سعر الدولار اليوم في 10 بنوك ببداية تعاملات الاثنين    حماية المستهلك: شركة الشحن شريكًا في مخالفة نقل السلع المغشوشة .. قريبا    توقعات حول نتائج لقاء زيلينسكي وترامب في الولايات المتحدة    «متحدث الصحة» ينفي سرقة الأعضاء: «مجرد أساطير بلا أساس علمي»    المعهد القومي للمعايرة يحصل على الاعتراف الدولي ل 19 قدرة قياس جديدة    الرئيس الأوكراني يصل إلى الولايات المتحدة للقاء ترامب    جوزيف عون: لبنان على مسار الازدهار.. والورقة الأمريكية تفتح باب التعاون مع سوريا    مصابون إثر استهداف طائرات الاحتلال شقة سكنية وسط قطاع غزة    موعد مباراة الجزائر والنيجر في كأس أمم أفريقيا للمحليين    "على أغاني عمر كمال والجسمي".. إمام عاشور ينشر صورة مع والده ووالدته    الحالة المرورية اليوم، انسيابية على أغلب المحاور بالقاهرة والجيزة مع تباطؤ في بعض المناطق    تحذير عاجل من التعليم بشأن استخدام أسوار المدارس في أغراض الدعاية والإعلان    ريهام عبدالغفور تنعي تيمور تيمور: فراقك وجعني    انخفاض سعر الذهب اليوم في مصر ببداية تعاملات الاثنين    بكم العدس والفاصوليا؟.. أسعار البقوليات في أسواق الشرقية اليوم الإثنين 18 أغسطس 2025    كم سجل عيار 21 الآن؟ أسعار الذهب اليوم في بداية تعاملات الاثنين 18 أغسطس 2025    يسرا عن رحيل «تيمور تيمور»: صعب تلاقي حد بالصفات دي في حياتك    حكيم يشعل أجواء الساحل الشمالي الجمعة المقبلة بأجمل أغانيه    وظائف شاغرة ب«الكهرباء».. التخصصات المطلوبة وآخر موعد للتقديم    منها الشاي والقهوة.. مشروبات شائعة تحتوي على جزيئات بلاستيكية دقيقة    «حالتك سيئة وراجع نفسك».. أيمن الرمادي يطالب باستبعاد نجم الزمالك من التشكيل    تحرك الدفعة ال 17من شاحنات المساعدات إلي معبر كرم أبو سالم    مصرع سيدة في حادث سير ب شمال سيناء    دعه ينفذ دعه يمر فالمنصب لحظة سوف تمر    كل ما تريد معرفته عن مسابقة توظيف بريد الجزائر 2025.. الموعد والشروط وطريقة التسجيل    قرارات صارمة من وزارة التربية والتعليم استعدادًا للعام الدراسي الجديد 20262025 (تعرف عليها)    إساءات للذات الإلهية.. جامعة الأزهر فرع أسيوط ترد على شكوى أستاذة عن توقف راتبها    تامر عبدالمنعم: «سينما الشعب» تتيح الفن للجميع وتدعم مواجهة التطرف    ترامب يهاجم «وسائل الإعلام الكاذبة» بشأن اختيار مكان انعقاد قمته مع بوتين    "أي حكم يغلط يتحاسب".. خبير تحكيمي يعلق على طرد محمد هاني بمباراة الأهلي وفاركو    أرتفاع الحديد.. أسعار مواد البناء اليوم الإثنين 18 أغسطس 2025    وصفة مغذية وسهلة التحضير، طريقة عمل كبد الفراخ    أسفار الحج 13.. من أضاء المسجد النبوى "مصرى"    قد يكون مؤشر على مشكلة صحية.. أبرز أسباب تورم القدمين    بدء اختبارات كشف الهيئة لطلاب مدارس التمريض بالإسكندرية    مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 18 أغسطس 2025 في القاهرة والمحافظات    "لا يصلح"... رضا عبدالعال يوجه انتقادات قوية ليانيك فيريرا    هاجر الشرنوبي تدعو ل أنغام: «ربنا يعفي عنها»    احتجاجات غاضبة أمام مقر نتنياهو تتحول إلى مواجهات