اشتم رائحة "الكيد والمكر" في حديث سعد الدين إبراهيم (رجل أمريكا) أستاذ علم النفس السياسي، ومدير مركز ابن خلدون للدراسات الانمائية،من خلال حواره مع صحيفة النبأ، في عددها الأسبوعي الأخير، ودعنا نسرد بعض ما جاء في الحوار ثم نعلق عليه ولماذا نرى أن الحوار يحتوي بين طياته السم المدسوس في العسل، فقد قال دكتور سعد الدين إبراهيم: إن عملية المصالحة بين جماعة الإخوان المسلمين والنظام الحاكم في مصر "حتمية"؛ وأن الصراع معهم سيؤدي إلى استنزاف طاقات، وسفك دماء مواطنين؛ ما يهدد بالدخول في "حرب أهلية"، بحسب قوله. وأضاف إبراهيم أنه وبحسب علمه فإن "من بايعوا المرشد 700 ألف، أي ما يقرب من 4 ملايين شخص، إذا اعتبرنا أن كل شخص منهم يتبعه خمسة أو ستة أفراد"، متسائلا: "ماذا ستفعل الدولة بهؤلاء؟ هل ستبيدهم، أو تهجرهم، أو تسجنهم؟" وشدد إبراهيم في حواره أنه لا بد للدولة من ان تستوعبهم بشكل أو بآخر، موضحا ان فيهم كوادر سياسية، وأنهم ليسوا جهلاء، معتبرا "الصراع معهم سيؤدي إلى استنزاف طاقات، وسفك دماء مواطنين؛ ما يهدد بالدخول في حرب أهلية، وبالتالي لابد من المصالحة مع الإخوان، قبل أن تتطور الأمور معهم إلى الأسوأ"، مستدركا: "لكننا نريدها مصالحة عاجلة؛ لتوفير الوقت والجهد والدماء، ووقف حرب الاستنزاف الدائرة بين الجماعة والنظام".على حد قوله. وأوضح إبراهيم الأسباب التي دفعته لطرح مبادرته السابقة للصلح مع الأخوان، مشيرا إلى أنه شخص حريص على المصلحة العامة، ولا يفكر تفكيرا نمطيا، ويعلم أن مبادرته ستُقابل بالهجوم، وستثير كثيرا من العواصف، لكن من وجهة نظره، فإنه حينما تهدأ هذه "العواصف"، سيتدبر المواطنون فكرة المصالحة إن أجلا أو عاجلا؛ خاصة أن الإخوان تعرضوا لهجوم في العهد الملكي، ثم الناصري، والساداتي، والمباركي، وفي كل هذه العهود، كانت هناك مصالحة صريحة، أو ضمنية، مع الجماعة، بحسب تعبيره. وتابع :"رغم صعوبة هزيمة الدولة في هذه المواجهة، إلا أن طول الصراع سيؤدي إلى مزيد من الخسائر البشرية والمادية في صفوف الطرفين"، معتبرا أنه "لا بديل أمام الجماعة سوى القبول بالمصالحة، وإذا لم يوافقوا الآن، فسيضطرون لقبول ذلك فيما بعد". وأضاف إبراهيم أن هناك سبب آخر متمثل في الاقتراب من استكمال الاستحقاق الثالث من "خارطة الطريق"، التي أعلنت في 3يوليو (الانقلاب)، وهو الانتخابات البرلمانية، وبالتالي فهو يرى أن انتخاب البرلمان، وبناء سلطات الدولة لا يكتمل إلا بوجود سلام اجتماعي، وهذا لا يتحقق إلا بالمصالحة. وفي رده على سؤال حول تصريح عبد الفتاح السيسي، الذي قال فيه بأنه لن يكون هناك إخوان في فترة حكمه، قال إبراهيم: "عبد الفتاح السيسي أحيانا يقول أشياء، ثم يتراجع عنها عندما تحدث ظروف جديدة، ويقيني أنه سيغير رأيه في موضوع المصالحة مع الإخوان". وفي رده على سؤال حول النسبة الضعيفة للمشاركة في المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية، قال إبراهيم: "المصريون رفعوا "الكارت الأصفر" للسيسي في هذه الانتخابات، وأرجو منه - بصفته رجل مخابرات سابق، ومعه أعوانه ومساعدوه - أن يتفهموا هذه الرسالة جيدا، وأن يتدبروا الأمر بسرعة"، بحسب قوله. واعتبر إبراهيم أن البرلمان المقبل سيكون برلمانا ضعيفا بحكم أنه جاء بشعبية محدودة، ما سيؤثر في شرعية هذا البرلمان؛ متوقعا أن لا يكمل مدته، وأن أقصى مدى له عامان، يصدق خلالهما على حزمة القوانين التي صدرت بأوامر من عدلي منصور والسيسي فضلا عن التصديق على المعاهدات الاقتصادية، وفقا لرأيه. واكد إبراهيم أن للإخوان دور كبير في عزوف الشعب عن المشاركة الانتخابية، بالقول: "نعم.. الإخوان كان لهم دور كبير جدا في المقاطعة"، معتبرا أن شكل البرلمان بدون الإخوان "برلمان بلا لون أو طعم أو رائحة، وسيكون برلمان الموافقون". وفيما يتعلق بأوضاع حقوق الإنسان في مصر، أكد إبراهيم أنه غير راض عن أوضاع حقوق الإنسان والحريات في مصر، طالما هناك مساجين دون محاكمات. فجأة اكتشف رجل أمريكا أنه يجب حقن دماء المصريين الآن، بعدما بلغ الأمر مبلغه وقتل آلاف المصريين، أما كان يرى استاذ العلوم السياسية أن الحرب الأهلية كان يدور راحها حينما نادى قائد الانقلاب بأن ينزل المصريين ليعطيه تفويضا وأمرا، حسب قوله، للقضاء على المصريين. ثانيا ما الدافع في هذا التوقيت ، والسيسي الآن كما يقولون "في خانة اليك" ويوشك على الهلاك وهو من على شاكلته، أم يخشى الدكتور الذي أيد الانقلاب وساعد فيه أن يطوله يد الردى بعد الاطاحة بالعسكر، أم أوعزت إليه ماما أمريكا أمرا. ثالثا ولعله نضح من خلال كلامه بعض أهدافه إلى المصالحة المزعومة، أنه لن يكون هناك سلطات مكتملة للدولة إلا من خلال سلم اجتماعي ، إن ما يهمك يا دكتور كما ذكرت هو أن يكون هناك بناء واكتمال لسلطات الدولة ، لا يهمك الدماء ولا الإخوان ولا المصالحة.