اظهرت الهجمات الاربعة خلال الشهر الاخير، التي نفذها فلسطنيون بحسب جهاز المخابرات الصهيونية ' الشاباك' صورة مقلقلة لظاهرة مفزعة تنمو بالضفة الغربية. رغم أن الجزء الاول منها ايجابي بالنسبة لدولة الاحتلال وهو تراجع الهجمات التي تنظمها فصائل فلسطينية ولكن الوجه الآخر للظاهرة هو المثير للقلق لدي 'الشاباك' وهو تنفيذ هجمات يخططها وينفذها افراد غير مرصودين أمنيا ل 'الشاباك' ويواجه الجهاز صعوبة في تصنيف هذه الهجمات او الحصول علي انذرات قبل وقوعها. والمعسكر المشترك للهجمات الاربعة الاخيرة بحسب المحللين الاستخباراتيين الصهاينة: فلسطينيون دون انتماء تنظيمي او علاقة بينهم، يحاولون 'وينجحون احيانا' بتنفيذ هجمات تؤدي الي مقتل جنود 'اسرائيليين' او مستوطنين دون الحاجة الي شبكات مساندة. وهذا ما حدث عندما أستدرج شاب فلسطيني جندي الاحتلال تومر حزان الي قرية بيت امين ثم قتله. وبعد ذلك جاء دور 'قناص الخليل' الذي اطلق رصاصة يتيمة مزقت عنق جندي من جيش الاحتلال. والي هذه القائمة انضم مؤخرا الهجوم الذي يعتقد جهاز 'الشاباك' انه نفذ من قبل شخص غير محترف في مستوطنة بسغوت في رام الله والذي ادي الي اصابة مستوطنة بجراح متوسطة. وجاء الهجوم ليلة الجمعة الماضية الاخيرة آلذي نفذ في احدي مستوطنات الغور بواسطه 'قدوم' والذي اودي بحياة ضابط رفيع بخدمة الاحتياط بجيش الاحتلال. وتشير التحقيقات في الهجمات الاربعة - بيت امين - والخليل، مستوطنة بسغوت في رام الله، ومستوطنة غور الاردن - الي عدم وجود اي خيط يربط بين هذه الهجمات والي عدم وجود اي علاقة بين منفذي الهجمات. ولكن الهجوم الأخطر من بين هذه الهجمات بحسب تقديرات الاستخبارات العسكرية الصهيونية 'امان' وجهاز المخابرات العامة 'الشاباك' هو هجوم 'قناص الخليل' لأنه الاكثر حرفية من بين الهجمات الاربعة فقناص الخليل بإمكانه أن يعيد الكرة مرة اخري في الخليل، خصوصا أنه نجح بتنفيذ هجوم محترف مكتمل الأركان قل نظيره في تاريخ الهجمات التي نفذها الفلسطينيين في السابق، فلقد نجح قناص الخليل بحسب الخبراء العسكريين الصهاينة بتخطي ثلاثه مراحل بنجاح ومنقطع النظير لتنفيذ هجومه: جمع المعلومات المسبقة عن مكان الهجوم، واختيار الهدف الملائم واللحظة الأفضل لتنفيذ الهجوم، ثم تنفيذ الهجوم، ثم الانسحاب الآمن. وسبق كل ذلك امتلاك قناص الخليل زمام المبادرة فحقق مفاجئة تمثلت باختياره توقيت الهجوم في وقت كان جيش الاحتلال في الخليل قد استنفر قواته لتوفير الحماية للمستوطنين الذين قصدوا المدينة من كل مستوطنات الضفة لاحتفال بأحد الاعياد اليهودية. ومما يؤكد أن قناص الخليل شخص محترف وطويل النفس بحسب اذاعة جيش الاحتلال هو تفكيره في مرحلة ما بعد الهجوم فقد سبق محققي 'الشاباك' بخطوات كثيرة عندما تعمد قنص الجندي الذي يقع خلفه مكان مفتوح لتواصل الرصاصة طريقها، لكي يحرم محققي 'الشاباك' واستخبارات جيش الاحتلال من العثور علي الرصاصة التي مزقت عنق الجندي وبذلك حرمهم من اهم خيط بالقضية قد يقودهم لتحديد نوع البندقية المستخدمة بالهجوم. مضت عدة اسابيع علي هجوم 'قناص الخيل' وانطلاق السباق بينه وبين 'الشاباك' وجهاز الاستخبارات العسكرية 'امان' التابع لجيش الاحتلال وحتي اللحظة مازال 'قناص الخليل' يحافظ علي تفوقه، فتحليل الالاف الساعات التي وثقتها الكاميرات الامنية التي ترصد كل صغيرة وكبيرة في البلدة القديمة من مدنية الخليل قبل الهجوم بعدة اسابيع وبعده لم تظهر اي طرف خيط يشير الي هوية 'قناص الخليل' ايضا تحليل احداثيات الهواتف الخليوية التي تواجدت في البلدة القديمة قبل الهجوم بعد اسابيع وبعد الهجوم لم تؤدي هي الاخري الي طرف خيط يشير الي 'قناص الخليل'. مع العلم أن تحليل ما توثقه الكاميرات الامنية الصهيونية التي تصور من الارض والسماء وتحليل احداثيات الهواتف الخليوية غالبا من تكون السبب الرئيسي في اعتقال خلايا الفصائل الفلسطينية التي تنفذ هجمات في ارجاء الضفة الغربية، فعناصر هذه الخلايا احيانا يحتفظون بهواتف الخليوية خلال عملية رصد اهدافهم، وتراجع المخابرات الصهيونية سجل الهواتف الخليوية التي تواجدت في اماكن تنفيذ الهجمات بعدة اسابيع او شهور طويلة لتحدد هوية الاشخاص التي تجولوا في مكان الهجوم قبل تنفيذه.