عنيفة    الأمم المتحدة: نصف مليون فلسطيني في غزة مهددون بالمجاعة    سامح حسين يعلن وفاة نجل شقيقه عن عمر 4 سنوات    أوسيم تضيء بذكراه، الكنيسة تحيي ذكرى نياحة القديس مويسيس الأسقف الزاهد    مصرع طفل أسفل عجلات القطار في أسيوط    التحقيق في مقتل لاعبة جودو برصاص زوجها داخل شقتهما بالإسكندرية    بحضور وزير قطاع الأعمال.. تخرج دفعة جديدة ب «الدراسات العليا في الإدارة»    حضريها في المنزل بمكونات اقتصادية، الوافل حلوى لذيذة تباع بأسعار عالية    السكة الحديد: تشغيل القطار الخامس لتيسير العودة الطوعية للأشقاء السودانيين    أشرف صبحي يجتمع باللجنة الأولمبية لبحث الاستعدادات لأولمبياد لوس أنجلوس    أمسية دينية بلمسة ياسين التهامى فى حفل مهرجان القلعة    وزير الثقافة ومحافظ الإسماعيلية يفتتحان الملتقى القومي الثالث للسمسمية    اليوم.. أولى جلسات محاكمة المتهمين في واقعة مطاردة طريق الواحات    مواجهة مع شخص متعالي.. حظ برج القوس اليوم 18 أغسطس    ننشر أقوال السائق في واقعة مطاردة فتيات طريق الواحات    رضا عبد العال: فيريرا لا يصلح للزمالك.. وعلامة استفهام حول استبعاد شيكو بانزا    بداية متواضعة.. ماذا قدم مصطفى محمد في مباراة نانت ضد باريس سان جيرمان؟    تنسيق الثانوية العامة 2025 المرحلة الثالثة.. كليات التربية ب أنواعها المتاحة علمي علوم ورياضة وأدبي    هل يجوز ارتداء الملابس على الموضة؟.. أمين الفتوى يوضح    مرصد الأزهر: تعليم المرأة فريضة شرعية.. والجماعات المتطرفة تحرمه بتأويلات باطلة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الفاشية النازية وعلاقتها بالصهيونية العالمية
رداً على الكذاب نتنياهو حول القائد الفلسطيني الكبير مفتي فلسطين الحاج أمين الحسيني
نشر في الشعب يوم 04 - 11 - 2015

برر الفاشي نتنياهو مجرم الحرب هتلر و الإيديولوجية النازية و ألمانيا النازية من عنصريتها و وحشيتها عندما زعم كذباً وبهتاناً كعادة الصهاينة بالكذب وهم أساتذة كبار في فن الكذب رفعوه إلى مستوى القداسة الدينية و سياسة رسمية يمارسونها و تمارسها إسرائيل, عندما زعم أن مفتي فلسطين أقنع هتلر بارتكاب الإبادة الجماعية بحق اليهود في ألمانيا.
أساء الإرهابي نتنياهو لضحايا النازية من يهود إندماجيين غير صهاينة في ألمانيا و أوروبا عندما برأ هتلر والنازية من عنصريتها المتأصلة في الإيديولوجية النازية الآرية العرقية و من جرائم الحرب و جرائم ضد الإنسانية التي ارتكبتها. واستغلت إسرائيل و الصهيونية العالمية معزوفة الهولوكوست النازي والمبالغة فيها لإقامة إسرائيل في فلسطين قلب الوطن العربي و لتبرير الهولوكوست الإسرائيلي على شعبنا العربي الفلسطيني وعلى أمتنا العربية.
و قام الصهاينة و قادة إسرائيل بالتعتيم على أسود صفحة في تاريخ الصهيونية و هي التعاون بين الصهيونية والنازية للتشابه النظري و العملي بين الإيديولوجيتين العنصريتين و تحقيقاً لمصالحهما في تنظيف ألمانيا من اليهود و تهجيرهم فقط إلى فلسطين و تعويضهم عن بعض أموالهم و ممتلكاتهم ببضائع ألمانية استلمتها الوكالة اليهودية في فلسطين وروجت بيعها في بلاد الشام.
