أعلن الجيش الصهيوني يوم أمس أنه تلقى تعليمات صارمة بعدم السماح لأي قافلة بحرية من خرق الطوق البحري المفروض على قطاع غزة، وذلك قبيل وصول قافلة "أسطول الحرية 2" التي تقل أطنانا من المساعدات لسكان القطاع المحاصرين، في الوقت الذي أعلن أن قافلة "أميال من الابتسامات" ستصل صبيحة الأحد المقبل للقطاع. وقال الناطق باسم الجيش الصهيوني، البريجادير يؤاف موردخاي، ان قوات الجيش "تلقت تعليمات واضحة بعدم تمكين أي خرق للطوق البحري المفروض على قطاع غزة".
وأشار إلى ان جيشه يستعد لاحتمال انطلاق قافلة السفن الدولية نهاية الشهر الحالي، لافتاً إلى انه "استخلص العبر من تجربة اعتراض قافلة السفن الأولى".
وأعرب في سياق مقابلة مع الإذاعة الصهيونية عن أمله ألا تكون ثمة حاجة ل "ممارسة القوة".
وجاء التهديد الصهيوني هذا بعد أن أعلن منظمو "أسطول الحرية 2" أنهم سيتوجهون قريباً بقافلة السفن إلى قطاع غزة، بمشاركة مئات المتضامنين.
وكان الهجوم الصهيوني على قافلة "أسطول الحرية" الأول في نهاية شهر مايو من العام 2010 أسفر عن مقتل تسعة متضامنين أتراك، قبل أن يتم اعتقال باقي المتضامنين وخطف السفن إلى ميناء صهيوني.
وتوترت العلاقات بين كل من تركيا والدولة الصهيونية عقب ذلك الهجوم، وشكلت الأممالمتحدة لجنة تحقيق في الأمر، لكنها لم ترفع نتائج تحقيقاتها النهائية لغاية اللحظة.
وبعد أن ترددت أنباء عن نية منظمي "أسطول الحرية 2" إلغاء رحلتهم البحرية إلى قطاع غزة، من قبل إحدى المنظمات التركية المشاركة أكدت الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة إحدى الجهات المنظمة للأسطول أن هذا الأسطول سينطلق إلى غزة في موعده المحدد، وأن أية عقبات تواجه أي شريك من شركاء تحالف أسطول الحرية لن تؤثر على باقي أعضاء التحالف.
وقالت ان استمرار الحصار على قطاع غزة للسنة الخامسة على التوالي، في ظل الصمت العالمي المريب "يظهر مدى التواطؤ الدولي في إبقاء هذا الحصار يشتد ويضيق على 1.7 مليون إنسان فلسطيني، ويجعل من المجتمع الدولي شريكًا في صمته تجاه ما يرتكب في غزة".
وقالت انه "بالرغم من مزاعم إسرائيل بتخفيف الحصار إلا أنه ما زال يشمل منع تدفق العقاقير الطبية والمستلزمات العلاجية والتجهيزات الطبية، وكذلك المواد الغذائية والتموينية والمساعدات الإنسانية، فضلاً عن إمدادات الوقود والطاقة الخارجية التي يعتمد القطاع عليها اعتماداً كلياً، علاوة على المستلزمات الصناعية الأوّلية ومواد البناء والكثير من السلع والاحتياجات اللازمة لمعيشة السكان".
وكان منظمو الأسطول قالوا انهم سينقلون معهم مستلزمات وأدوات طبية، وكذلك مساعدات لسكان البيوت المهدمة، وبعض المواد الاغاثية الأخرى.
وأكدت الحملة أن استمرار الحصار يشكل "ضربة قاضية لكل المعاهدات والمواثيق الدولية". ونددت الحملة بشدة بالتهديدات الصهيونية المتكررة بالاعتداء على "أسطول الحرية 2"، المقرر أن يصل غزة نهاية الشهر الجاري.
وأكدت أن منظمو الأسطول "لا يأبهون للتهديدات التي تطلقها تل أبيب"، مؤكدة على أن الأسطول "سينطلق في موعده، ولن تثنيه التهديدات المتكررة من تحقيق أهدافه".
واتهمت تل أبيب بشن حرب ضد الإنسانية، إذا ما أقدمت على منع وصول قافلة مساعدات إنسانية لسكان محاصرين.
وقالت ان المزاعم الصهيونية ضد الأسطول تهدف فقط لمنع المتضامنين من الوصول لغزة.
يشار إلى أن اثنتي عشر دولة أوروبية ستشارك بسفن، تمتلكها بشكل منفرد أو بشكل مشترك، في "أسطول الحرية 2"، مشددة على ضرورة أن توفّر الدول الأوروبية، التي سيشارك برلمانيون ومواطنون منها في هذا الأسطول، الحماية من أي اعتداء صهيوني.
وفي سياق قريب من المتوقع أن تصل قافلة "أميال من الابتسامات" التي تقل مساعدات إنسانية أيضاً إلى غزة الأحد المقبل، عبر معبر رفح. وقال ان القافلة ستصل ميناء العريش البحري يوم السبت، على أن تبحر من ميناء الإسكندرية اليوم الجمعة.
وأعلن منظمو الأسطول أن القافلة تحمل على متنها أدوية ومستلزمات طبية وكراسي للمعاقين وسيارات أسعاف وحليب أطفال.
ونقلت وكالة "معا" المحلية عن اللواء جابر العربي رئيس الهلال الأحمر المصري بشمال سيناء بأن الهلال الأحمر المصري أجرى كافة الاستعدادات والتنسيقات لاستقبال سفينة المساعدات الإنسانية التي تحمل على متنها قافلة "أميال من الابتسامات" للمساعدات الفلسطينية والتي وصلت إلى ميناء الإسكندرية قادمة من ميناء فينيسيا.
وذكر ان السلطات المصرية بميناء الإسكندرية تجري الآن إعادة تحميل محتويات القافلة على متن سفينة أخرى يتمكن رصيف ميناء العريش البحري من استيعاب رسوها.
وبحسب ما أعلن القائمون على القافلة فإنها تقل 62 ناشطا أوروبيا وعربيا من دول العالم.