وصل عبد الفتاح السيسى قائد الانقلاب، اليوم الأربعاء، إلى العاصمة البريطانية لندن، فى زيارة رسمية تستغرق 3 أيام، فيما يلتقى مع رئيس الوزراء البريطاني "ديفيد كاميرون"، زيارة يراها البعض غامضة والبعض الآخر يراها تودد السيسى للغرب بعد أن أعطته السعودية والإمارات الكارت الأصفر، ومنعت تدفق الأموال بدون حساب. مطالب شعبية تصمت أمامها الحكومات وبالرغم من إصراره على الزيارة نادت الآن منظمات حقوقية وشعبية إلى رفض زيارة قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسى إلى بريطانيا، ووقع عدد من النواب على وثيقة ترفض استقباله. ودشنت حملات آخرى لنشطاء بريطانيين تطلب محاكمته، وصرح المسؤولون عن الحملة -التي تم نشرها باللغة الإنجليزية- إنهم"يدينون بشدة دعوة الحكومة البريطانية للدكتاتور العسكري عبد الفتاح السيسي لزيارة لندن، حيث إن السيسي ونظامه العسكري يمثلان النقيض للقيم البريطانية الأساسية من سيادة القانون، واحترام حقوق الإنسان والديمقراطية". كما خرجت مظاهرات منددة بقدومه إلى البلاد، ولكن السلطات البريطانية لها حسبات مختلفة مع المطلوب الأول فى جرائم حرب وعقدت أمس الثلاثاء 3 11 في العاصمة لندن، ندوة دولية حول أوضاع حقوق الإنسان والحريات العامة في مصر، بمشاركة خبراء قانونيين وباحثين في مجال الحريات العامة، وذلك بدعوة من "المجلس الثوري المصري" المعارض، لفضح جرائم النظام، وعرض الانتهاكات التى يتعرض لها المعارضين، على يد قوات الأمن بأوامر من الجنرال، لا سيما التصفيات الجسدية، والقتل البطئ داخل المعتقلات، والإختفاء القسرى المخالف لكل القوانين الدولية. فلماذا لم تسمع الحكومة البريطانية إلى المطالبين بإلغاء الزيارة؟ولماذا أعطت قانون حصانة لرجل السيسى الأول "محمود حجازى" رئيس هيئة الأركان المسلحة فور قدومه لافلاته من إلقاء القبض عليه ومحكامته كمتهم بجرائم حرب؟ الإجابة تؤكد أن مصالح الغرب أهم الاعتبارات بغض النظر عن اي اعتبار إنساني آخر، لدى الدول التى تنادى دوما بحقوق الإنسان. فدول الغرب لا ترى غير مصلحتها الشخصية فحسب، فلم تلقى بالا لحقوق إنسان أو رفع الظلم عن أقلية مضطهدة أو دعم فصيل أمام فصيل، وإنما هى سياسيات تتبعها لفرض سيادتها وهيمنتها على دول الشرق الأوسط ومن بينها مصر ودول النزاعات العربية مثل سوريا واليمن والعراق، لتفتتيها وإضعافها. الهدف والنتائج ويرى مراقبون أن السيسى يسعى لزيارة بريطانيا لحثها على تدخل غربي في كل من دول الشرق الأوسط وخاصة التدخل العسكري في ليبيا حسبما صرحت صحيفة "التليجراف" اليوم الأربعاء، على لسان السيسى، وفي اليمن باسم القضاء على الإرهاب بحجة فشل السعودية والتحالف العربى. وبالأخير يعتبر هذا الوقت المناسب لتقديم السيسى مزيد من التنازلات والتعاون بينه وبين أمريكا ومن وراءهم الصهاينة من أجل المساندة وتقديم الدعم خشية قيام ثورة شعبية في يناير القادم، تطيح به فى المحاكم الدولية.