لذلك أطلق بعض الكتاب الألمان على هتلر أنه مؤسس إسرائيل. و يكشف المقال التالي بعض خفايا التعاون بين الإيديولوجيتين العنصريتين. و من الجدير بالذكر أن اسرائيل تعاونت مع بقايا النازيين ,استغلتهم لخدمة مصالحها العسكرية و الأمنية. و قام أحد أصحاب الشركات الكيماوية الماني نازي سابق بشراء و سرقة (650) طن يورانيوم من الولايات المتحدة لتزويد مفاعل ديمونا الذري بالوقود في خمسينيات القرن الماضي.
التعاون الرسمي بين ألمانيا النازية والحركة الصهيونية:
اتفاقية هافارا أنموذجاً
لم تقتصر مساعدات ألمانيا النازية للحركة الصهيونية على شاخت وزير الاقتصاد النازي بل تعدتها إلى غوبلز وزير الدعاية النازي الذي سمح بكتابة المقالات والتقارير في جريدة «الهجوم» النازية والتي تخدم تقوية المنظمات الصهيونية في ألمانيا وفلسطين.
وكانت الجريدة النازية تنشر التقارير التي تعطي اليهودي الألماني صورة إيجابية عن الاستيطان اليهودي في فلسطين. وكان ليويولد آدلر فون ميلد نشتاين من أشهر الكتاب فيها ويرأس المكتب الخاص باليهود في المكتب الرئيسي للأمن في الرايخ التابع إلى فرق s.s. النازية. وسافر ميلد نشتاين إلى فلسطين ووضع هناك أسس التعاون بين ألمانيا النازية والحركة الصهيونية من أجل تصعيد الهجرة اليهودية.
وتؤكد أرقام الهجرة اليهودية المرتفعة إلى فلسطين ثمرة هذا التعاون بحيث بلغت نسبة اليهود الذين جاؤوا من ألمانيا في الفترة الواقعة ما بين 1933 1939 حوالي 25% من المستوطنين اليهود.
وسمح غوبلز للجريدة اليهودية «يودشي روندشاو» بكتابة مقالات انتقاديه، ولكنه منع بيعها للآريين، كما سمح لدار النشر اليهودية في برلين شارلوتنبورغ بطباعة الكتب الصهيونية.
ونُشرت العديد من الكتب والمقالات لارتور روبين وبن غورين وحاييم وايزمان وبنفس الوقت الذي كان يقوم به جوبلز بحرق كل أثر ثقافي أو فكري ألماني معاد للنازية.
تنظيف ألمانيا من اليهود بالاتفاق بين النازية والصهيونية.
سمحت ألمانيا النازية للمنظمات الصهيونية بجمع التبرعات من ألمانيا لدعم الهجرة والاستيطان اليهودي في فلسطين العربية تماماً كالولايات المتحدة الأمريكية حالياً التي تسمح للمنظمات اليهودية بجمع التبرعات لإسرائيل.
يقول الكاتب الألماني كلادس بولكين أن الشرطة السياسية في مقاطعة بافاريا قد أصدرت بتاريخ 9/7/1933 أمراً جاء فيه: « تقوم المنظمة الصهيونية بجمع المال من أعضائها والمؤيدين لها لتشجيع الهجرة وشراء الأراضي في فلسطين وإقامة التجمعات السكنية هناك، وهذه المبالغ التي تجمع لا يستلزم لجمعها الحصول على تصريح خاص لأنها توجد في دائرة مغلقة من اليهود، والشرطة السياسية لا تمانع في عقد الاجتماعات لجمع الأموال التي تساعد بوسائل عملية على حل المسألة اليهودية».
