حالة من الشلل التام سيطرت على محافظة السويس الشتاء الماضي، بعد توقف حركة السير بالشوارع الرئيسة والداخلية بالمحافظة وعدد من المرافق الرئيسة والحيوية، على رأسها موانئ السويس وشركات البترول، عقب هطول أمطار رعدية لعدة ساعات تبعتها سيول عزلت المحافظة، وتسببت فى خسائر فادحة بشبكات الطرق، على رأسها طرق القطامية والعين السخنة والبحر الأحمر، وحسب موقع "البديل" اكتفى المسؤولون بنزح المياه وترميم الطريق، دون حل المشكلة الأساسية. كذلك غرقت منصات البترول التابعة لشركات سوميد والشركة العامة للبترول، كما تعطل العمل داخل الشركات الصناعية بمناطق عتاقة وشمال غرب خليج السويس، وأعلنت هيئتا قناة السويس وموانئ البحر الأحمر حالة الطوارئ لمواجهة الأمطار وآثارها، وحاصرت السيول قرى العين السخنة والشاليهات السياحية، ما دفع روادها إلى الاستغاثة بالقوات السياحية لنجدتهم وإنقاذهم من الغرق في السيول والصخور المتساقطة من أعلى جبل عتاقة؛ بسبب سوء حالة الطقس . ويقول مدير قرية وادي الدوم بالعين السخنة: العام الماضي دمرت السيول القرية تمامًا لدرجة فشل رجال الإنقاذ في مساعدة زائري القرية والموظفين بها، بعد محاصرتهم بالمياه داخل القرية، حيث طفت السيارات فوق المياه وكأنها في بحر كبير؛ بسبب إهمال المسؤولين وأضاف: “اعتدنا في مصر أننا لا نفيق إلَّا بسقوط ضحايا وقتلى لكي نبدأ الإصلاح”. وقدرت الخسائر المبدئية الناجمة عن موجة السيول والأمطار الرعدية العام الماضي ب5 ملايين جنيه مبدئيًّا، كما كشفت السيول عن ضرورة دعم الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي بسيارات عملاقة لشفط المياه وكسحها من الشوارع، بعد أن شهدت السويس تجمعات لمياه الأمطار وصلت في بعض المناطق إلى أكثر من نصف متر، وهو ما لم تتعوده السويس من قبل . الصرف الصحي تعاني محافظة السويس من انهيار تام بشبكات الصرف الصحي، والتي تغرق معظم شوارع المحافظة دائمصا دون وجود حل نهائي للمشكلة، اللهم إلَّا بعض أعمال الترميم كمسكنات لحل وتأتي وفقًا لأقدمية الشارع أو المنطقة التي تعانى من الطفح، ومدى تفاعل أهالي هذه المنطقة مع المشكلة تجاه المحافظة ، وينطبق ذلك على الجميع عدا مناطق بعينها يقطنها “صفوة المجتمع” لا تعاني من مشكلات بالصرف، لتسخير مجهودات المحافظة لصالحهم. وفى محاولة للتغلب على مشكلة طفح الصرف الصحي بالسويس، استعانت المحافظة بسيارات “النافوري” من القاهرة، التابعة للشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي، وبفريق عمل من الإدارة العامة لصيانة المجمعات والمعدات والأنفاق بالقاهرة، بالتعاون مع هيئة الصرف الصحي بالسويس وغادر فني الشركة المحافظة بعد كتابه تقرير عاجل يفيد بضرورة تغيير شبكة الصرف الصحي لتهالكها وانهيارها بشكل تام . مياه الشرب تأثرت شبكة مياه الشرب بمحافظة السويس بالطفح المستمر لشبكات الصرف الصحي وانهيارها، ولتجاور مواسير الصرف ومياه الشرب، ونظرًا لفرق الضغط اختلطت مياه الشرب بالصرف الصحي، في معظم أحياء المحافظة، ويصل انقطاع المياه لأيام وأسابيع ومناطق أخرى تزورها المياه بشكل موسمي . ورغم رصد دعم مالي قدره 100 مليون جنيه لإعادة إحلال وترميم وصيانة شبكة مياه الشرب بالسويس لما تمثله من خطورة على المواطنين، ولم يتم أي إجراء بهذا الشأن . خطوط الغاز رغم حداثة خطوط الغاز بمحافظة السويس، إلَّا أنها انهارت بشكل سريع، وأصبحت حوادث تسرب الغاز أو تحطم مواسير الغاز أمرًا معتادًا يوميًّا بالمحافظة، نظرًا لقدم المباني والطرق وتهالكها. ولم يجد المسؤولون حلًّا لهذه المشكلة سوى قطع الغاز عن الأماكن التي يحدث بها تسرب أو تحطم للخطوط، والاكتفاء بضخ الغاز إلى المناطق الصناعية والقرى السياحية؛ لزيادة الطلب عليها بأسعار مضاعفة عن أسعار المنازل في ظل أزمة نقص الوقود التي تعاني منها البلاد . كابلات الكهرباء والتليفونات تعاني شبكة الكابلات الكهربائية وكابلات التليفونات بمحافظة السويس من الانهيار؛ لقدمها والتحميل عليها خلال السنوات الماضية، واستغلال الخارجين على القانون أعمال الشغب وغياب الأمن إبان ثورة 25 يناير، وسرقة الكثير منها، وتستبدل بكابلات غير مطابقة للمواصفات وذات خامات رديئة، مما تسبب في انفجارات للمحولات الكهربائية بشكل مستمر، ومرور هذه الكابلات في الأرض الغارقة بمياه الصرف الصحي يتسبب في ماس كهربائي، وانقطاع التيار عن المناطق التي تشهدها هذه الأعطال، فضلًا عن تهديدها المستمر لحياة المواطنين، ولم نجد سوى وعود دون تنفيذ . الطرق والسكك الحديدية تعتبر شبكة الطرق والسكك الحديدية بالسويس من أقدم الشبكات التي تم إنشاؤها بمصر، بل والشرق الأوسط، ونظرًا للقيمة التجارية والصناعية والسياحية التي تمثلها شبكات الطرق والسكك الحديدية تعاني من ضغط شديد يوميًّا . تتحرك سيارات النقل على طرق “السويسالقاهرة، السخنة، الإسماعيلية، طوال ال24 ساعة، محملة بآلاف الأطنان، وشكَّل قرار منع سير النقل كارثة زادت من انهيار البنية التحتية، حيث تتحرك هذه السيارات تباعًا في وقت واحد، مما يمثل ضغطًا هائلًا على الطرق، واتضح هذا الانهيار في الهبوط الأرضي الذي أصبح شيئًا معتادًا بالمحافظة .