في ردة فعل عاجلة بعد عملية إلقاء القبض علي صلاح دياب أحد رجال أعمال المخلوع مبارك تبدو منها إرادة تهدئة الأجواء بينه وبين السيسي؛ وتحمل أيضا اعترافا بأن عملية القبض عليه لم تكن سوي لوجود خلافات في وجهات النظر بينه وبين السيسي؛ وكأنه من الطبيعي أن يحمل صاحب السلطة السيف ويوجهه لمعارضيه، ولكنه علي كل حال قد قدم في مقالته المنشورة بصحيفة المصري اليوم التي يملكها بعنوان (اختبار) ما يفيد أن عملية إلقاء القبض عليه كانت لها خلفيات أخري حيث أصر في مقالته التي تشبه الرسالة لمن يعنيه الأمر أن يوضح قائلا: لست زعيما ولن أكون، ولست محترف سياسة ولن أكون، فربما جاءت العبارة لينفي دياب ما تردد عنه بقوة أنه مع بعض رجال الأعمال الآخرين يشكلون جبهة مع سياسيين محسوبون علي نظام مبارك وجمال بعد انخفاض شعبية السيسي. وحفل مقال صلاح دياب بعبارات أدبية بليغة تؤكد تماما أن الصياغة ليست له فلم يعرف يوما بأنه من الكتاب أو الأدباء؛ ولكن الظرف السياسي قد حكم!!
وفي اعتراف ضمني عن أن أسباب عملية القبض عليه لا تعود لمخالفات قام بها؛ وأنه فقط لمجرد خلاف في وجهات النظر، كتب دياب يقول بعد أن أعرب عن حبه المستمر للسيسي: هل حدث ما كدر صفو العلاقة.. كلام صدر مني.. يجوز.. ولكن حسن النية مؤكد.. رأي يخالف رأيه وارد، لكنه لو حدث فهو في إطار الرأي يضيف ولا ينتقص، قد يخالف في حدود رؤيتي ولكن لا يختلف.
وأنهي صاحبنا مقالته التي عنونها ب (اختبار) قاصدا محنة القبض عليه وحبسه ليومين غير عابيء بما يصدره هذا الكلام والاعتراف ببوليسية الدولة وهمجيتها في استخدام وسائل إرهاب المعارضين أو مجرد من يحمل وجهة نظر أخري أو رأي مخالف بالقبض عليه، وكأن هذا من الممكن أن يكون شيئا عاديا ومتبعا ومسلما به في أي دولة أو بقعة في الإنسانية.