وقام ميلد نشتاين وزوجته كمبعوث من ألمانيا النازية وكورت تويتشلر كمبعوث من قبل الاتحاد الصهيوني في ألمانيا في ربيع عام 1933 بزيارة إلى فلسطين دامت ستة أشهر لدراسة إمكانيات توطين اليهود الألمان هناك. وكان ميلد نشتاين عضواً في الحزب النازي وضابطاً كبيراً في أجهزة الأمن السرية النازية. وكتب اثنتي عشرة مقالة في جريدة الهجوم النازية التي كان يشرف عليها غوبلز، وأعرب فيها عن إعجابه الشديد بالصهيونية وبالروح الرياضية لدى المستوطنين اليهود الأوائل، وخلص فيها إلى استنتاج هو «أن الوطن القومي اليهودي في فلسطين سيكون علامة على وسيلة لشفاء جرح قديم يعود إلى عدة عصور هو المسألة اليهودية». وأمر غوبلز بصك ميدالية تخليداً لذكرى الزيارة تحمل على أحد وجهيها الصليب المعكوف وعلى الوجه الآخر النجمة السداسية. وقام ميلد نشتاين بتعيين أدولف ايخمان في قسم الشؤون اليهودية في جهاز الأمن النازي وعملا معاً لتنظيف ألمانيا وأوروبا من اليهود خدمة للهدفين النازي والصهيوني.

ألمانيا النازية تساهم في تحقيق المشروع الصهيوني
في العاشر من تموز 1933 دعا مدير عام وزارة الاقتصاد النازية إلى اجتماع بناء على طلب وزارة الخارجية، واشترك في الاجتماع وزارة الخارجية، ووزارة الإرشاد والدعاية، ووزارة المالية ووزارة الاقتصاد والبنك المركزي الألماني لمناقشة موضوع توسيع حملة تهجير يهود ألمانيا ونقل أملاكهم.
وعبرت الوزارات المختصة عن مصلحة ألمانيا بذلك، فرأت وزارة الخارجية أن تسهيل هجرة اليهود يعمل على تخفيف حدة الانتقادات الموجهة لألمانيا. ورأت وزارة الاقتصاد أن نقل أموال اليهود على شكل بضائع ألمانية يساعد في تخفيف حدة البطالة ويفتح أسواقاً جديدة للصادرات الألمانية.
ورأت وزارة الدعاية ضرورة استغلال هجرة اليهود سلاحاً ضد حركة مقاطعة ألمانيا.
وعدلت ألمانيا النازية الاتفاقية التي وقعتها مع سام كوهين في 19 أيار 1933 باتفاقية في 18 تموز 1933 وافق فيها الجانب الألماني على إيداع أموال المهاجرين اليهود في حساب خاص في المصرف الانغلو فلسطيني، ويستطيع المهاجر سحب أمواله من المصرف المذكور بعد أن يهاجر إلى فلسطين، كما اشترطت الاتفاقية دفع نسبة معينة من ثمن السلع بالعملات الصعبة عند تجديد الاتفاقية في المستقبل.
وفضلت وزارة الاقتصاد ووزارة الخارجية في برلين التعاون مع المنظمات الصهيونية والوكالة اليهودية بشكل مباشر عن التعاون مع شركة سام كوهين.
دور اتفاقية هافارا في تأسيس الدولة اليهودية.
اعتقدت الوكالة اليهودية برئاسة بن غوريون والمنظمة الصهيونية الألمانية أن المفاوضات مع الحكومة النازية وسيلة لتحقيق امتيازات خاصة للمهاجرين إلى فلسطين لا يحصل عليها المهاجر اليهودي إلى بريطانيا والولايات المتحدة.
وتكللت المفاوضات بالنجاح وحقق التعاون مع ألمانيا في تهجير اليهود ونقل أموالهم فرصة تاريخية لإنجاح الاستيطان اليهودي وإقامة صناعة يهودية، مما قاد إلى مساهمة ألمانيا النازية في البدء بتحقيق المشروع الصهيوني.
وقعت اتفاقية التراتسفير باسم حكومة ألمانيا النازية وباسم الوكالة اليهودية وعكست المصالح المشتركة بين الطرفين لتنظيفألمانيا من اليهود وتهجيرهم إلى فلسطين كمقدمة لاغتصابها وإقامة إسرائيل فيها.
