البلوتينيوم بمستوى منخفض. وحتى اليوم تختلف الآراء حول ذلك. في مطلع التسعينيات ذهبت تقديرات إلى ان بحوزة باكستان 3000 جهاز طرد مركزي فاعل. في تلك الفترة سعى الباكستانيون لتطوير قدرة على تصنيع البلوتينيوم، فتقربوا للصين التي ساعدتهم في بناء مفاعل بقدرة 40 ميجا وات في موقع Joharabad. طبقا لمصادر أمريكية يمكن للمفاعل انتاج من 8-10 كم بلوتينيوم في العام بما يكفي لقنبلة أو اتنتين. تجرى عملية فصل البلوتينيوم في موقع Rawalpindi و-Chasma. وفقا لموقع fas.org بإمكان هذا المفاعل انتاج التريتيوم من الليثيوم 6 لانتاج القنبلة الهيدروجينية، ولا يخضع الموقعين لإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية. هناك موقع رئيسي في البرنامج النووي الباكستاني هو Khushab الذي يعد قاعدة لتصنيغ البلوتينيوم للسلاح النووي. أقيم المفاعل الأول في التسعينيات على يد الصين. كذلك ساعدت الصينباكستان في التخطيط لرؤوسها النووية، كذلك ساهمت بمكونات في مصانع تخصيب اليورانيوم والمواد المشعة. حصلت باكستان على مكونات ذات استخدام مزدوج من روسيا وأوروبا الغربية على مدى سنوات. الموقع موجود على مسافة 200 كم جنوب إسلام آباد ويضم في الأساس مفاعلا واحدا. وبمرور الوقت وسعته باكستان بثلاثة مفاعلات أخرى في 2002 و2006 و2011. وبحسب ما نشره موقع ISIS، فإن مفاعلا رابعا دخل الخدمة في يناير 2015. بإمكان كل واحد من تلك المفاعلات إنتاج 10 كم بلوتينيوم سنويا. بكلمات أخرى معدل مناسب لانتاج بين 14-27 قنبلة في العام، بحسب تقديرات مختلفة. إذا ما واصلت باكستان معدل الانتاج الحالي، فإبمكانها خلال عقد واحد أن تصبح الدولة الثالثة في العالم في كمية القذائف النووية متعدة الرؤوس بعد الولاياتالمتحدةوروسيا. إحدى القضايا المعروفة بشأن باكستان هي شبكة تهريب الدكتور عبد القادر خان. فبعد اتهامه بإدارة شبكة تهريب مكونات تكنولوجيا نووية في العالم، دخل قيد الإقامة الجبرية في 2004، ليطلق سراحه في 2009. ألقي القبض على خان عام 2004 بعد اتهامه بمشاركة التكنولوجيا النووية مع إيران وليبيا وكوريا الشمالية على مدى عقدين. هناك من يقول إن خان ساعد أيضا مصر والعراق والسعودية وتركيا. جرى اعتقاله بعد تعقب متواصل من قبل وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية. كشفت القضية للعالم السوق السوداء للعالم النووي. صنعت شبكة خان أجزاء أجهزة الطرد المركزي في ماليزيا، وحصلت على مكونات مختلفة من أفريقيا، وأوروبا والشرق الأوسط. بالنسبة لكوريا الشمالية يدور الحديث عن تكنولوجيا علم الصواريخ التي انتقلت لباكستان وأجهزة طرد مركزي انتقلت في الاتجاه المعاكس. في حالة إيران، خطط خان في 1987 لبيع 50000 جهاز طرد مركزي لإيران. في نهاية الأمر لم تدخل الخطة حيز التنفيذ، واشترت طهران من خان أجهزة طرد قديمة محدودة، باموال طائلة. مزعم أخرى تقول إن إسرائيل دربت الحرس الشخصي للرئيس برويز مشرف. بل إنه في إحدى المرات في 2003 حاجب ترددات إسرائيلي أنقذ حياته. هناك أيضا مزاعم أن هذا التعاون بين أجهزة الاستخبارات تركز حول إيران. أي أن المعلومات التي جمعتها الاستخبارات الياكستانية كان يتم نقلها للموساد. القليل من التقارير تناولت شراء باكستان أسلحة من إسرائيل. يقول تقرير بريطاني عام 2013 إن إسرائيل باعت لباكستان أجهزة رادار، وأسلحة إلكترونية، وخوذات طيارين، وأجزاء من مقاتلات ومحركات، ونظم بصرية لتحديد الأهداف وأجزاء لطائرات تدريب وغيرها. تقرير آخر في 2012 زعم أن تركيا أرسلت لإسرائيل شاحنات لتحويلها لشاحنات تزويد الطائرات بالوقود لأجل باكستان.