لم ينجح اللقاء الذي جمع نتنياهو وبوتين في تهدئة القادة العسكريين في إسرائيل الذين أبدوا تخوفهم من أسلحة متطورة نشرتها موسكو في سوريا، وشككوا فيما إن كان الغرض منها ضرب داعش. ويدور الحديث عن نشر موسكو أنظمة دفاع جوي متطورة في منطقة طرطوس واللاذقية، بينها صواريخ مضادة للطائرات من نوع SA-15 وSA-22 يمكن أن تهدد بشكل حقيقي عمل سلاح الطيران الإسرائيلي في أنحاء الشرق الأوسط. وفقا لتقرير لموقع القناة الثانية الإسرائيلية. علاوة على ذلك أرسلت روسيا مقاتلات متطورة من نوع سوخوي 30، وهي الطائرة المخصصة لخوض معارك جوية، والحفاظ على التفوق الجوي. وأضاف التقرير:”يكشف تحليل صور وصلت من المطار الذي أممه الروس بالقرب من اللاذقية صواريخ جو-جو متطورة على أجنحة المقاتلات، وهو ما يدل على أن مهمتها لن تكون هجومية بل دفاعية للتصدي لطائرات أجنبية".
ويتزايد القلق في إسرائيل كون الحديث يدور عن أنظمة تسلح ليس لها علاقة بالحرب على داعش، فليس لدى التنظيم طائرات مقاتلة، وليست هناك حاجة لأنظمة دفاعية جوية حديثة. كذلك فإن نشر السوخوي 30 لا يهدف للهجوم على العناصر "الإرهابية" بسوريا، بل لأهداف أخرى، وهو ما يقلق إسرائيل. بحسب تقرير القناة. مسئولون في حلف شمال الأطلسي "الناتو" حذروا مؤخرا من التطورات في سوريا، وأشاروا إلى أن بوتين يرسل المزيد من القوات والأسلحة، بينها صواريخ مضادة للدروع وأخرى مضادة للطائرات، ومقاتلات ودبابات، وكأنه يستعد لعملية ضخمة في القريب. والتقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، وشدد الأخير على أن زيارته لموسكو تأتي لمنع تصادم محتمل بين القوات الروسية العاملة داخل سوريا والجيش الإسرائيلي، الذي قد يضطر للعمل هناك. وفي نهاية اللقاء صرح نتنياهو أنه اتفق وبوتين على تنسيق الخطوات العسكرية بينهما في سوريا. كذلك، أبدى بوتين خلال لقائه بنظيره الأمريكي باراك أوباما أمس على هامش انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، تفهمه للحاجات الأمنية الإسرائيلية، وقال إن هناك ضرورة لاحترام المصالح الإسرائيلية في كل ما يتعلق بسوريا، معربا في الوقت نفسه عن قلقه من الغارات الإسرائيلية داخل سوريا. وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون رد على تصريحات بوتين مساء الثلاثاء بالقول إن إسرائيل لن تنسق عملياتها في سوريا مع الروس، وإنها ستقوم بالرد على أي إطلاق نار من الأراضي السورية، وكذلك العمل وفقا لما تقتضيه مصلحتها.
كان يعالون قد اعتبر أمس الاثنين أن سقوط قذيفتين، داخل أراضٍ سورية تحتلها إسرائيل، خلال اليومين الماضيين، خرقا للسيادة الاسرائيلية وتجاوزا ل"الخط الأحمر”.
جاء ذلك بعد قصف شنه الجيش الإسرائيلي مساء الأحد على عدد من المواقع التابعة للنظام السوري، ردا على إطلاق تلك القذائف من سوريا وسقوطها في مناطق هضبة الجولان المحتلة.