رحبت وزارة الداخلية النازية بالاتفاقية، كما رحبت بها وزارة الاقتصاد لأنها تعمل على تشجيع الصادرات الألمانية وتسويقها في فلسطين والبلدان العربية المجاورة لها. وعملت على تحسين صورة استلام النازية للحكم.
وثمنت ألمانيا النازية اتفاقية هافارا، إذ ورد في تقرير الحزب النازي بفرع التجارة الخارجية عن أهميتها للصادرات الألمانية عن طريق الحركة الصهيونية أنه «من الناحية السياسية فإن هذه الصادرات تعني مساعدة قيّمة لتأسيس الدولة اليهودية بمعونة رأس المال الألماني».
وأصدرت وزارة الاقتصاد النازية في 25/8/1933 تعميماً رقم 540/33 ورد فيه عن الهدف منها:
دعم تصدير المنتجات الألمانية إلى الشرق الأوسط وبناء اقتصاد يهودي في فلسطين».
وجاءت الاتفاقية في إطار وضع الأساس للمشروع الصهيوني في فلسطين لتهجير الصهاينة من ألمانيا وتوفير المال الضروري للاستيطان اليهودي في فلسطين وهكذا لم تعمل الحركة الصهيونية على إنقاذ جميع اليهود من ألمانيا، لأنها فضّلتْ هجرة الشباب والشابات الصهاينة وأصحاب الأموال الضخمة. وأدت إلى مساعدة ألمانيا النازية في اللف على مقاطعتها، وفتحت أسواقاً للسلع الألمانية في المنطقة العربية، وبالتالي خففت من حدة مقاطعة البضائع الألمانية.
مصلحة المشروع الصهيوني أهم من مصلحة اليهود:
سمحت الاتفاقية لأصحاب رؤوس الأموال أن يضعوا حتى 50 ألف مارك وأما ما بقي معهم من أموال فتوضع في حساب الماركات المجمدة. وأقيم خط بحري مباشر بين مينائي هامبورغ وحيفا بإشراف حاخامية هامبورغ.
ودافع موشي شارتوك (موشي شاريت فيما بعد) أمام المؤتمر الصهيوني في براغ (29 آب 1933) من الاتفاقية مع ألمانيا النازية ملخصاً موقف المنظمة الصهيونية العالمية قائلاً: «عند نشوء تناقص بين مصلحة فلسطين (أي مصلحة المشروع الصهيوني في فلسطين) وبين مصلحة المهجر فإن مصلحة المشروع الصهيوني في فلسطين تحتل الأولوية».
وبرز فلاديمير جابوتنسكي تحالفه مع اللا سامي بتليورا الذي اضطهد اليهود في أوكرانيا قائلاً:
«سأقوم بالتحالف مع الشيطان من أجل فلسطين».
وأقر هتلر اتفاقية هافارا في خطبة له في 24 تشرين أول 1933، واعتبرها أساساً لسياسة ألمانيا تجاه اليهود، وجدد فلسطين كبلد لتوطين «الشعب اليهودي».
وجسّدت الاتفاقية التطابق النظري والتعاون بين الحركة الصهيونية وألمانيا النازية لحمل يهود ألمانيا للهجرة إلى فلسطين دون سواها، وحققت الأهداف الآتية والبعيدة للحركة الصهيونية في ألمانيا وفلسطين، بحل أزمة يهود ألمانيا وفقاً لمخططاتها وتصوراتها والتي أدت إلى تعاونها مع الوحش النازي.
ورافق عشية توقيع الاتفاقية الأولى تحركات صهيونية دولية على أعلى المستويات. فزار حاييم وايزمان زعيم المنظمة الصهيونية العالمية إيطاليا، وقابل الدكتاتور الفاشي موسوليني في 26 نيسان 1933 للتوسط بين المنظمات الصهيونية وهتلر للقيام بمفاوضات مباشرة بين الطرفين بعد أن تعلن الحركة الصهيونية إنهاء المقاطعة للسلع الألمانية ووقف الحملات الإعلامية ضد سياسة ألمانيا تجاه اليهود.
إن تحقيق اتفاقية هافارا تطلب تعاوناً وثيقاً بين المنظمات الصهيونية وحكومة ألمانيا النازية تجاوز الاتفاقية كالتعاون الأمني والسياسي والإعلامي.
