رغم إصرار نظام قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسى، على بداية العام الدراسي الجديد، فى اليوم التالي لإجازة عيد الأضحى، بدعوى تأجيل الدراسة لمدة 5 أيام فقط، سيؤدى لارتباك خريطة العام الدراسي و"كروتة المناهج" إلا أن تقارير المتابعة ب 25 جامعة حكومية كشفت عن تغيب أكثر 60% من الطلاب لأسباب؛ منها التضييق الأمني، وتأجيل التسكين بالمدن الجامعية، فضلا عن القمع الأمني والخوف من الاعتقال، فضلا عن ارتفاع معدل غياب هيئات التدريس عن محاضراتهم بنسبة تجاوزت ال70% فى ظل انشغال الإدارات الجامعية بالملف الأمني. الجامعات ترفع شعار "الأمن أولا" وعلى مستوى أكثر من 25 جامعة حكومية فرضت الإدارات الجامعية شعار "الأمن أولا"؛ حيث قامت جامعات القاهرة وعين شمس وحلوان والزقازيق والمنصورة بمنع دخول أي طالب وطالبة للحرم الجامعي يمكن أن يدل مظهره أنه ينتمى للتيار الإسلامي أو جماعة الإخوان المسلمين، كما تم تعيين موظفى أمن معهم صور للقيادات الطلابية، لمنع دخولهم الجامعة، وقد أدت هذه الإجراءات الأمنية المتشددة اليوم لحرمان الآلاف من الطلاب والطالبات من الانتظام بمحاضراتهم، بدعوى شبهة الانتماء للتيار الإسلامي أو أى حركة طلابية مناهضة لنظام السيسى. تأخير التسكين فى المدن الجامعية ورغم الاستعداد الأمني غير المسبوق بكافة الجامعات والاستعانة بشركات الأمن الخاصة وإهدار الملايين عليها، قامت أغلب الجامعات بتأجيل التسكين بالمدن الجامعية، بدعوى عدم الانتهاء من أعمال الصيانة، ونقص السيولة المالية، وقد أدى لتغيب عدد كبير من الطالبات والطلاب لعدم تمكنهم من الإقامة خارج المدنية لأسباب مادية تتعلق بارتفاع أسعار السكن الخارجي، أو أسباب اجتماعية تتعلق برفض الأسر المحافظة إقامة بناتهن خارج مدنية الطالبات. التضييق الأمني والخوف من الاعتقال رصدت عدد من المراكز تصاعد ظاهرة تغيب عدد كبير من الطلاب خوفا من الاعتقال من داخل الحرم الجامعي، وأكدت أن نسبة كبيرة من طلاب الكليات النظرية يفضلون عدم الانتظام فى المحاضرات، والاكتفاء بحضور الامتحانات فقط لتقليل مخاطر الاعتقال، وأكدت أن نسبة كبيرة منهم من الطلاب المتفوقين والطالبات المتفوقات، كما أكدت عدم استكمال عدد منهم امتحاناتهم، خاصة بعد جريمة تصفية طالب الهندسة الشهيد إسلام عطيتو على يد أجهزة الأمن الانقلاب يعد خروجه من الامتحان العام الدراسي الماضي. تصريحات أمنية لا تعليمية وعلى عكس تصريحات رؤساء الجامعات قبل انقلاب 3 يوليو 2013 التى كانت تركز على العملية التعليمية وضرورة وقف إجازات هيئات التدريس وتوفير الكتاب الجامعي والمراجع والدوريات العلمية، وجعل أولوية لتسكين الطالبات بالمدن الجامعية، مراعاة لظروفهن الاجتماعية تحولت تصريحات بداية العام الدراسى لتصريحات أمنية، حيث أكد الوزير الانقلابى أشرف الشيخى خلال جولته فى جامعة الإسكندرية يوم الاثنين الماضى، على ضرورة التصدي للفكر المتطرف وعدم السماح بمظاهرات إلا بعد موافقة رئيس الجامعة والجهات الأمنية. منع المعارضين وحظر النقاب وفى جامعة القاهرة نظم الطلاب وقفة احتجاجية أمام بوابة كلية التجارة بشارع بين السريات بعد أن تم منعهم من الدخول من البوابة الرئيسية للجامعة، على الرغم من أن أغلبهم من طلاب كليتى الحقوق والآداب المجاورة للبوابة الرئيسة. فيما دشن طلاب ضد الانقلاب بالجامعة فعالية "جيل يتحرر" ردا على التعنت الأمني غير المسبوق وحرمان الطلاب من الانتظام فى محاضراتهم. وقد أثار قرار جابر نصار رئيس الجامعة بحرمان عضوات هيئات التدريس المنتقيات من التدريس، ارتباكا بالجداول الدراسية بعدد من الكليات، وطالبت إدارات شئون التعليم والطلاب بتأجيل القرار لبداية الفصل الدراسي الثاني، لإعلام عضوات التدريس ووقف الارتباط، إلا أن نصار رفض التأجيل وطالب بتعليق القرار فى جميع الكليات وإرسال إيميلات شخصية لجميع عضوات التدريس. فوضى المحاضرات وعلى الرغم من الاستعداد الأمنى المبكر لإدارة جامعة عين شمس بالتعاقد مع شركة أمن جديدة لتأمين الجامعة، بما يقرب من 400 ألف جنيه فى العام الدراسى، إلا أن جميع معامل الكليات العملية لم تتم صيانتها، فضلا عن مدنية الطالبات بمصر الجديدة، ومدنية الطلاب فى منطقة منشية الصدر التى تقرر تأجيل التسكين فيها لمدة أسبوعين! حظر المظاهرات وعلى الرغم من أن أغلب الجامعات الإقليمية بالدلتا والصعيد تعانى من نقص هيئات التدريس عجز التجهيزات ووجود عجز كبير فى المراجع والدوريات العلمية، أصر رؤساء الجامعات خلال جولاتهم خلال الأيام الماضية، على التأكيد على حظر المظاهرات نهائيا، بتصريح أو دون تصريح، منهم رؤساء جامعات سوهاججنوب الوادى والزقازيق والمنصورة، مما يتناقض مع تصريحات وزير التعليم العالى الانقلابى الجديد أشرف الشيخى الذى أكد إمكانية التظاهر بتصريح مسبق.