عاد "قناص الخليل" من جديد؛ ليصنع يوماً دامياً للاحتلال على حد وصف إعلامه، في تطور واضح لأساليب مقاومة شبان "انتفاضة القدس"، فمن رشق الحجارة مروراً بعمليات الدهس والطعن وصولاً لعمليات القنص التي جعلت من يراهن على أن هذه الانتفاضة موجة مؤقتة، يعترف بأنها ثورة مشتعلة ليس من السهل إيقافها. قسم الترجمة والرصد في "المركز الفلسطيني للإعلام" استطلع أهم ما ورد في الإعلام العبري حول عمليات القنص وتطورات المقاومة. فقد ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن "يوماً دامياً" جرَاء حدوث أربع عمليات في منطقة الخليل خلال خمس ساعات، منها ثلاث عمليات إطلاق نار، على الرغم من وجود حراسات مشددة في مدينة الخليل أكثر من أي وقت مضى. وقالت الصحيفة إن الجيش الصهيوني يخشى من التصعيد الأخير الذي سوف ينعكس في زيادة عمليات إطلاق النار القاتلة في الضفة المحتلة، ويتضاعف القلق للاستخدام المتزايد للأسلحة النارية القاتلة، وخاصة "بنادق القنص" منها، والتي قلمًا اُستخدمت من بعد مقتل المستوطنين قرب "ايتمار" . وأكدت الصحيفة أن الجيش الصهيوني مع عناصر "الشاباك" قام بحملة أمنية واسعة في القرى المجاورة التابعة لمدينة الخليل والقريبة من المستوطنات في البحث عن الكاميرات الموجودة على المحلات التجارية. أهداف دقيقة وكشفت إذاعة الجيش نقلاً عن ضابط رفيع في قيادة المنطقة الوسطى قوله إن القناص الذي نفذ الهجوم الذي استهدف موقعاً "لحرس الحدود" قرب الحرم الإبراهيمي في الخليل، اختار تنفيذ الهجوم مستغلاً الأجواء الغائمة، حيث إن الغيوم المنخفضة تعيق رؤية الكاميرات المثبتة على المناطيد، والتي توثق التحركات في منطقة البلدة القديمة في الخليل. وأكد مصدر في جهاز "الشاباك" للقناة العاشرة أن التحقيقات الأولية ترجح أن نفس القناص هو من نفذ هجوم بيت عينون أيضاً، وأن القناص محترف ومدرب بشكل كبير. وتشير القناة إلى أن التقديرات تؤكد وجود خلية في الخليل، ومثلها في مدينة نابلس ستستخدمها حركة حماس من أجل إشعال الأوضاع في الضفة الغربيةالمحتلة. وفي تفاصيل العملية أفادت إذاعة جيش الاحتلال أن قناصاً أطلق أربع رصاصات على موقع لما يسمى ب"حرس الحدود" قرب الحرم الإبراهيمي في الخليل، فأصاب جندياً بجروحٍ خطرة، فيما أصيب مستوطن آخر أيضاً بجروحٍ خطرة. وطبقاً للتقديرات الأولية فإن منفذ الهجوم أطلق النار من حي أبو سينية قبل أن ينسحب. وقالت المراسلة العسكرية للإذاعة "كارميلا منشيه" إن قادة الجيش يتوقعون أن القناص هو "قناص الخليل" الذي نفذ هجمات قبل نحو عامين بالخليل. وبعد الهجوم وجهت قيادة طوارئ مستوطنة "كريات أربع" وهم من جنود الاحتياط عبر مجموعة "واتس آب" نداءً إلى المستوطنين لالتزام الحذر لأن قناص الخليل ينوي تنفيذ هجمات جديدة. كما أصدر الجيش قراراً يفرض على جنوده في الخليل لبس الخوذ على رؤوسهم بشكل دائم. رعب القنص محلل الشؤون الصهيونية في "المركز الفلسطيني للإعلام"، قال إن "انتفاضة القدس" باتت تفاجئ المراقبين والمتابعين بتطور وسائلها وأدائها وجرأة شبانها. وبين أن منطقة مثل مدينة الخليل ينتشر فيها الاحتلال بأعداد كبيرة ووسائل المراقبة الحديثة والدائمة، وبالرغم من ذلك تتمكن المقاومة من القيام بأربع عمليات خلال فترة وجيزة، أمام عجز الاحتلال عن كشف منفذيها، مع اعتراف قادة الاحتلال باحترافية المنفذ الذي قام "بأخذ الطلقات الفارغة من مكان عملية القنص" مما يدل على أنه كان يقوم بعملية القنص بهدوء وعقلية أمنية واعية. وقال المحلل، إن نجاح هذه العمليات وحيرة الاحتلال وارتباكه التي رافقها تشجع باقي مناطق الضفة الغربية على تنفيذ عمليات مشابهة، فظاهرة "القناص" طالما كانت حلم شبان الانتفاضة، وتعطي زخماً قوياً ليومياتها وأحداثها، وأجبرت قيادة الجيش على اتخاذ قرارات جديدة تدلل على مدى الرعب الذي خلفته العمليات الأخيرة في نفوسهم. وأشار المحلل، أنه كلما أمعنً الكيان بوسائله الإجرامية، كان هذا دافعاً كبيراً للرد على هذا الاعتداء وانتقاء الشباب لأهدافهم بدقة ومهارة، من أجل إيلام الصهاينة ومحاولة ردعهم عن الاستمرار بهذا الإجرام. ويرى أن وجود عمليات إطلاق نار من خلال بروز ظاهرة "القناص" دلالة واضحة على اتجاه الانتفاضة من عمليات عفوية غير محددة الأهداف إلى عمليات أكثر دقة، توقع خسائر أكثر في العدو، ومن عمليات فردية إلى عمليات منظمة وموجهة.