وكانت وزارة المستعمرات البريطانية تعارض زيادة الصادرات الألمانية إلى فلسطين، لأنها تهدد مصالح بريطانيا الاقتصادية. لذلك عارضت الوزارة نقل يهود ألمانيا وأملاكهم إلى فلسطين لأنها تلحق الضرر بالمصالح البريطانية وتؤدي إلى إضعاف مركز بريطانيا هناك.
وعبرت الاتفاقية آنذاك عن حسن نية ألمانيا النازية تجاه الحركة الصهيونية
وايزمان لا يشعر بالعار باستخدام اضطهاد اليهود في ألمانيا لتأسيس إسرائيل.
شرعتّ أجهزة الحكم النازية بالعمل على تسهيل عملية صهينة يهود ألمانيا وبشكل خاص الشبيبة بتقديم التسهيلات للمنظمات الصهيونية والتضييق على المنظمات اليهودية الاندماجية.
واحتلت أولوية تهجير اليهود إلى فلسطين مكان الصدارة في سياسة ألمانيا النازية تجاه اليهود، إذ كانت لا تسمح لليهودي الذي يهاجر إلى بلد غير فلسطين إلاّ بنقل جزء قليل من أملاكه على شكل منتجات ألمانية.
وحدد حاييم وايزمان موقف الحركة الصهيونية من التعاون مع ألمانيا النازية في المؤتمر الصهيوني التاسع عشر في لوزان في آب 1935 قائلاً: «ليس لدينا ما يشعرنا بالعار باستعمال قمع يهود ألمانيا لبناء فلسطين.... شيء ما يتم بناءه وسيحوّل المخاوف التي نتحملها جميعاً إلى أثمان وأساطير لأحقادنا».
وبالتالي سهّل القادة الصهاينة العمل على ممثلي المنظمة الصهيونية الألمانية في المؤتمر في تجنيد الصهاينة لتأييد التعاون والذين تبلور موقفهم في أن «الصهيونية يجب أن تهتم بالبيت القومي في فلسطين فقط».
ووافق المؤتمر الصهيوني التاسع عشر على تبني اتفاقية هافارا واعتبرها مجالاً من مجالات العمل الرسمي للمنظمة الصهيونية.
وأصدرت اللجنة التنفيذية للوكالة اليهودية بياناً رسمياً في 10 كانون الأول 1935 أكدت فيه أن اتفاقية هافارا جهد صهيوني في جوهرها، وإن هدف سياسة الترانسفير هو تمكين يهود ألمانيا من الهجرة ونقل أملاكهم وبناء فلسطين وأدى صدور قوانين تورنبيرغ العنصرية بألمانيا في 15 أيلول 1935 إلى تصاعد حالة القلق والخوف وعدم الاستقرار بين يهود ألمانيا، ما أدى إلى تصاعد الهجرة اليهودية بمن فيهم أصحاب رؤوس الأموال الذين كانت الحركة الصهيونية تعطيهم الأولوية في الهجرة لإخراج المشروع الصهيوني في فلسطين إلى حيز الوجود. وقام بعضهم بتهريب رؤوس الأموال عن طريق البلدان الأوروبية إلى فلسطين.
وطرحت الحركة الصهيونية على بساط البحث: أما إنقاذ يهود ألمانيا بشتى الوسائل أم تجنيد أزمتهم لتحقيق المشروع الصهيوني في فلسطين. واختارت التعاون مع ألمانيا النازية لتحقيق المشروع الصهيوني بدلاً من إنقاذ يهود ألمانيا، وعملت على إنقاذ الصهاينة والشباب والشابات. واستغلت فيما بعد اضطهاد اليهود الاندماجيين والمستنين لإقامة إسرائيل بمساعدة وتأييد كاملين من الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية.
الجستابو وتقوية المنظمات الصهيونية وقررت ألمانيا النازية الطلب من وزارتي الزراعة والتموين فتح مؤسسات تدريب جديدة وتوسيع المؤسسات القائمة لتأهيل أكبر عدد ممكن من الشبيبة اليهودية وتأهيلهم على الأعمال المهنية والزراعية التي تحتاجها الهجرة إلى فلسطين وسمحوا للوكالة اليهودية بإرسال معلمين لتعليم العبرية في مراكز التدريب وبرفع علم نجمة داود.
وهكذا احتل تدريب وتهجير اليهود في ألمانيا مكان الصدارة والأولوية في سياسة ألمانيا النازية، وأدى إلى إقامة مجتمع يهودي وإنجاح الاستيطان في فلسطين. وهكذا أبرزت اتفاقية الترانسفير التعاون التعاقدي بين ألمانيا النازية والمنظمة الصهيونية لأسباب إيديولوجية وعرقية وسياسية واقتصادية لتنظيف ألمانيا من اليهود.
وعادت بالفوائد على الطرفين. وشكلت قارب النجاة للحركة الصهيونية والمشروع الصهيوني.
وقام الصهاينة بتسويق المنتجات الألمانية في فلسطين وفي أسواق الدول العربية المجاورة لها، في سورية ولبنان، مما جعلت اتفاقية هافارا أداة لتوسيع التجارة الألمانية مع البلدان العربية، ما متن من مكانة الحركة الصهيونية في التعامل والتعاون مع ألمانيا النازية.
واستخدمت ألمانيا أجهزة الشرطة والمخابرات (الجستابو) ضد الاندماجيين من يهود ألمانيا لإضعافهم ولتقوية الحركة الصهيونية في أوساطهم، وكان الاندماجيون يعارضون الصهيونية، ولا يريدون إقامة دولة يهودية ويعتبرون أن ألمانيا وطنهم الحقيقي. وكانت النازية ترفض لفرض الرقابة الشديدة على المنظمات اليهودية الاندماجية وجاء في تعليماته لأجهزته الأمنية في 6 شباط 1935: «تزداد محاضرات المنظمات اليهودية التي تروج للبقاء في ألمانيا. أمر بالعمال حالاً على منع جميع هذه
الاجتماعات اليهودية التي تقوم بالدعاية للبقاء في ألمانيا، إلى أجل غير مسمى». وتابعة المنظمات الصهيونية نشاطاتها واجتماعاتها من دون أن يشعلها أمر المنع. وأخذت تعتقل كل من يدعو للبقاء في ألمانيا. واعتبر الجستابو في تقرير أعده القسم الثاني فيه لعام 1936 «أن تحريض العرب ضد المهاجرين اليهود يضر الرايخ» وذلك على أثر اندلاع ثورة 1936 ضد تهويد فلسطين العربية وضد استمرار الانتداب البريطاني عليها.
خلاصة القول تجلى التعاون الرسمي بين ألمانيا النازية والحركة الصهيونية بتوقيع اتفاقية هافارا بين وزارة الاقتصاد النازية وارتور روبين ممثلاً للوكالة اليهودية في فلسطين. وكان حاييم ارلوزوروف رئيس الدائرة السياسية في الوكالة اليهودية هو الذي توصل إلى توقيع هذه الاتفاقية، ووافق عليها المؤتمر الصهيوني التاسع عشر، ودفع حياته ثمناً لها، حيث اغتاله أحد اليهود في تل أبيب بعد عودته من برلين.
وتأسست بموجبها شركة بالترو في برلين وأخرى باسم هافارا في تل أبيب.
وكان المهاجر اليهودي يسلِّم ثروته إلى شركة بالترو ويستلمها على شكل بضائع ألمانية من شركة هافارا في تل أبيب، وذلك لدعم الهجرة اليهودية وتوطين اليهود الألمان وإنجاح الاستيطان اليهودي في فلسطين.
واستفادت ألمانيا النازية من الاتفاقية بتخفيف عدد اليهود في ألمانيا، وزيادة صادراتها إلى المنطقة، وخرق الحصار ضد المنتجات الألمانية وقيام اليهود أنفسهم ببيعها في البلدان العربية. وهكذا تمكنت الصهيونية عن طريق ألمانيا النازية ومساعداتها في إجبار اليهود الألمان على التوجه إلى فلسطين العربية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.